لليوم التاسع على التوالي تركيا تقطع الماء عن مليون سوري في الحسكة
يستمر، لليوم التاسع على التوالي، الجيش التركي وميليشيات “المعارضة السورية التركمانية” المسلحة التابعة له، برفض تشغيل مضخات محطة “مشروع آبار علوك” في منطقة رأس العين في ريف الحسكة، ما يتسبب بانقطاع خطير لمياه الشرب عن سكان مدينة الحسكة وبلدة تل تمر.
وأفاد مراسل “سبوتنيك” في الحسكة بأن “مؤسسة مياه الشرب” الحكومية في محافظة الحسكة استأنفت ضخ المياه لعدد من الأحياء في مدينة الحسكة صباح الأحد الماضي، قبل أن يعاود الجيش التركي وميليشيات المعارضة “التركمانية” التابعة له قطعها بعد ساعات، الأمر الذي يهدد نحو مليون مواطن سوري من سكان المحافظة وضواحيها بالعطش وانتشار الأمراض نتيجة فقدان المياه الصالحة للشرب.
وأشار المراسل إلى أن سكان مدينة الحسكة، وعددهم أكثر من 600 ألف، يعانون من نقص شديد في مياه الشرب نتيجة شح المصادر الأساسية ضمن المدينة من آبار أو محطات التحلية المتنقلة، والآليات والصهاريج اللازمة لنقلها من مصادر بديلة وذلك بعد قيام تنظيم “قسد” التابع للجيش الأمريكي بالاستيلاء على جميع الآليات والمصادر الخاصة بالمياه.
عدد من سكان الحسكة حمّلوا، في حديثهم لوكالة “سبوتنيك”، “القوات التركية المسؤولية الكاملة عن الآثار الإنسانية الكبيرة نتيجة قيامها بقطع مياه الشرب عن مدينتهم منذ تسعة أيام، معتبرين ذلك حربا جديدة من نوعها على الشعب السوري”.
وطالب السكان الجهات الحكومية السورية بإيجاد مصادر أخرى مستدامه أو جلب محطات تحلية صغيرة للاستفادة منها في حالات الطوارئ، وعدم الانتظار أكثر من ذلك في ضوء وقوع المصدر الوحيد للمياه تحت سيطرة “دولة محتلة ومسلحين إرهابيين تابعين لها”.
واستهجن المتحدثين لـ “سبوتنيك” الغياب التام للمنظمات الدولية العاملة في سوريا ممن لها مكاتب دائمة في مدينة القامشلي شمالي الحسكة، وإحجامها عن التدخل ورفع الإجراءات الضرورة لعقد جلسة طارئ لمجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن لـ “فضح الاحتلال التركي وأعوانه الذي يعاقبون مليون مواطن سوري عبر قتلهم عطشاً”.
بدوره بيّن مدير عام مؤسسة المياه الحكومية في الحسكة المهندس محمود العكلة لوكالة “سبوتنيك” بأن “الجيش التركي والفصائل المرتبطة به ما زالوا مستمرين في قطع المياه عن مدينة الحسكة وبلدة تل تمر رغم كل المساعي التي جرت من قبل الجهات الحكومية ومن قبل الأصدقاء الروس الذين يعملون منذ أيام على إيجاد حل سريع لإعادة العاملين السوريين إلى محطة علوك”.
وتابع العكلة: “يتم حاليا توزيع المياه على أحياء المدينة من خلال 30 صهريجا قدمتها المنظمات الدولية، وذلك لأغراض الشرب فقط”، موضحا بأن “الحل الوحيد حالياً هو إعادة العمال والخدمة إلى محطة مشروع آبار علوك فوراً، وذلك لعدم وجود مصادر أخرى للمياه في الحسكة وريفها، وأي حل بديل يحتاج إلى تنفيذ مشاريع تمتد لسنوات”.
من جهته، أعلن مجلس مدينة الحسكة وضع 7 آبار سطحية في الخدمة بغية تأمين المياه لأغراض النظافة المنزلية ضمن المدينة إضافة إلى صهريجين للأغراض المنزلية سعة كل منهما 18 ألف لتر.
وأوضح رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس عدنان خاجو لـ “سبوتنيك” أن “تشغيل الآبار السطحية حل إسعافي لتأمين مياه الاستخدامات المنزلية ريثما تتم إعادة ضخ المياه من محطة علوك”، لافتا إلى أن “المجلس بصدد تجهيز بئرين إضافيين لتغطية الطلب المتزايد”.
وتحتوي مدينة رأس العين الحدودية على منابع مياه الشرب للحسكة وريفها ولبلدة تل تمر وضواحيها، حيث تضم المدينة (مشروع أبار علوك) الذي يسيطر عليه الجيش التركي والميليشيات التركمانية التابعة له، وهو يتكون من 34 بئراً ارتوازياً كبيراً تنتج من 75- 90 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميا، وهي حاجة مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها من مياه الشرب.
وكلف مجلس الوزراء السوري وزارة الموارد المائية “إيجاد حلول إسعافية لتأمين المياه لمدينة الحسكة بكل الوسائل المتاحة جراء قيام مرتزقة الاحتلال التركي بقطع المياه عن المدينة”.
سبوتنك