78 ألف إصابة حتى الآن.. العالم يقترب من نقطة اللاعودة مع كورونا ومخاوف من مصير قاتم
وفقاً لتقديرات بعض الخبراء، يقترب العالم من نقطة اللاعودة في انتشار فيروس الكورونا، حيث يتفوَّق المرض على جهود احتوائه بعد حالات تفشي أجبرت إيطاليا وإيران على فرض قيود صارمة على السفر الداخلي، وأرغمت رئيس كوريا الجنوبية على وضع البلاد في حالة تأهب قصوى.
فيما تسعى بعض الدول الأكثر تضرراً من الفيروس إلى وقف تقدُّمه بعد يومين من إعلان تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أنه يتعين على المجتمع الدولي التحرك بسرعة قبل “تفويت الفرصة”، المتضائلة بالفعل، بشكل كامل وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
سياق الخبر: تحذيرات خبراء الصحة حول العالم بخصوص مستقبل فيروس كورونا، تأتي في ظل عدم قدرة الدول عن مواجهة الفيروس الذي ينتشر بسرعة كبيرة حول العالم، ومع تأكُّد وجود ما يقرب من 78 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، يقول الخبراء إن الوضع سيصل قريباً إلى مستوى حرج.
ضحايا انتشار الفيروس: في 11 بلدة بشماليّ إيطاليا، فُرِضَ الحجر الصحي على 50 ألف شخص منذ مساء الجمعة 21 فبراير/شباط 2020، مع تسيير الشرطة لدوريات في الشوارع وفرض غرامات على أي شخص يُمسك به وهو يدخل أو يخرج من مناطق التفشي. وفي إيران، أمرت السلطات بإغلاق المدارس والجامعات وغيرها من المراكز التعليمية في 14 مقاطعة في “تدبير وقائي”.
يوم الأحد 22 فبراير/شباط، وضع مون جاي إن، رئيس كوريا الجنوبية، البلاد في “حالة تأهب قصوى” بعد إبلاغها عن سادس حالة وفاة وأكثر من 600 إصابة.
فيما قال مسؤول طبي بارز في إنجلترا يوم الأحد 23 فبراير/شباط 2020، إن أربعة من أصل 32 من ركاب Diamond Princess، سفينة الرحلات البحرية البريطانية والأيرلندية، الذين نُقلوا جواً إلى المملكة المتحدة يوم السبت 21 فبراير/شباط أظهروا نتائج إيجابية في تحليل فيروس كورونا، وهو ما يرفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في المملكة المتحدة إلى 13 حالة.
في حين يتزايد عدد المرضى عالمياً، لم تُظهر بعض مجموعات الفيروس أي صلة واضحة بالصين، ما ترك الخبراء في معاناة لتحديد موقع نشوئها.
هل فات وقت المواجهة؟: كرَّر بول هانتر، أستاذ الطب بجامعة إيست أنجليا ومسؤول عن التعاطي مع عدوى فيروس الكورونا الجديد، تحذير تيدروس وقال إن وقت احتواء المرض بدأ في النفاد.
قال: “تحدَّث المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مؤخراً عن تضاؤل فرصة السيطرة على الوباء الحالي. تبدو نقطة اللاعودة التي تنتهي بعدها قدرتنا على منع انفجار وباء عالمي أقرب كثيراً بعد الـ 24 ساعة الماضية”.
هانتر قال إنه في الوقت الذي تتناقص فيه الحالات في الصين، حيث بدأ المرض في التفشي، شهدت عطلة نهاية الأسبوع بعض “التطورات المقلقة بشدة في أماكن أخرى”.
أشار إلى أن زيادة حالات الإصابة في كوريا الجنوبية لم يسبق لها مثيل في الوباء الحالي، مضيفاً: “يشكل تحديد مجموعة كبيرة من حالات الإصابة في إيطاليا مصدر قلق كبير لأوروبا، ويمكننا توقع اكتشاف عدد قليل من الحالات خلال الأيام القليلة المقبلة”.
أضاف أيضاً أن الوضع في إيران قد يكون له انعكاسات كبيرة على الشرق الأوسط. وقال: “المشكلة الإضافية في الحالات الإيرانية هي النزاعات المسلحة الأوسع في المنطقة”.
تفاصيل تضاعف الإصابات: أشار الدكتور روبين تومسون، الباحث الزميل في علم الأوبئة الحسابي بجامعة أكسفورد، إلى أن عدد الحالات في إيطاليا تضاعف بين يومي الجمعة والسبت. وقال: “هذه مرحلة مهمة في تفشي فيروس كورونا. ومن المهم لمنع انتقال الفيروس من شخص إلى آخر في أوروبا فرض عزلة سريعة على الإصابات، حتى الخفيف منها، في المناطق المصابة. من الضروري اتباع إرشادات الصحة العامة”.
