لماذا ليس من السيئ أن تبقى عازبًا؟ تعرف على إيجابيات حياة العزوبية
هل بلغت سن الزواج ولم تجد شريك الحياة المثالي؟ بالطبع ستنتابك بعض الأفكار التي عادةً ما تراود الإنسان في مثل هذه الحالات، منها: هل سأظل وحيدًا بقية حياتي؟ ماذا سيحل بي إذا أصابني مكروه ولا أحد بجواري؟ والكثير الكثير من الأسئلة من ذلك القبيل.
لكن لا بأس يا عزيزي، تخلص من هذه الأفكار المريعة، وانظر للجانب الإيجابي للأمر، فالعزوبية تتيح لك الكثير من الأشياء لتفعلها، وتساعدك على تدبير الوقت لتحقيق أعظم الإنجازات، فهناك الكثير من العظماء فضلوا العزوبية، بل وانسحبوا من الحياة عن طيب خاطر، حتى يتسنى لهم تقديم أعظم ما يُقدم للبشرية، وحفروا أسماءهم بإنجازاتهم العظيمة في أذهاننا، إذن فالعزوبية ليست سيئة للدرجة التي يمقتها البشر.
فوائد العزوبية من الناحية العلمية
وجدت الكثير من الدراسات العلمية أنّ الأشخاص العازبين لا يعيشون تعيسين كما هو مُتوقع، لكن يتأقلمون مع عزلتهم، بل ويستفيدون منها، ويمتلكون الكثير من المميزات تميّزهم عمن سواهم.
يتمتع العازبون بشبكات اجتماعية أوسع وأقوى: وجد الباحثون أنّ العازبين هم أول من يلجأ إليهم الأقارب والأصدقاء للحصول على مساعدة، مقارنةً بالمتزوجين، وكانوا يميلون لتقديم المساعدة لمن يطلب منهم بنسبة أكبر من أقرانهم المتزوجين، وهذه الدراسة لم تتغير نتائجها على مختلف المستويات كالعرق والجنس ومستويات الدخل؛ بل وكانوا يمتلكون شبكات اجتماعية واسعة ويمتلكون أعدادًا أكبر من الأصدقاء مقارنةً بالمتزوجين، فكانوا يتمتعون بصحة نفسية أفضل، حيث أشارت دراسة بأنه كلما زاد عدد الأصدقاء، كلما كانت الحالة النفسية أفضل، خاصةً للمسنين.
يحافظ العازبون على لياقتهم البدنية: عندما تدخل صالة الرياضة، فستجد أن النسبة الأكبر هم العازبون، فالعزوبية تساعد الشخص في الانتباه لذاته والحفاظ على جسمه بوزنٍ مثالي ولياقته البدنية، وقد وجدت إحدى الدراسات أنّ كتلة أجسام العازبين أقل في المتوسط من المتزوجين.
العازبون أكثر إنتاجية: وجدت دراسة أُجريت على 13000 شخص أن العازبين أكثر قدرة على العمل، ولديهم وقت كافٍ يساعدهم على إنجاز أعمالهم على أكمل وجه، بل وإنتاجيتهم أعلى من إنتاجية المتزوجين.
العازبون مبدعون: عندما يقضي الإنسان أغلب وقته وحيدًا، فإنه يدع المجال للتعرف على نفسه بشكلٍ أعمق، وهذا ما يميّز العازبين، إذ أنهم يستخرجون أفضل ما لديهم من داخلهم، ويطلقون العنان لإبداعاتهم، وتكون النتيجة عملًا مبدعًا في أبهى صوره، فيتميزون عن غيرهم.
العازبون أكثر استجابة للتطور: يمتلك العازبون الكثير من الوقت للتطور والنضج بشكلٍ أسرع من نظرائهم المتزوجين.
العزوبية تقلل من ضغط شريك الحياة: عند الارتباط بشخص ما كشريك للحياة، فبالطبع سيقع عليك ضغط تحمل مسؤوليته، أو تنظيم حياتك ومخططاتك حياتك من جديد لتناسب وجوده في حياتك، وقد يضطرك الأمر لتقديم بعض التنازلات المهمة بالنسبة إليك، لأن عليك السعي لأن تتقابل أهدافك مع أهداف شريك الحياة، أما عن العزوبية فهي تحررك من الكثير من القيود والالتزامات، كما أنها تساعد على الاستقلالية.
