خالد العبود: صراعٌ سوريّ – روسيّ غير معلن على “أردوغان”!
خالد العبود
في المواجهة الكبرى الحاصلة على مستوى المنطقة زوايا صراع غير مباشرة، لا تبدو واضحة في كثير من الأحيان، غير أنّ قليلاً من المراقبة والتدقيق يمكن لنا اكتشافها جليّاً، وهي جزئيات صراع بين الحلفاء في النسق الواحد!!..
إنّها زوايا صراعٌ سوريّ – روسيّ ليست بالمعنى التي طالما حاول البعض الحديث عنها خلال المراحل السابقة من عمر المواجهة، خاصة عندما يركّز البعض على تغوّل روسيّ أو إيرانيّ على حساب مصالح السوريّ، أو صراع روسيّ – إيرانيّ على حساب مصالح السوريين!!..
الأمر ليس كذلك أبداً، لكنّه بمعنى آخر مختلف تماماً، باعتبار أنّه يأتي صراعاً أو تبايناً في مكونات النسق الواحد، ليس على مصالح متناقضة، بمقدار ما يكون على مصير أو دور الخصم والعدو في بعض مكونات أطراف العدوان!!..
-فمثلاً يبدو جلياً تماماً أن هناك تناقضاً بين موقف الروسيّ من “الإسرائيليّ”، وموقف السوريّ منه، ففي الآن الذي يكون فيه “الإسرائيليّ” صديقاً للروسيّ، فإنّ “الإسرائيليّ” هو العدو الأرأس بالنسبة للسوريّ على مستوى المنطقة، وكذلك بالنسبة لـ “أردوغان” لجهة كلّ من السوريّ والروسيّ!!..
-فالروسيّ يتطلع إلى “أردوغان” باعتباره رأس نظام سياسيّ يمكن تطويعه، من خلال إنزاله من العربة الأمريكيّة، والاستفادة منه في جعله حليفاً إقليميّاً ضعيفاً، يمنعه ضعفه من إمكانية المناورة على أن يكون أداة فاعلة أمريكية على مستوى المنطقة!!..
في حين أنّ السوريّ يتطلع إلى “أردوغان” باعتباره العدو “الأخوانيّ” الذي ساهم في إحراق سوريّة، وبالتالي فإنّ هناك فرقاً واضحاً وجليّاً، بالنسبة للسوريّ، بين “أردوغان” وبين تركيا، وهو يسعى، ونعني السوريّ، إلى هزيمة “أردوغان” وليس إلى هزيمة تركيا!!..
هنا يبدو الصراع السوريّ – الروسيّ واضحاً على “أردوغان” ومصيره، باعتبار أنّ الروسيّ حاول كثيراً أن يستفيد من “أردوغان” في المواجهة الكبرى التي يخوضها مع الأمريكيّ على مستوى المنطقة، من خلال محاولته سحب “أردوغان” كي يكون جزء من معادلة استقرار المنطقة!!!..
في حين أنّ السوريّ يحاول أن ينهي دور “أردوغان” على مستوى المنطقة، من خلال تجريده تماماً من إمكانية التأثير أو النفوذ الإقليميّ الذي يتطلع له “أردوغان” ويباركه الروسيّ، فيحول دون حصول “أردوغان” على إنجاز واحدٍ يمنحه القدرة على التأثير في ملفات الصراع، خاصة على مستوى حضوره في الملف السوريّ!!!..
إنّه الصراع السوريّ – الروسيّ الذي لا يبدو واضحاً في مشهد الصراع الكلّي أو المواجهة الكبرى، لكنّه هامٌ ورئيسيّ لجهة هويّة خارطة استقرار المنطقة، خاصة وأنّ الروسيّ يبحث عن استقرار يؤمّن مصالحه بعيداً عن هويّة هذه الخارطة، لكنّ السوريّ تعنيه جدّاً هويّة هذه الخارطة، باعتبار أنّ بقاء “أردوغان” يشكّل هويّة خارطة “أخوانيّة” لا تتوافق ومصالح السوريّ!!!.
إقرأ أيضا: مسلحون موالون لتركيا في إدلب يحاولون اسقاط “سو-24” روسية.. شاهد!