احترس.. ثمرة الجريب فروت قد تقتلك!
بعد أن اكتشف إصابته بضغط الدم المرتفع، حاول الحفاظ على نمط حياة صحي، فتناول دواءه بانتظام وأكثَر من الفاكهة والخضروات، وعندما انتظم في تناول الجريب فروت.. مات!
هل تخيلت يومًا أن طعامك ودواءك يمكنهما التآمر سويًا ضدك؟ أو أن صراعًا قد يدور بينهما ويتخذ جسدك ساحة للمعركة تاركًا إصابات جسيمة في بعض أعضائك؟ ثمرة الجريب فروت قد تحمل بعض هذه المفاجآت.
الجريب فروت.. ما قصة هذه الثمرة؟
هي واحدة من الفواكه الحمضية التي اشتهرت في السنوات الماضية باعتبارها واحدة من طرق التحكم في الوزن، بسبب سعراتها الحرارية المنخفضة، واحتوائها على نسبة كبيرة من الألياف التي تساهم في الإحساس بالشبع. ولها العديد من الفوائد التغذوية المتعددة، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
تحتوى ثمرة أو عصير الجريب فروت على مركبات فيروانيوكيومارين (furanocoumarins) والتي تتسبب في تعطيل عمل أحد إنزيمات الجسم الهامة وهو «Cytochrome P450». هذا الإنزيم هو أحد الإنزيمات المسئولة عن التخلص من الأدوية والسموم والسيطرة على تركيزها في الدم، وتعطيل عمل هذا الإنزيم يعني إفساح المجال لبعض الأدوية كي تتراكم أكثر في الدم وتصل إلى تركيزات سامة أو خفض تركيزات بعض الأدوية الأخرى وعدم وصولها إلى تأثيرها الفعال، كل هذا رغم التزام المريض بجرعات منضبطة.
فكوب واحد غير ممتلئ من عصير الجريب فروت (200 مللي) أو ثمرة واحدة يمكنهما تعطيل إنزيمات جسمك لمدة تصل إلى 24 ساعة، مما يجعل التباعد بين موعد الدواء وتناول الفاكهة فكرة غير ناجحة.
المشكلة تكمن أيضًا في أن الأدوية التي يتأثر عملها وتركيزها في الدم بالجريب فروت، مختلفة ويصعب حصرها في مرض أو اثنين، فهي تكاد تصل إلى 50 دواء من عائلات مختلفة وتستهدف أمراضًا متنوعة، وقد يتصادف أن يتناول الشخص الواحد أكثر من دواء منها سويًا، الأمر الذي يجعل كوب عصير واحد يوميًا وبانتظام بمثابة حجر ضخم في طريق العلاج السليم.
كما أن طبيعة الأدوية والأمراض التي تعالجها لها أهميتها، فأمراض الضغط والقلب وتصلب الشرايين واختلالات نبضات القلب كلها أمراض تحتاج استقرارًا طويل المدى في جرعة الدواء حتى تحقق هدفها. المفارقة تكمن في أن أصحاب هذه الأمراض قد يكونون أكثر حرصًا من غيرهم على اتباع نمط تغذية صحي، وقد يدخل الجريب فروت في غذائهم اليومي من هذا الباب، ظنًا منهم أن الفاكهة على إطلاقها صحية ومغذية.
أدوية تتأثر بثمرة الجريب فروت
مجموعة من أدوية خفض دهون الدم (statin).
بعض أدوية تنظيم ضربات القلب مثل «amiodarone».
بعض أدوية الحساسية المضادة للهيستامين.
بعض أدوية الضغط قد يرتفع تركيزها في الدم بنسبة قد تصل إلى الضعف.
أدوية علاج السرطان.
بعض مسكنات الألم مثل الميثادون.
الفياجرا.
تزيد من الآثار الجانبية لحبوب الإستروجين سواء التعويضية أو حبوب منع الحمل.
ربما تتساءل: هل كل هذه الجلبة فقط لأن الأدوية لن تعمل بكفاءة؟ رغم أن هذا سبب كاف وقد يكون قاتلاً في بعض الأحيان، إلا أن هناك أيضًا بعض الآثار الجانبية الأخرى التي قد تنتج عن هذه الثمرة تظهر مع تناول الكميات الكبيرة أو لفترات طويلة مع الأدوية، والتي منها:
اضطراب ضربات القلب، بشكل قد يؤدي إلى توقف عضلة القلب فجأة.
جلطات الأوردة الدموية.
ضرر جسيم بالكلى.
تدمير نخاع العظام.
تكسر الألياف العضلية.
5 نصائح درءًا للقلق والوقوع في مشاكل صحية
- باعتبارها قاعدة عامة، قبل أن تبدأ أي دواء جديد أخبر الطبيب أو الصيدلي بأية أدوية تتناولها سواء كانت موصوفة من قبل طبيب أو أدوية بسيطة تصرف بدون وصفة طبية، هناك قدر غير قليل من فرص تعارض بعض الأدوية مع بعضها، والطبيب أو الصيدلي هما أفضل من يمكنه مساعدتك لتلافي هذا التعارض.
- المشروبات العشبية والمكملات الغذائية تُعامل معاملة الأدوية، فالكثير من الأدوية في الأصل مستخلصات عشبية، أخبر طبيبك بما تتناوله منها خاصة لو كنت تتناولها بانتظام.
- الأنظمة الغذائية التي تستهدف إنقاص الوزن بالاعتماد على عنصر غذائي واحد عادة ما تكون بوابة مشكلات صحية أكبر، أعد النظر فيها كثيرًا، لأن الاعتدال هو سنة الله في الكون، حيث لا إفراط ولا تفريط.
- اكتسب عادة قراءة المكونات المكتوبة على الأطعمة والمشروبات المعلبة، ستندهش كيف يمكن أن تتسلل ثمرة الجريب فروت –وغيرها- إليها؟
- إذا كنت من محبي الجريب فروت، فتذكر أن تأثيرها على الأدوية قد يحدث من ثمرة واحدة أو كوب عصير واحد، وأن تأثيرها قد يستمر يومًا أو أكثر مما يجعل تناولك لدوائك قبلها أو بعدها بساعات قليلة أمرًا لا يبعدك عن الضرر المحتمل. الآثار الجانبية لهذا مختلفة وتتفاوت في شدتها، والآثار الخطيرة منها قليلة لكنها قد تكون قاتلة، لذا.. احترس من الجريب فروت!