الأربعاء , أبريل 24 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

روسيا تقلب الطاولة: لا تراجع في إدلب ولا حرب كبرى

روسيا تقلب الطاولة: لا تراجع في إدلب ولا حرب كبرى

علاء حلبي

ما ان أنهى الجيش السوري سيطرته على مدينة سراقب الاستراتيجية التي تطل على طريقي حلب – دمشق و حلب – اللاذقية (M5 و M4) حتى أعلنت روسيا تدخلها المباشر في المدينة ونشر قوات من الشرطة العسكرية الروسية لتقطع الطريق بشكل نهائي على تركيا والفصائل التي تدعمها في إدلب لمحاولة شن هجوم جديد على المدينة.

الخطوة الروسية جاءت بعد معارك عنيفة شنها الجيش السوري لاستعادة المدينة التي حاولت تركيا انتزاعها خلال الايام الماضية لضمان موطئ قدم لها على الطريقين، في وقت يتابع فيه الجيش السوري عملياته لاستعادة وتأمين طريق حلب – اللاذقية، بعد تأمين طريق حلب دمشق ومحيط حلب بشكل كامل خلال الأسبوعين الماضيين.

كما تأتي الخطوة الروسية بعد أن تم الإعلان عن عقد قمة روسية – تركية في موسكو، في أول لقاء بين الرئيسين بعد احتدام الموقف العسكري السوري – التركي في إدلب، بعد محاولة تركيا عرقة تقدم الجيش السوري وشن عمليات عسكرية في الداخل السوري إثر تهديدات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في حال لم يتراجع الجيش السوري إلى حدود اتفاقية سوتشي الموقعة بين روسيا وتركيا العام 2018.

وبينما أعلنت روسيا مراراً عدم نيتها خوض حرب ضد تركيا، تابعت دعمها لقوات الجيش السوري، كما وقفت على مسافة أمان بين الطرين التركي والسوري عن طريق الإعلان بعدم قدرتها حماية الطائرات التركية بعد إعلان الجيش السوري إغلاق المجال الجوي فوق إدلب.

وأسقط الجيش السوري ثلاث طائرات هجومية مسيرة خلال يوم واحد بعد إعلان إغلاق المجال الجوي، في حين اسقطت تركيا طائرتين سوريتين نجا طياروها بعد أن وصلوا بسلام إلى الأرض عن طريق المظلات.

وتعتمد روسيا في موقفها في الحرب السورية على فقرة واضحة في اتفاقية سوتشي تقضي بمتابعة محاربة الإرهاب، حيث تمثل إدلب في الوقت الحالي التجمع الأكبر للفصائل الجهادية بمختلف مسمياتها.

كما تأتي التطورات الأخيرة بعد مماطلة تركيا في تنفيذ التزاماتها وفق ذات الاتفاقية، والتي تقتضي بضمان تركيا فتح طريقي حلب – دمشق وحلب – اللاذقية، وتفكيك الفصائل الإرهابية في إدلب، وهو ما لم يحصل، الأمر الذي دفع دمشق وموسكو إلى شن عملية عسكرية لتطبيق بنود الاتفاقية بالحديد والنار.

وتسببت المواجهات الأخيرة بين الجيشين السوري والتركي بخسائر كبيرة للجيش التركي، حيث قتل 34 جندياً دفعة واحدة في إدلب، بالإضافة إلى عدد آخر لم يعلن عنه بشكل رسمي، كما ذكرت وسائل إعلام روسية معارضة أن موقعاً تركياً تعرض للقصف في قميناس، وأن مروحيات تركية قامت بنقل القتلى والمصابين، دون أن تصدر أنقرة أي توضيح حول الحادثة.

وردت تركيا على مقتل جنودها باستهداف عدة مواقع للجيش السوري، وبإقحام الطائرات الهجومية المسيرة، حيث تمكن الجيش السوري من إسقاط ثلاثة منها.

وأطلق الرئيس التركي تهديدات جديدة اليوم، معلناً أن العملية العسكرية التركية التي أطلق عليها “درع الربيع” مازالت في بدايتها، قبل أن تقطع موسكو الطريق عليه عن طريق الإعلان عن نشر قواتها في سراقب، قبيل انعقاد القمة بين الرئيسين في موسكو، الأمر الذي يعني منع القوات التركية من أية محاولة عسكرية في المنطقة.

آسيا