سرّ تحالف الأسد مع “بوتين”!!..
خالد العبود
-طالما كنّا نؤكّد على أنّ الحضور الروسيّ إلى سوريّة لم يكن حضوراً كما تمّ تسويقه في الإعلام، على أنّ إرهاباً كبيراً، أو أنّ “ثوّاراً”، نالوا من قدرة الدولة السوريّة، فكادوا أن يهزموها، فجاء الروسيّ لانقاذها أو إنقاذ “نظام الأسد”!!..
-طبعاً هذا الكلام وقع فيه من وقف ضدّ الدولة ومن وقف معها، ولم يخطر ببال أحدٍ أنّ هناك سرّاً هاماً وراء هذا الحضور، وهو ما سيظهر في قادم الأيام من عمر المعركة والمواجهة..
-كان الرئيس الأسد يدرك منذ الأيام الأولى أن العدوان كبير، وأنّ له مراحل وتجليّات وأطوار وأشكال، وهو عدوان لن يقف عند مستوى محدّد بأداة فوضى، خاصة عندما يستطيع الرئيس الأسد ردّ هذه الأداة وهزيمتها!!..
-لقد كان واضحاً لديه تماماً أنّ “أردوغان”، كما سواه، يعدّون العدّة للدخول على خطّ المواجهة بقدراتهم وإمكانياتهم المباشرة والذاتية، عندما يرون هزيمة أدواتهم، من “داعش” و”جبهة نصرة” وملحقاتهما، لذلك يجب ألا يكون وحيداً في تلك المواجهة القادمة!!..
-من هنا، وعلى هذا الأساس، بنى الأسد تحالفه الهام مع الروسيّ، لمثل هذه اللحظة بالضبط، فهو كان يدرك أنّه عندما يسحق أداة الفوضى، سوف يتقدم مشغّلها ليأخذ دورها في العدوان على الدولة السورية، فيكون الروسيّ في مواجهته عاملاً مانعاً ومعطّلاً لتقدّمه، وبالتالي لإسقاط الدولة أو هزيمتها، وهو ما يحصل مع “أردوغان” في هذه اللحظات بالضبط!!!..