العالم يستعد لوداع الشتاء “الأكثر دفئا” على الإطلاق
يستعد العالم لتوديع الشتاء الأشد دفئا على الإطلاق، مع ارتفاع درجات الحرارة 3 درجات مئوية عن متوسط القرن العشرين، حيث سجلت درجات الحرارة في الولايات المتحدة على سبيل المثال رقما قياسيا في السجلات التي تعود إلى 141 عاما.
وكانت درجات الحرارة أقل بخمس درجات مئوية في معظم أنحاء روسيا، وأجزاء من الدول الإسكندنافية وشرق كندا، وفقا للمركز الوطني الأمريكي لمعلومات البيئة، بحسب ما نشرت “بلومبيرغ غرين”.
وكان الشهر الماضي أكثر أشهر كانون الثاني/ يناير حرا في العالم على الإطلاق، على ما قال جهاز كوبرنيكوس الأوروبي حول التغير المناخي فضلا عن الوكالة الأميركية للغلاف الجوي والمحيطات (نوا).
وسجلت في أنتاركتيكا في شباط/ فبراير الحالي حرارة قياسية بلغت 20.75 درجة مئوية متجاوزة للمرة الأولى عتبة العشرين درجة، على ما أفاد به عالم لوكالة فرانس برس.
وسجل هذا المستوى القياسي في التاسع من شباط/ فبراير على جزيرة سيمور المعروفة أيضا باسم مارامبيو، وفق ما أوضح الباحث البرازيلي كارلوس شيفر.
وأكد شيفر أنه “لم يسبق أن سجلت هذه الحرارة المرتفعة في أنتاركتيكا”. بيد أنه أشار إلى أنه “لا يمكن استخدام هذه المعلومة لتأكيد وجود توجّه ناجم عن التغير المناخي. إنه مجرد مؤشر بأن أمرا ما مختلفا يحدث في هذه المنطقة”.
وتضم جزيرة سيمور قاعدة علمية أرجنتينية. وقال العالم المتخصص بدراسة التربة الصقيعية إن هذه الحرارة سجلت في إطار مشروع بحث يمتد على عشرين عاما يهدف إلى دراسة تأثير التغير المناخي على التربة الجليدية الدائمة.
وأوضح أنه “لا يمكننا استخدام هذه البيانات لتوقع تغيرات مناخية في المستقبل، هذه مجرد معلومة في وقت محدد”.
في السادس من شباط/ فبراير، سجلت حرارة قياسية قدرها 18.3 درجة مئوية في قاعدة إسبيرانسا الأرجنتينية. وكان المستوى القياسي السابق وهو 17.5 درجة مئوية، سجل في 24 آذار/ مارس 2015، على ما تفيد به الهيئة الوطنية الأرجنتينية للأرصاد الجوية.
في السياق ذاته، نفق حوالي نصف مليون من بلح البحر في المياه الدافئة والهادئة بشكل غير معتاد على ساحل نيوزيلندا في حدث ربطه الخبراء بتغير المناخ. وقد عثر براندون فيرغسون من أوكلاند على تلك الرخويات النافقة في وقت سابق من هذا الشهر على شاطئ مونغانوي بلاف قرب الطرف الشمالي من الجزيرة.
وأظهرت لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيرغسون مصدوما وهو يمر بين الصخور المليئة بأصفاد بلح البحر وهو يقول: “كلها نفقت… لم يتبق شيء”.
وأوضح العالم البحري البروفيسور كريس باترشيل من جامعة وايكاتو أن حدثا مماثلا طال أنواعا أخرى من الرخويات.
وقال لوكالة فرانس برس “يبدو أن القواسم المشتركة هي الظروف الحارة مع أشعة شمس قوية ومياه هادئة بشكل غير معتاد لفترة طويلة”.
وأضاف “هذا يؤدي إلى مزيج من إجهاد الحيوانات بسبب الحرارة ونقص في الأكسجين في المياه الهادئة جدا. وفي النهاية تستسلم… وكأنها طبخت وهي حية”. وتابع “أعتقد أن السبب يعود إلى ظاهرة التغير المناخي”.
وقال العالم البحري من جامعة أوكلاند أندرو جيفز إنه من المحتمل أن تحصل المزيد من أحداث النفوق الجماعي نتيجة لتغير المناخ، مضيفا أن بلح البحر سينتقل في النهاية إلى مياه أكثر برودة مع ارتفاع درجات الحرارة.