تقرير لـ “DW”: أردوغان وحيدا في المستنقع السوري
تبدو ملامح المرحلة القادمة في المشهد السوري ليست في صالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيما بعد أن وجد نفسه في مواجهة روسيا والجيش العربي السوري دون أي حلفاء.
وتلقى الاحتلال التركي ضربة قاسمة بعد مقتل 33 جندياً في محافظة إدلب، خسارة وصفتها روسيا على لسان وزير خارجيتها بـ”المأساة”، والذي لحقه بعد ساعات قليلة مقتل 7 جنود أتراك بقصف بمدينة معيتيقة في ليبيا، مما يضع أردوغان أمام ضغوط سياسية داخلية وخارجية غير مسبوقة.
وبحسب تقرير موقع “دويتشه فيله” الألماني، اتخذت تركيا منذ بدء الأزمة في سوريا دور رأس الحربة في تحالف يضم أكثر من 65 دولة، حيث قدمت الدعم المادي والعسكري للمجموعات الإرهابية في سوريا.
وتمتعت تركيا بدعم السعودية والإمارات وقطر للتدخل العسكري والسياسي في سوريا، إلا أن العلاقات التركية العربية أصبحت شبه منقطعة منذ اتفاق سوتشي في عام 2018، والذي تسبب في فقدان تركيا لدعم حلفائها.
وكل هذه المتغيرات التي طرأت على علاقة أردوغان مع الدول العربية، ترافقت مع تحرير الجيش العربي السوري 85% من الأراضي السورية.
ويشعر أردوغان بالصدمة من تقدم وحدات الجيش العربي السوري في محافظة إدلب، ومخاوفه من مواجهة صراع شامل لوحده دون حلفائه، ساهم في تضييق الخناق على خياراته المتاحة، فالضربة التي تلقتها أنقرة كانت موجعة وأي خطأ في الرد، له انعكاسات كبيرة على تركيا.
ولفت التقرير إلى أن العودة إلى اتفاق سوتشي، تعد أحد أهم الخيارات التي يطرحها المراقبون، إلا أن هذا الخيار يتمثل بضرورة الالتزام بالفصل بين الإرهاب والمعارضة المعتدلة، والذي يرفض أردوغان حتى اللحظة تنفيذه.
أما الخيار الآخر فهو اعتماد اتفاق أضنة 1998، والذي يضمن التعاون بين سوريا وتركيا في مجال الحماية المشتركة ضد أي خطر يهدد أمن البلدين، إذ أن بقاء أردوغان في إدلب سيفسر على أنه احتلال وغزو، ولا يمكن له أن يستمر على المدى البعيد.
ولهذا فإن الانسحاب من سوريا هو الحل الأمثل، لأن التورط داخل الأراضي السورية مرفوض من قبل معارضي أردوغان، خاصة بعد مقتل الجنود الأتراك.
ووصف نوربرت روتغن، رئيس لجنة السياسة الخارجية في البوندستاغ الألماني، الإجراءات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنها “صراخ طلبا لنجدة أوروبا”.
وأشار إلى أن أردوغان فشل في محاولات التعاون مع روسيا في سوريا، وهو لذلك يعطي إشارة للغرب بهذه الطريقة، منوها إلى أنه على أوروبا الآن “توفير أموال إضافية ومساعدة إضافية لرعاية اللاجئين مؤقتا”.
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
الجدير بالذكر أن أردوغان، يستغل ورقة اللاجئين السوريين، للدفع بها في وجه دول الاتحاد الأوروبي لابتزازهم مالياً وسياسياً، بعد فشله في إدلب.