العازبون أكثر اكتفاءً بالذات: عندما يظل الفرد عازبًا، يتعلم تنظيم الوقت وتقديره، ويكون أكثر قدرة على الاكتفاء بالذات، فالإنسان سيحتاج الاكتفاء الذاتي في وقتٍ ما من حياته، وإذا لم يمارسه من قبل، فسيواجه صعوبات كثيرة في التكيّف، فكلما اكتفى الإنسان بذاته، قلت فرصة تعرضه للمشاعر السلبية، التي يتعرض لها الأشخاص المتزوجون، عندما يضطرون للدفاع عن أنفسهم عند تعرضهم لتهمة ما وتبرير موقفهم، فيشعرون بالاستياء.
العازبون يوفرون الكثير من المال: دائمًا ما يرتبط الزواج بالماديات، فالمال من أسس الحياة الضرورية، فيحتاج المتزوجون أن يعملوا جاهدين لتوفير المال اللازم لتلبية احتياجات الشريك والأطفال لكن بشكلٍ عامٍ، فإن وجود الأطفال أو عدم وجودهم في حالة الزواج يتطلب الإنفاق على الشريك.
عازبون حققوا نجاحات عظيمة
لطالما تُوّجت صفحات التاريخ بالناجحين والعباقرة، الذين قدموا للبشر أعظم ما قُدم، وهناك الكثير منهم ناجحون ومتميزون، وعند النظر في سيرهم الذاتية، ستجد أنهم فضلوا الوحدة، وانشغلوا بحياتهم المهنية والعلمية، وفضلوا أن يسخروا حياتهم لأهدافهم الشخصية، واستطاعوا أن يكسبوا التحدي، ويحققوا إنجازاتهم العظيمة. إليك بعضًا منهم:
عباس العقاد: أحد عمالقة مصر من الكتاب المخضرمين، صاحب القلم البديع، الذي فضّل العزوبية والحياة بين كتبه، منهمكًا في استخراج أفضل ما لديه، كي يقدمه لنا في صورة مجموعة من الكتب القيّمة التي تخطت الثمانين كتابًا.
جمال حمدان: عبقري الجغرافيا المصري، مؤلف كتاب شخصية مصر، الذي يُوصف بأنه تحفة فنية وعلمية غير مسبوقة، انسحب دكتور جمال حمدان من الحياة الأكاديمية عن طيب خاطر، وفضّل البحث والكتابة، فأخرج لنا أعمالًا لم يوجد البشر لها مثيل، وعاش عازبًا وحيدًا، منهمكًا في أبحاثه، حتى تُوفي.
جاين أوستن: وهي كاتبة وروائية إنجليزية ناجحة، ولدت في عام 1775، أحبت أوستن شابًا في صغرها إلا أنّ العلاقة لم تكتمل، وفضّلت أن تُكمل حياتها عازبة بين رواياتها، وسخرت بقية حياتها ووقتها للكتابة، وأنتجت الكثير من الأعمال الرائعة، وتُوفيت عن عمر 41 عامًا بعد صراعها مع مرض أديسون.
ليوناردو دافنشي: لم يعلم دافشني أنه سيكون مَحط إلهام للعلماء والباحثين من بعده، فترك العديد من الألغاز وراءه وغادر الحياة، قبل أن يكمل لنا بقية أعماله، لكن أقل ما يُوصف به، أنه عبقري، ولم يتزوج حتى يتفرغ لأعماله العظيمة، التي ما زالت موضع اهتمام العالم أجمع اليوم.
إسحاق نيوتن: عبقري الفيزياء، الذي ترك لنا العديد من النظريات التي أصبحت اليوم أداة لتوجيه العالم نحو الفضاء الخارجي، فضّل ذلك العبقري الوحدة والتفرغ التام لتأملاته، فكان الناتج قوانين ونظريات تُشيد بعبقريته.
نيكولا تسلا: ساهم في العديد من الاكتشافات المهمة، التي قدمت للبشرية أفضل التطورات، وعاش حياته كلها عازبًا.
هناك الكثير من القصص والسير الأخرى التي تؤكد ارتباط النجاح بالعزوبية، لذا ليس الزواج فقط هو الاتجاه الصحيح في الحياة، فلكل اتجاه ميزة تؤيد صحته، مما يعني أنّ العزوبية ليست سيئة كما يعتقد البعض، لكنها مفيدة في حال إذا ارتبط الإنسان بهدف يتطلب منه التفرغ التام.
اراجيك