مخطط أميركي جديد لتقسيم سورية وضم شمال شرقها إلى إقليم كردستان
كشف أساتذة جامعات أتراك، أن أميركا تخطط لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، عبر إنشاء كيان جديد، في الأنبار بدعم سعودي، لافتين إلى أن المخطط يتضمن دمج الدويلة الشمالية منه مع مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية– قسد» في شمال شرق سورية.
ونقل موقع «عربي 21» القطري الداعم للتنظيمات الإرهابية في سورية عن رئيس شعبة الاستخبارات التركية السابق، إسماعيل حقي بيكين قوله في تقرير لصحيفة «يني شاغ» التركية: إن الولايات المتحدة تسعى للجمع بين إقليم كردستان العراق، والأكراد في شمال سورية تحت حمايتها، وإنشاء «اتحاد» جديد.
وأشار بيكين، إلى أن الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية لا تريد أن تكون تركيا قوية، وتسعى لاستفزازها دائماً، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تسعى للقيام بلعبة جديدة، عبر المطالبة بنشر «الناتو» بالعراق.
وأوضح، أنها تريد مع حكومة إقليم كردستان شمال العراق إزالة الحدود بين سورية وتلك المنطقة، وإنشاء «اتحاد»، وتقسيم العراق.
وأضاف: «الولايات المتحدة بمخططها الجديد تريد توحيد أراض عراقية لاسيما منطقة الأنبار غرباً ذات الأغلبية السنية، وشمال سورية، وإقامة دولة جديدة».وأشار إلى أن تركيا يجب أن تؤكد على الحفاظ على سلامة الأراضي السورية، لافتاً إلى أن الاستفزازات في الشمال السوري ضد أنقرة هدفه تشتيت انتباهها.
من جهته، قال جنكيز تومار القائم بأعمال رئيس جامعة أحمد يسوي التركية: إنه بعد قرار حكومة بغداد طرد القوات الأميركية من البلاد، أعاد البيت الأبيض تقديم خطة لإنشاء «منطقة الأنبار السنية المستقلة» في العراق، والتي قامت بصياغتها منذ سنوات.
وأشار في تقرير تحليلي نشرته «الأناضول» التركية باللغة التركية، وفق «عربي 21»، إلى أن الخطة الأميركية ظهرت مرة أخرى بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق.
ولفت تومار إلى أن تواصل إيران مع سورية وحزب اللـه بلبنان عبر العراق، يشكل تهديداً بالنسبة لأمن إسرائيل، ما حدا بالولايات المتحدة لإعادة إطلاق طرح المشروع مرة أخرى.
وأوضح أنه بهذه الطريقة، سوف تحافظ الولايات المتحدة على علاقاتها مع الأكراد الحليف الأكثر أهمية بالعراق، ومنع الإمدادات الإيرانية من الوصول إلى سورية، من خلال فرض سيطرتها على «المنطقة السنية».
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
وأضاف: إن الولايات المتحدة تتوقع أن تقبل الأطياف السنية والأكراد مشروعها التقسيمي بالعراق، بسبب الضغوطات الممارسة بحقهم.
ولفت الخبير التركي في شؤون الشرق الأوسط، إلى أن السعودية تدعم فكرة إنشاء منطقة سنية مستقلة في محافظة الأنبار، مشيراً إلى أنها قد تتكفل بتقديم الدعم المالي للمشروع.
وأكد على أنه إذا تم تحقيق المشروع الأميركي بدعم خليجي وخاصة من السعودية، فإن العراق سوف يقسّم إلى ثلاثة أجزاء.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتشكيل «ائتلاف» مع السعودية وإسرائيل والأكراد وبعض الأطياف السنية لمواجهة ما سماه «الخطر الإيراني» بالعراق.
وأشار إلى أن مخطط التقسيم الأميركي يتعارض مع مصالح تركيا التي تؤكد على وحدة الهيكل العراقي.
بدوره، قال أستاذ التاريخ في جامعة إسطنبول التقنية، باريش إرتيم: إن المخطط الأميركي لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام يعود إلى ما قبل 15 عاماً.
وأكد، أن الهدف الأميركي من إنشاء كيان في محافظة الأنبار، هو السيطرة على احتياطيات النفط الغنية في تلك المنطقة.
ولفت إلى أن هذا التطور من شأنه أن يزعزع الاستقرار في العراق، ويفاقم من الصراع الطائفي، كما أن له عواقب سلبية جداً على أمن حدود تركيا.
وأشار إلى أن السعودية تولت تنفيذ الخطة الأميركية، لافتاً إلى سلسلة لقاءات عُقدت بالمملكة في أيار 2019، بمشاركة بعض السياسيين ورجال الأعمال من محافظة الأنبار، تلاه اجتماع ثان بعد ثلاثة أسابيع، وثالث في الإمارات في كانون الثاني الماضي.
الوطن