ما هي الأهمية العسكرية لتقدم الجيش السوري نحو جبل الزاوية؟
بدأ الجيش السوري عمليةً عسكرية على محور جبل الزاوية في ريف ادلب الجنوبي، بعد توقف لأيام عديدة إثر السيطرة على سراقب وبلدة النيرب المحيطة بها. تمهيدٌ ناري لم يسبق له مثيل على مواقع الإرهابيين في الجبل الذي يعتبر القلعة الحصينة للإرهابيين في المحافظة، لتبدأ تلك المواقع بالتهاوي أمام الجيش إذ سيطر على بلدتي الشيخ وحنتوتين بعد معارك عنيفة، يبدو أنها ستنتهي بالوصول للطريق الدولي الذي يربط حلب باللاذقية (أم 4) مروراً بادلب ليلتف الجيش بذلك على كل نقاط الجيش التركي التي مَركَزَها حديثاً بمحيط بلدة النيرب لسد هذا الطريق الاستراتيجي أمام تقدم القوات السورية.
مصدرٌ عسكري سوري أكد لموقع “العهد” الإخباري أنّ “الجيش السوري يسعى للوصول لطريق حلب اللاذقية الدولي مروراً بقرى وبلدات جبل الزاوية ومنها مدينة أريحا الاستراتيجية، إذ بدأ بعمل عسكري يوم أمس الأحد باتجاه محور الجبل الذي يضم أهم المناطق الاستراتيجية و الحصينة للتنظيمات الإرهابية وأبرزها جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني”، مضيفاً أنّ “الطيران الحربي السوري الروسي المشترك قدم غطاءً جوياً كثيفاً جداً للوحدات المتقدمة برياً من خلال استهداف مواقع الإرهابيين في قرى كفرنبل وحاس وصولاً لمحيط أريحا وبعض قرى جسر الشغور”.
وتابع المصدر العسكري أنّ “جبل الزاوية يعد الأهم من حيث الإشراف على طريق حلب اللاذقية الدولي عبر مدينة أريحا وجبل الأربعين الذي بدأ جيش الاحتلال التركي بإرسال تعزيزات عسكرية إليه، ولكن مدفعية الجيش السوري تكفلت باستهداف هذه التحركات التركية التي تعتبر تحركات معادية”.
وعن الأهمية الاستراتيجية لتقدم الجيش نحو جبل الزاوية قال الخبير العسكري السوري العميد هيثم حسون لـ”العهد” الإخباري أنّ “استمرار التقدم العسكري في محافظة ادلب هو تحدي للعدو التركي الذي أراد وقف العمليات العسكرية عبر التحشيد بمحيط النيرب، أما تقدم الجيش نحو جبل الزاوية خصوصاً فهو عمل على كسب مساحات واسعة باتجاه الغرب الذي يضم سلسلة بلدات تقع بمحيط مركز مدينة ادلب وتشرف على الطريق الدولي M4”.
ولفت حسون الى أنّ “عملية السيطرة على جبل الزاوية تحرم الإرهابيين من معقل هام جداً وحصين لأنهم كانوا يعتقدون أنّه سقيم على دخول الجيش وجغرافيته معقدة وبالتالي ستكون خسارته كارثية لأنه يشكل مركز القلب في تنظيم العملية الدفاعية للتنظيمات الإرهابية بعد الحصون التي أسقطها الجيش في معرة النعمان وخان شيخون وسراقب”.
وختم حسون حديثه لـ”العهد” الإخباري أنّ “اتفاق سوتشي قد سقط بمجرد بدء العمل العسكري للجيش على ادلب الناتج عن عدم التزام تركيا بتعهداتها وأي حديث حوله مضيعة للوقت والقرار واضح وصريح من الدولة السورية بتحرير كامل ادلب وصولاً للحدود السورية التركية”.