الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

وسائل غريبة يلجأ إليها السوريون لسحب وإنقاذ أموالهم من البنوك اللبنانية

وسائل غريبة يلجأ إليها السوريون لسحب وإنقاذ أموالهم من البنوك اللبنانية

تتخذ المصارف اللبنانية مؤخرا، جملة إجراءات متشددة، حددت من خلالها سقف السحب الأسبوعي من العملة الأجنبية، ب 100 دولار أميركي للمودعين الصغار و300 دولار لأصحاب الحسابات التي تتعدى مليون دولار.

الحاكم العام لمصرف لبنان، رياض سلامة، كشف أن “ما بين 6 إلى 7 مليارات دولار سُحبت من المصارف، منذ بدء الأزمة النقدية في البلاد”، و أضاف أن هذه “الأموال المسحوبة من البنوك لم تخرج من لبنان، و إنما هي موجودة بحوزة المواطنين”.

طرق مبتكرة

و يسعى الكثير من المودعين السوريين في ظل هذا الوضع المالي المتأزم في لبنان إلى سحب ما يتيسر لهم من ودائعهم البنكية، لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث بدأ عدد كبير من السوريين، باتباع طرق جديدة ومبتكرة وغريبة نوعا ما للحصول على أموالهم، في ظل قرارات مصرف لبنان المركزي.

تقول رانيا.أ، (لاجئة سورية موظفة في شركة لصناعة وتجارة المجوهرات في بيروت) لـ “روزنة” أن مرتبها الشهري الذي يحول إلى البنك يمنعها من قبض كامل حقوقها الشهرية، نظرا لتحديد سقف السحب الأسبوعي من قبل البنك بـ 100 دولار فقط، لذلك تلجأ إلى شراء القطع الذهبية من الشركة التي تعمل بها بواسطة البطاقة البنكية الائتمانية، علما أن ذلك يكلفها “أكثر من السعر الطبيعي، لكن الأهم بالنسبة لي هو تحصيل مستحقاتي المتراكمة لدى البنك”.

يسعى الكثير من الزبائن إلى سحب ما أمكن من ودائعهم، عبر الحصول عليها على شكل شيكات مصرفية يشترون بها ممتلكات غير منقولة مثل المنازل والشقق والكماليات، و في السياق تشير وكالة الأنباء الفرنسية إلى “أن المبيعات العقارية في لبنان إرتفعت ثلاثة أضعاف منذ تشرين الثاني الماضي”.

شراء قطع ثمينة ثم بيعها

أم خالد (لاجئة سورية في مدينة طرابلس) تقول لـ “روزنة“: “أنا لا أملك رصيداً كبيراً في البنك، غير أن الوضع المالي هنا يدعو للقلق والريبة”، وتكمل: “حاليا أشتري أدوات كهربائية منزلية من الوكالات بواسطة شيكات و بفرق سعر عالي، ثم أعود و أبيع هذه القطع مرة أخرى بسعر منخفض، وذلك بهدف تحصيل ما أمكن من مدخراتي لدى البنك”.

وتشير إلى أن عدد كبير من السوريين من أصحاب الودائع الصغيرة يلجؤون إلى هذا الأسلوب المعتمد على شراء الكثير من القطع الكهربائية والأدوات المنزلية عبر البطاقة البنكية ثم إعادة بيعها مرة أخرى، أما أصحاب الودائع الكبيرة فيلجؤون إلى شراء العقارات من خلال تشيكات بنكية، و ذلك بهدف تحصيل أكبر كتلة من أموالهم المودعة في البنوك.

ظاهرة سماسرة البنوك

ويؤكد أبو جورج (لبناني موظف في وكالة لبيع السيارات) أن عدداً لا بأس به من أصحاب الإيداعات الكبيرة من السوريين؛ يقومون بشراء سيارات غالية الثمن عبر استخدام شيكات بنكية، ثم يبيعونها مرة أخرى، وبخسارة قد تصل إلى عشرين بالمئة، مردفا بالقول أن ذلك يعود إلى إنعدام الثقة بالبنوك بسبب الأزمة القوية التي يعيشها السوق المصرفي اللبناني، وبالتالي انعكاسها على نفسية المودعين.

ويتابع أن هذه الطرق والأساليب لا يتبعها السوريون فقط، وإنما تندرج على المودعين اللبنانيين، وبشكل أكبر.

و في ظل هذا الوضع المتدهور ماليا تنتعش سوق السماسرة المصرفيين الذين يقدمون خدماتهم للمودعين في تحصيل إيداعاتهم مقابل نسبة تصل حتى عشرين أو ثلاثين بالمئة في بعض الأحيان، فيما يؤكد مودع سوري آخر، بأن بعض السوريين أصبحوا يعتمدون على ذويهم خارج لبنان، والاتفاق معهم على إنجاز مشتريات عبر الإنترنت من خلال بطاقاتهم البنكية اللبنانية، وإمكانية الاستفادة منهم في تصريف هذه المشتريات.

الجدير بالذكر أن لبنان يشهد انهياراً اقتصادياً متسارعاً نتيجة شح السيولة من العملة الأجنبية وسط مخاوف من عدم تمكنه من سداد الدين العام المتراكم، ما أدى إلى تراجع الثقة في القطاع المصرفي اللبناني الذي بات يقترب من حافة الإفلاس.

إقرأ أيضاً: الميليشيات المسلحة تستخدم طفل لقصف الجيش السوري بالمدفعية.. شاهد!

روزنة