ريف اللاذقية «مكانك راوح»..مفاجآت تنتظر المسيرات التركية في أجواء الشمال
مراد ســعيد – اللاذقية
لا يبدو المشهد على السفوح الشرقية في ريف اللاذقية والمقابلة لجبهات سهل الغاب وريف إدلب ساخناً ميدانياً كما المواجهات المشتعلة التي تعيشها كافة المحاور , الوقائع الميدانية في جبال اللاذقية تشير فقط إلى ضرورة الحفاظ على مواقع القوات السورية وتأمين الحدود الشمالية مع تركيا وحتى البحر من خروقات وتطورات محتملة والتجهيز أيضاً على إيعاز «مكانك راوح» للمعركة التي تقترب رويداً رويداً من (جسر الشغور) للمشاركة من بوابة (كباني) إلى جانب القوات الساعية لتجاوز عقبة سراقب نحو أريحا، وتلك القادمة عبر جبل الزاوية.
على الأرض ليس هناك مايُخيف الجنود أو يستدعي للهلع رغم تدخل أنقرة برياّ, تسع سنوات من الحرب الطاحنة واجهت فيها الوحدات السورية مختلف أنواع المقاتلين كما حاربت شياطين العالم, ولكن في سماء الريف المرتفع والشمال عموماً تبدو الأخطار الجوية هي الجديد ومن يهدد حياة الجنود, في ظل إستخدام “أردوغان” سلاح المسيرات المتطور والتي تعتبر تركيا رائدة في صناعة أنواع مطورة وحديثة منها,و تسعى للإعتماد على الحرب الجوية بعيداً عن الإلتحام البشري، لذا تبحث عن بدائل فعالة لإبعاد الخطر عن جنود النخبة الذين فشلوا في إختبار المواجهة المباشرة.
الخطط التركية والدفع بسلاح المسيرات في المعركة لم يكن بعيداً عن طاولة القيادة العسكرية في سوريا التي عالجت الأمر, مصادر عسكرية كشفت ل”نحنا البلد” عن وجود إجراءات دفاعية مناسبة إتخذها الجيش السوري لمواكبة التصعيد تسهم سريعاً لإبطال مفعول الدرونات والمسيرات التي يعتمد عليها (أردوغان) بكثافة في المعارك الدائرة, ربما أنواع جديدة من مضادات الطيران الغير مكلفة هي من سيلغي التفوق الجوي للمسيرات التركية ويعيد المعركة إلى نقطة الصفر عبر المواجهة المباشرة, كون تركيا لاتتحمل خسارة المزيد من جنودها وهذا ما يحرج أردوغان ويدخله في نفق الاستنزاف الذي نتج عنه مقتل عشرات الجنود وتدمير عربات مصفحة ودبابات نوعية في غضون أيام.
الإعلان السوري الحازم عن إغلاق الأجواء فوق إدلب والشمال عموماً بما فيها ريف اللاذقية يأتي في موعد حساس و في ظل معلومات من مصادر ميدانية تفيد بتلقي دمشق مضادات جوية سهلة الإستخدام ومحدودة النطاق إلى جانب الأنظمة الثقيلة والمكلفة التي يمتلكها الجيش السوري، مثل (عربات Pantsir , pok وأنظمة ال”S” )بمختلف أجيالها, إيران أيضاً حاضرة وأبدت إستعداداها الميداني للوقوف إلى جانب دمشق و هي مهتمة ومعنية في المعركة وحيثياتها,كما روسيا التي تريد إكمال بنود “سوتشي” وتخليص كامل المنطقة المجاورة لقاعدتها من مقاتلين النصرة والآسيويين, إضافة لسعيها الدائم نحو إنهاء ملف الإعتداءات والتهديدات الجوية التي تشكلها الدرونات.