“بحر حلب رجع لأهله” .. البلولاغون وعالم السحر في عهدة الجيش العربي السوري
“حتى البحر صار عنا” هي جملة مشهورة لدى أهالي مدينة حلب تتحدث عن المدينة المائية الكبيرة “بلولاغون” الموجودة على أوتستراد حلب – دمشق الدولي، والتي تم تحريرها مؤخراً من قبل الجيش العربي السوري.
وأظهرت الصور الأولية لـ “البلولاغون” حجم الدمار والخراب الكبير الذي طاله من قبل إرهابيي “جبهة النصرة”، الذين حولوا المدينة المائية إلى سجن كبير تابع لهم.
ومن النادر أن ترى أحداً من جيل التسعينيات ليس لديه ذكرى في مدينة حلب المائية، التي كان يعد افتتاحها قبل الحرب سابقة، واكتسبت شهرة كبيرة بسبب نظامها القائم على تشكيل الأمواج في مسبحها.
ومن الحملة الدعائية التي أطلقت للمدينة المائية حينها، ظهرت جملة “البحر صار عنا” وأصبحت متداولة بين الحلبيين الذين كانوا يفتخرون بالتطور الذي طال مدينتهم حينها، في السنوات الخمسة قبل بدء الحرب.
ومنذ ذلك الحين، أصبح لحلب بحر، وهو “البلو لاغون”، الذي كان يستقبل يومياً وبفترتين صباحية ومسائية الأهالي الراغبين بالاستمتاع بتجربة السباحة في أمواج البحر الاصطناعية التي كان يقدمها “البلو لاغون”.
ولا تعد مدينة حلب المائية المكان الترفيهي الوحيد المشهور في مدينة حلب، بل هناك أيضاً “عالم السحر” الموجود أيضاً على طريق أوتستراد حلب – دمشق الدولي.
و”عالم السحر” الذي حرر الجيش العربي السوري منطقته أيضاً، عند جسر الزربة، يعد مدينة ترفيهية ضخمة تضم بداخلها العديد من الأقسام الخاصة بألعاب الملاهي والمطاعم والصالات والمقاهي، بالإضافة لقسم خاص يحوي حديقة حيوانات كانت من أهم الحدائق في سوريا.
وتخطت شهرة حديقة حيوانات “عالم السحر” سوريا لتصبح عالمية، حتى أن منظمات مختصة بإنقاذ الحيوانات تدخلت خلال سنوات الحرب لإنقاذ ما يوجد داخل الحديقة.
ويستذكر أهالي حلب ما قام به أحد مدعي الحرية، المعروف بسرقاته الضخمة والدماء التي سالت بسبب جرائمه بحق أهالي المدينة، وهو “الحياني”، عندما قام بسرقة 13 حيوان وتهريبها إلى تركيا لبيعها هناك.
وحاولت حينها منظمة “فوربوز” العالمية الوصول إلى تلك الحيوانات في محاولة لإنقاذها، قائلةً إن “اتفاقاً تم التوصل إليه من أجل نقل الحيوانات من تركيا إلى محامي طبيعية، إلا أن المنظمة لم تكشف عن حيثيات الاتفاق ومع من عقد”.
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
ومن أهم الحيوانات التي تمكنت من النجاة، بصعوبة كبيرة، كان النمرين الشقيقين المسميان من قبل أهالي حلب بـ “سلطان” و”سعيدة”، حيث تمكن مركز “فيليدا” الهولندي من الوصول إليهما وإنقاذهما.
وقال المركز حينها أن: “النمرين كانا يعيشان في منطقة حرب، وعانيا من العطش والجوع، وسمعا الكثير من الضجيج الناجم عن التفجيرات، وتعرضا لضغوط كبيرة نتيجة لذلك”.
وبين المركز أنه “بعد إقامة قصيرة في تركيا للرعاية والعلاج، تم نقل الحيوانات في منتصف آب من عام 2017 الى الأردن، ليتابعوا المسير إلى هولندا”، حيث يعيشان حالياً.
يذكر أن منطقة ريف حلب الجنوبي الواقعة على طريق حلب – دمشق الدولي، تعرف قبل الحرب على أنها منطقة اصطياف الحلبية، حيث يمتد على طول الطريق العديد من المطاعم والملاهي ومدن الألعاب الترفيهية التي كانت لا تغلق أبوابها على الإطلاق، صباحاً أو طيلة المساء.
وفا أميري – تلفزيون الخبر