كيف ستحل تركيا مشكلة المجال الجوي في إدلب؟
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن جيش بلاده يواجه مشكلة في المجال الجوي في سوريا، وبأن حل هذه المشكلة سيكون قريبا.
جاء تصريح الرئيس أردوغان في كلمة صحفية، وأضاف بأن تركيا تخطط لتحرير نقاط المراقبة التركية من الحصار حتى نهاية الشهر الجاري، كما طالب النظام السوري بوقف الهجمات بأسرع وقت ممكن والانسحاب إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية.
ماهية المشكلة
وعن طبيعة المشكلة التي يواجهها الجيش التركي في سماء الأراضي السورية، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء رضا شريقي في حوار مع وكالة “سبوتنيك”: الحقيقة الرئيس التركي يحلم بأن يكون له سيطرة على الأجواء السورية من قبل الطيران ومن قبل وسائط الدفاع الجوي التركي، لأن هناك عوائق كثيرة تحول دون ذلك، ومنها الموقف الروسي من هذه القضية، والوسائط الدفاعية السورية التي تمنع السيطرة التركية على الأجواء السورية.
ويتابع شريقي: بالإضافة إلى ذلك الأجواء السورية هي جزء من السيادة السورية، وهذا الموضوع يغيب عن ذهن أردوغان تماما، وهو يعتبر بأنه يستطيع السيطرة عليه بما أنه ينتهك الأراضي السورية، وبأنه سيفرض سياسية الأمر الواقع في المنطقة، لكن القيادة السورية قررت طرد المجموعات الإرهابية من هناك وكذلك الاحتلال التركي.
أما الكاتب والصحفي التركي يوسف كاتب أوغلو، وفي اتصال مع “سبوتنيك”، فيرى بأن المشكلة هي في التنسيق مع الجانب الروسي، ويوضح: “تركيا لا تستطيع أن تجعل طائراتها تحلق فوق سماء إدلب، وأن تستهدف تجمعات النظام السوري، وذلك بسبب عدم التنسيق مع القوات الروسية لتفادي إمكانية حصول أخطاء تكون لها نتائج غير محدودة”.
ويتابع أوغلو: السيطرة على المجال الجوي الآن هي بأيدي القوات الروسية، وإلى الآن لم يتم التوصل إلى تفاهمات في هذا الخصوص، وهذا دفع بالسيد أردوغان إلى التصريح بأن الطائرات التركية الآن لا تستيطع أن تستخدم المجال الجوي هناك.
ويضيف: “منظومات الدفاع الجوي “إس 200″ يستخدمها الآن النظام السوري للدفاع عن الأجواء السورية، وبالتالي تركيا تحرص أيضا على سلامة الطيران التركي، مع حرصها على عدم الصدام مع روسيا”.
حل المشكلة
يرى الخبير العسكري السوري رضا شريقي بأن الجانب التركي لا يمتلك حلا للسيطرة على الأجواء السورية، ويقول: “ليس لتركيا إلا ان تذهب إلى الجانب الأمريكي بشكل مطلق، وهذا الموضوع صعب جدا في هذه المرحلة، لأن “إس 400″ أصبح في تركيا، وهي لا تستطيع أن تنسحب الآن، وبالتالي وجود المنظومة الروسية حال دون أن يكون هناك اتفاق بين الأمريكي والتركي”.
ويتابع: “إلا أن الأتراك بشكل عام يحنون إلى الجانب الأمريكي والتواجد في الساحة والحضن الأمريكيين، وهم جزء من الناتو لكن علاقاتهم مع روسيا ستحول دون تقديم المساعدة لتركيا، وبالتالي لن يكون هناك أي سيطرة على الأجواء السورية بأي شكل من الأشكال، وهذا الموضوع يساعد في حركة الجيش العربي السوري على تحرير الأراضي السورية”.
أما الكاتب التركي أوغلو فيعتقد أن هناك بدائل ستكون متاحة قريبا لتركيا، ويكمل: لا يمكن الحديث عن استخدام المجال الجوي مؤقتا من قبل تركيا، ولكن هناك بدائل، فتركيا تسعى الآن وسيكون لديها بشكل قريب جدا ما يسمى منظومة “أتيلغان” محلية الصنع، ذات مدى 8 كم، وستقوم بنشرها على الحدود مع إدلب.
ويضيف أوغلو: “والآن هناك اجتماعات عسكرية روسية تركية في هذا الخصوص، للوصول إلى تفاهمات من أجل ألّا يكون هناك استهداف مباشر بين الطرفين”.
العملية العسكرية
أما عن التهديدات المتكررة التي تصدر عن الرئيس التركي حول عملية عسكرية ضد الجيش السوري، فيقول اللواء رضا شريقي بأنها فقط تصريحات إعلامية، ويبين ذلك: “لو أنه استطاع ذلك لم يكن ليتأخر، ولكنني أعتقد أنه لا يستطيع لأن القوات السورية تمرست على الحرب بشكل كامل، وبكل وسائط الدفاع الجوي أو الوسائل الأرضية، ولن تسمح لهذا الاحتلال بأن يتم”.
ويتابع: “سيندحر أردوغان والمجموعات الإرهابية التي يدعمها بشكل كامل، وهذا الموضوع هو قرار سوري ولا تراجع عنه، وهو يحلم بأن يكون هناك انسحاب للقوات السورية، وهذا سيبقى مجرد حلم، لأن القوات السورية دفعت الدماء والأرواح للوصول إلى ما لم ينجح اتفاق سوتشي بتحقيقه”.
أما الصحفي التركي يوسف أوغلو فيرى بأن العملية أصبحت قريبة، ويقول: “بكل تأكيد عندما تفشل السياسة والدبلوماسية وعندما يستمر القمع وسياسة الأرض المحروقة واستهداف المدنيين الذين يفرون بمئات الآلاف، حيث هناك أكثر من مليون و300 ألف نازح على الحدود مع تركيا، وعندما لا يكون هناك التزام بما تم الاتفاق عليه في سوتشي، ستكون هناك عملية عسكرية”.
ويختم حديثه: “كل هذا يدل على أنه لا يفل الحديد إلا الحديد، والتحذير يجب أن يؤخذ على محمل الجد في حال عدم الانسحاب، وهذا متوقع، بالتالي سيكون هناك عملية عسكرية كبيرة، والمؤشرات تقول بأن هذه العملية على الأبواب”.