فيما تُوفِيَ شخصان بسبب الفيروس في إيطاليا منذ يوم الجمعة، وأُبلغ عن أكثر من 100 حالة حتى الآن أغلبها متمركز حول بلدة كودونو الصغيرة، على بُعد 40 ميلاً (64.3 كم) جنوبيّ شرق ميلان.
يواجه مَن يعيشون في المناطق المتضررة الآن حصاراً قال جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء، إنه قد يمتد لأسابيع. علاوة على ذلك، تقرَّر إلغاء اليومين الأخيرين من كرنفال البندقية 2020، وتأثَّر أسبوع ميلان للموضة.
أما في إيران، سُجِّلت 8 وفيات جراء الفيروس، وهو أعلى عدد وفيات خارج الصين. وكانت آخر 3 وفيات أُبلِغَ عنها يوم الأحد من بين 15 إصابة مؤكدة جديدة، وبذلك يصل العدد الإجمالي للإصابات إلى 43 إصابة. وبحسب كيانوش جهانبور، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، فقد ظهرت 4 إصابات جديدة في العاصمة طهران، و7 حالات في مدينة قم، واثنتان في جيلان، وواحدة في مدينة مركزي وتنكابن.
اقرأ المزيد في قسم اخبار سريعة
دول تعزل إيران بسبب الفيروس: باكستان من جانبها استجابت بإغلاق حدودها البرية مع إيران، بينما قالت أفغانستان إنها تعلق السفر إلى إيران “لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد وحماية العامة”. وأغلقت تركيا أيضاً حدودها وقالت إنها ستعلق الرحلات القادمة، مضيفة أن جميع الطرق السريعة والسكك الحديدية على الحدود ستغلق بعد ظهر الأحد.
أما الأردن، فستمنع مواطني الصين وإيران وكوريا الجنوبية وغيرهم من الأجانب القادمين من هذه الدول من الدخول، استجابة للتفشي المميت.
أثناء إعلان قراره برفع مستوى التأهب في كوريا الجنوبية، قال مون إنه لا ينبغي للحكومة والسلطات المحلية أن تتردد في اتخاذ تدابير “غير مسبوقة وقوية” لاحتواء المرض الفيروسي دون أن تتقيد بـ “اللوائح”.
فيما تكافح بلاده لاحتواء تفشي الفيروس في مدينة دايغو، نقلت وكالة أنباء Yonhap الكورية الجنوبية وصف الرئيس للأيام القادمة بأنها “فترة مهمة للغاية”. ومن بين الـ 123 حالة جديدة، ارتبطت 75 حالة بكنيسة شينتشونغي بدايغو، رابع أكبر مدن البلاد، وبمستشفى قريب.
قالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنها وضعت أكثر من 9 آلاف من أعضاء كنيسة شينتشونغي في الحجر الصحي، وفحصت آلاف المصلِّين بحثاً عن الفيروس.
مستقبل غامض يواجه العالم: جاء رفع مستوى التأهب في الوقت الذي اعتذر فيه وزير بالحكومة اليابانية بعد أن ثبت في يوم السبت أن المرأة التي سُمح لها يوم الأربعاء 19 فبراير/شباط بمغادرة Diamond Princess، السفينة التي ضربها فيروس كورونا، مصابة بالفيروس، ما أثار المزيد من الأسئلة حول إدارة البلاد لتفشي المرض.
خلال تحذيره من أن وضع الوباء في الصين “لا يزال قاتماً ومُعقداً”، دعا شي جين بينغ، الرئيس الصيني، يوم السبت إلى بذل المزيد من الجهد لوقف انتشاره، وإنعاش الصناعة ومنع المرض من تعطيل زراعة المحاصيل في فصل الربيع. وبحسب وكالة أنباء Xinhua الصينية، دافع شين عن استجابة الحزب الشيوعي الحاكم بوصفها “فعَّالة وجاءت في الوقت المناسب” خلال مؤتمر عبر الفيديو مع مسؤولين مكلفين بالعمل على مكافحة المرض.
من جانبها نقلت وكالة Xinhua عن شي قوله: “لا يزال وضع الوباء الحالي قاتماً ومعقداً. والوقاية والسيطرة عليه تمران بأخطر مرحلة”.
عربي بوست