المواطن السوري بين مطرقة الوضع المعيشي المأزوم و سندان الإشاعات
بات الوضع المعيشي في سورية ضاغطا إلى درجة كبيرة، مع ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية متجاوزا عتبة الألف ليرة للدولار، مصحوبا بارتفاع كبير لأسعار المواد الغذائية في الأسواق السورية، وهو ما فجر موجه من الإنتقادات للأداء الحكومي، زاده عدم وجود شروح من قبل أركان الحكومة للأسباب والمآلات، وعدم وجود إجراءات للمعالجة حسب ما عبر نشطاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي.و كشف تقرير اللجنة الاقتصادية في محافظة دمشق والمقدم إلى مجلس المحافظة عن ارتفاع الأسعار في المواد الاستهلاكية بعد زيادة الرواتب والأجور بنسبة وصلت إلى 50 بالمئة عما كنت عليه قبل الزيادة. وكانت الحكومة قد رفعت قبل أشهر أجور العاملين في القطاع العام بنسبة 20 الف ليرة سورية أي ما يعادل حسب سعر صرف الدولار ” 20 دولار”.
قرات مرة ان أرتفاع سعر سلعة في السوق، بدولة اوروبية، أدى الى استقالة وزارة، ولا اعلم مدى صحة ذلك، ما يعرفه المواطن السوري ان اسعار بعض السلع تضاعفت بعد زيادة ربع الراتب، وكأن شيئا لم يكن، بغياب مساءلة و محاسبة التجار ..
— adib.m.makhzom (@picassowow) January 16, 2020
وبذات الوقت ألقى الكثير من النشطاء في سورية اللوم على الحصار الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد دمشق في سياق سياسية الضغوط القصوى التي تتبناها الإدارة ضد الدول والتيارات التي لا تخضع للسياسات الأمريكية في المنطقة.
بالتوازي مع كل هذا اندلعت حرب شائعات يرى فيها البعض أنها مبرمجة في سياق استثمار استياء الشارع السوري من الأوضاع المعيشية ودفع الشارع السوري للخروج التظاهر. وكان ابرز تلك الشائعات خبر انتحار رب أسرة من فوق أحد جسور العاصمة تاركا رسالة يعتذر فيها من اطفاله لانه لم يؤمن لهم الطعام والدفء و انتشرت الرسالة بشكل كثيف على صفحات مواقع التواصل ليتبين أنها مجرد إشاعة بعد أن نفي السلطات الجنائية حصول اي واقعة انتحار من فوق الجسر” الرئيس” وسط العاصمة، كما انتشرت قرارات حكومية تخص أوضاع العسكريين و خدمة العلم تبين أنها غير صحيحة ومجرد شائعات. وبات المواطن السوري واقعا بين حرب الاشاعات والمعركة على لقمة عيشه والصمت الحكومي.
اللجنة الاقتصادية في سورية مشلولة بشكل كامل امام ارتفاع الاسعار وارتفاع سعر الدولار .. لماذا لا يتم اقالتهم وتعيين خبراء اقتصاديين بدلاً عنهم
— Hadi Baider (@HadiBaider) January 14, 2020
وفي اطار هذا الواقع تظاهر بعض أهالي محافظة السويداء جنوبي سوريا، احتجاجًا على غلاء الأسعار وتراجع الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المدينة. ونقلت الوكالة الرسمية السورية خبرا عن تجمع مواطنين في ساحة “السير” في جنوب سورية “اعتراضًا على الواقع المعيشي هاتفين ” بدنا نعيش “. وأثار موضوع التظاهر في الشارع جدلا واسعا على مواقع التواصل السورية، بين من دعا لأن يكون التظاهر وسيلة للضغط على الحكومة لتلبية مطالب معيشية، وبين ومن عارضها بسبب تحول تظاهرات 2011 إلى بوابة لعبور الأجندات الخارجية وعبور عشرات الآلاف من التكفيريين وتفريخ حالة معارضة انتهازية فاسدة.
رغم القبضة الأمنية
بدأت الأصوات والصرخات تتعالى في سورية والأوضاع تتفاقم وغلاء الأسعار وصل حد لايطاق
هل نحن على أبواب ثورة الجياع.
فالفقر قميص من نار.
وآفة الفقر والجوع ليست قضية تحرير أو محاربة، بل هي مسألة حياة أو موت، لا يمكن تأجيلها https://t.co/JH93X4zhcw— MohamAd Obaid (@mohamad1obaid) January 15, 2020
ويبدو أن الشارع السوري الذي اكتوى بنار ودمار الحرب، وما كشفته لاحقا السنوات الماضية عن فصول الحرب وأدوار اللاعبين الإقليميين في تدمير سورية والسعي لتحقيق مصالحهم هم على حساب مصلحة شعب وبلد مازال يعاني من ويلات تلك الخطط العبثية والمشاريع الطامحة، يبدو أنه لن يستجيب في القريب لخيار اللحاق بركب نماذج الاحتجاج في محيطة في لبنان والعراق، ولكن مع تطور الأزمة وارتفاع حجم المعاناة، وضيق العيش، لا أحد يمكنه الجزم بطبيعة خيار الطبقات المسحوقة في البلاد.
كمال خلف – رأي اليوم
اقرأ أيضا: امرأة وصائغ وأربعة لصوص : عصابة سرقة .. يفتحون الابواب بصورة شعاعية