الصناعيون ورجال الأعمال السوريين في الخارج .. نريد العودة الى مصانعنا
لم يتردد رجل أعمال وصناعي حلبي كبير من القول : ” والله في مصر عم يشفطوا السوريين شفط ” في إشارة إلى أنّ الجميع ينتظرون العودة إلى سورية بل ينتظرون أن تقول لهم الحكومة السورية ” ارجعوا ” لقد قمنا بحل كل مشاكلكم لأنّ وطنكم أولى بكم .
“أولم يقل السيد الرئيس بوضوح أنّ المغتربين والسوريين في الخارج هم أحد أعمدة مرحلة إعادة البناء والتعمير والمشاركة بعملية النهوض الاقتصادي مجددا “.
في الحقيقة كل الصناعيين السوريين الذين غادروا البلاد بإمكانهم العودة للاستئناف عبر إعادة افتتاح معاملهم ومصانعهم فهذا طريق أكثر اختصارا وأكثر نجاعة وتأثيرا خاصة وأن كل الصناعيين تمكنوا بشكل أو بآخر من الحفاظ على أسواقهم وبإمكانهم البدء بالعمل فورا بمجرد استلام مصانعهم او إعادة تأهيلها .
الصناعي الحلبي الذي فضل عدم ذكر اسمه حاله حال الكثير من الصناعيين السوريين الذين يشعرون أنّه لابد من العودة الى مصانعهم في حلب ودمشق حيث تاريخهم الذي بنوه وتوارثوه في سورية وليس لأي مكان آخر أن يغنيهم عنه .. وكلهم يعتقدون أنه بمجرد التعامل مع بعض التفاصيل المعرقلة فإن موسم هجرة الصناعيين الى الوطن ستبدأ ..
اليوم قد يكون من المهم تسريع خطوات التواصل مع رجال الاعمال والصناعيين السوريين الذين أجبرتهم الحرب على النزوح الى بلاد أخرى للاستثمار فيها وحيث يتعرضون للكثير من الضغوط غير المعلنة , ومع حصولنا على معلومات تفيد بأن هناك تحركات قد بدأت على صعيد تحرير الصناعيين ورجال الاعمال – الذين نزحوا بسبب الإرهاب – مما كان يعرقل عودتهم على أكثر من صعيد مثل رفع الحجز عنهم وفتح المجال لاستلام معاملهم وبيوتم وما شابه .. ومعالجة وضع قروضهم المتعثرة وغيرها من التفاصيل التي ستبدو معالجتها فرصة حقيقية لعودة الكثير من الصناعيين ورجال الأعمال بخبراتهم وقوتهم في عالم الاستثمار والصناعة .
الان في هذه السطور قد يبدو من المهم الارتقاء بموضوع القروض المتعثرة بينما ترزخ تحت نيرها الكثير من المنشآت التي تعرضت للتدمير و الإرهاب والسرقة وحيث يجب معاملتها كملفات مستقلة وبشكل يشجع أصحابها على العودة اليها وتشغيلها بعد حصولهم على تسويات غير ضاغطة بشأن قروضهم المتعثرة ..
في الحقيقية كل ما تتمكن الحكومة من جلبه من أموال الى البلد وإعادة استثمارها هو أهم بالمطلق من الأموال التي تجبيها وتجمعها من القروض المتعثرة بالشكل الذي عولجت به وحيث كان شكل المعالجة وما رافقه من حجز وتقييد ومنع سفر بمثابة اسفين في طريق عود الكثيرين .
انطلاقا من ذلك فإنّ كل معمل يعود للعمل بما يوفره من فرص عمل وقيمة مضافة في الاقتصاد يمكن أن يكون أهم ما قد يمكن فعله للاقتصاد .. في هذه المرحلة التي تحتاج البلاد الى استنهاض كل امكانياتها وامكانيات أفرادها من أجل الخروج من الحرب والانطلاق نحو تحقيق التنمية .
فهل نشهد في الفترة القادمة تحركات غير مسبوقة تتجاوز فيها الحكومة السورية كل ما فعلته الحكومات في مصر وتركيا والاردن والامارات لجهة توفير البيئة والمزايا والمحفزات لرجال الامال والصناعيين السوريين ,
ما الذي يمنعها من فعل ذلك يحتاج الأمر الى شجاعة ودراية وقدرة حقيقية على موازنة الأمور ومعالجة الملف بشكل كلي ومتكامل ودون أية اقتطاعات وخلق بيئة عمل تنطبق قوانيها على الجميع
وقبل كل شيء يحتاج رجال الاعمال والصناعيين في الخارج الى تحريرهم من قيود السفر و الحجز الذي طال بعضهم وقد تم البدء بالمعالجات على هذا الصعيد فعلا ؟ .
يحتاج رجال الأعمال والصناعيين الى جسور تواصل وحوار واسقاط التهم التي صُنعت لهم ..
يحتاجون الى معاملة أوضح وأفضل فيما يخص القروض المتعثرة وللمناسبة يحتاج ملف القروض المتعثرة كله الى إعادة نظر في ظل ما شابه من أخطاء وسوء تقدير في كثير من الاحيان وضياع الكثير من الفرص على البلد .
هل تنجح حكومة المهندس عماد خميس في فتح الطرق والحدود والمصانع أمام الصناعيين ورجال الأعمال وهي الحكومة التي تقول أن احد اهم اهداف عملها اعادة الانتاج بكل اتجاهاته ومكوناته وقطاعاته ..
السوريون تمكنوا من اقامة امبراطوريات صناعية في الدول الأخرى .. بامكان الحكومة التفكير بنفس الامبراطوريات على أراضي الجمهورية .. لما لا ؟
لقد حان الوقت للتعامل بدقة وجدية فيما يكتبه الصناعييون ورجال الأعمال في الخارج عن مشاكلهم ورغبتهم بالعودة .. وعدم رميه في الأدراج والتصريحات الصحفية ؟
سيرياستيبس
اقرأ أيضا: وزير النفط: الاحتياطي المقدر لكل بلوك تصل الى 250 مليار متر مكعب من الغاز