عمر رحمون يكشف أهم ملفات لقاء مملوك و فيدان
أكد مصدر مطّلع على اللقاء الذي عُقد بين رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، علي مملوك، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي، حقان فيدان، في العاصمة الروسية موسكو، تَطّرُق الجانبين إلى عدة ملفات كان من أهمها اتفاقية أضنة، وتطورات الأوضاع في منطقة شرق الفرات.
وقال عمر رحمون، عضو ما يعرف بـ “هيئة المصالحة الوطنية السورية”، أن اللقاء هو من الأول من نوعه الذي جمع كل من اللواء مملوك وفيدان بشكل مباشر وبوساطة روسية، موضحاً أن اللقاء الأمني بين الجانبين، تم التحضير له منذ سنتين، وأنه خلال هذه الفترة حصلت 4 لقاءات في معبر كسب كانت أواخر عام 2018 وبداية عام 2019، إضافة إلى الاجتماعات الأخرى التي حصلت برعاية روسية.
وتابع خلال حديثه لـ “روزنة”: “كانت تلك لقاءات أمنية وطرحت فيها عدة أمور بما يتعلق بإدلب وعموم المشاكل التي نتجت عن الحرب في سوريا… لقد تطورت هذه اللقاءات لتصبح علنية بعد أن كانت سرية، وعلى مستوى أعلى، حيث كانت سابقا بمستويات منخفضة، أما اليوم فقد التقى (مملوك) بـ (فيدان) وهذا تطور جيد”.
وفي تطور لافت، ذكرت وكالة “سانا”، يوم أمس الاثنين، خبر لقاء مملوك وفيدان، وهي المرة الأولى التي تتحدث به الوكالة عن حصول لقاء أمني بين دمشق وأنقرة، بخاصة وأن هذه السابقة ترافقت مع عدم وجود أي تعليق روسي وغياب تام لوسائل الإعلام الروسية في نشر الخبر، ما قد يشي بأن تمرير دمشق لخبر اللقاء يحمل معه دلالات وتطورات مستقبلية قريبة عن شكل العلاقة بين دمشق و أنقرة.
ولفت رحمون خلال حديثه إلى أن لقاء يوم أمس تطرق إلى اتفاقية أضنة، وهي الاتفاقية التي لم تغب عن أي من اللقاءات الأمنية السابقة بحسب تعبيره، مشيراً إلى أنها أفضل اتفاق بين الجانبين يمكن البناء عليه.
كما كشف بأن اللقاء تطرق في معظمه إلى ملف منطقة شرق الفرات، خلافاً لما ذكرته الأنباء التي أشارت إلى التباحث حول منطقة إدلب لخفض التصعيد فقط.
وأردف حول ذلك “شرق الفرات قضية تمس الأمن القومي السوري والتركي ولذلك فمعظم اللقاء كان من أجل شرق الفرات وإن كان ظاهره من أجل إدلب… كل ما حدث في شرق الفرات خلال السنة الماضية كان بعلم الدولتين… قسد ومن يدعمها ضد أي تقارب سوري تركي لأنها تعلم بأن أي تقارب سوري تركي سيكون ضدها… وانطلاقا من هذا اللقاء ستكون هناك نتائج إيجابية”.
وختم بالقول “أنا شخصيا أتوقع أن يكون هناك اتفاق بين الرئيسين السوري والتركي، حيث كان الرئيس الأسد هو من كان يرفض فتح القناة مع تركيا واللقاء مع أي من مسؤوليها لأنها دولة معتدية ولم تلتزم بالمواثيق الدولية ولم ترع حق الجوار، ولكن مؤخرا وبعد إلحاح من الروس حصل هذا اللقاء على هذا المستوى … قد يكون هناك تطور ينتج عنه لقاء بين الرئيسين؛ مع أني لا أتصور هكذا لقاء، هو لقاء ممكن لكنه بعيد التصور، و ربما تكتفي الدولتان بلقاءات أمنية لتسيير أمور لها تتعلق بالبلدين”.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق روسي على مضمون اللقاء و سر توقيته، برّر وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، اللقاء بالقول إن “المسؤولين الأتراك يقومون بفعاليات متنوعة في المحافل الدولية، بهدف الحفاظ على المصالح التركية والإسهام في إحلال السلام والأمن بالمنطقة”، وأشار آكار إلى أن تركيا ستواصل بذل جهودها من أجل إحلال السلام والاستقرار، منوهاً إلى أن المبدأ هو تحقيق السلام.
وكانت وكالة “سانا” ذكرت يوم أمس الاثنين، إن لقاء ثلاثيًا سوريًا- تركيًا- روسيًا عُقد الاثنين، في موسكو بحضور اللواء علي مملوك وفيدان وعدد من المسؤولين الروس.
وطالب لوفد السوري من تركيا الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية “سوتشي” الموقعة بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في أيلول 2018، بشأن إدلب فيما يخص إخلاء منطقة “خفض التصعيد” من “الإرهابيين” وفتح الطرقات الدولية.
وبحسب “سانا”، فإن دمشق مصممة على “السيطرة على كامل محافظة إدلب وعودة سلطة الدولة إليها”.
وكانت المستشارة الإعلامية للرئيس الأسد، بثينة شعبان، تحدثت في أكثر من مناسبة إعلامية عن عقد لقاءات أمنية بين دمشق وتركيا، غير أن تلك اللقاءات لم تقدم شيئًا، وفق وصفها، وقالت في لقاء مع قناة “روسيا اليوم”، الأسبوع الماضي، إن لقاءات أمنية أجريت في وقت سابق بين مسؤولين أمنيين سوريين وأتراك، و”لكن لم يتم التوصل إلى أي نتيجة منها”.
كما أعلنت، في تشرين الثاني 2019، أن روسيا تسعى إلى عقد اجتماع أمني سوري- تركي في مدينة سوتشي الروسية.
وكشف الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية تشرين الأول الماضي، عن حصول لقاءات أمنية بمستويات مختلفة، جمعت بينهم وبين الأتراك، خلال العامين الماضيين.
وقال خلال حوار تلفزيوني “كل المستويات لهذه اللقاءات كانت أمنية، وإن كانت بمستويات مختلفة… بضعة لقاءات منها، ربما لقاءين أو ثلاثة، حصلت عند كسب داخل الحدود السورية قرب الحدود المشتركة، ولقاء أو أكثر حصل في روسيا”.
وحول الجلوس مع تركيا على طاولة واحدة، قال الأسد: “لن أتشرف بمثل هذا اللقاء وسأشعر بالاشمئزاز، ولكن المشاعر نضعها جانبا عندما تكون هناك مصلحة وطنية”.
في حين كان الرئيس التركي أشار في لقاء سابق مع قناة “تي آر تي” التركية حول الموضوع ذاته: “لدينا سياسة خارجية على أدنى المستويات مع النظام السوري، غير أن أجهزة الاستخبارات غير ملزمة بالتحرك وفق تصرفات الزعماء”، مشيراً -آنذاك- إلى أن السياسة التي تنتهجها تركيا تجاه سوريا قائمة على أساس وحدة الأراضي السورية وسيادتها.
المصدر: روزنة
إقرأ أيضا: كمال خلف: تغييرات مقبلة في خرائط السيطرة في الشمال السوري