الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

نظريات فرعونية مُثيرة.. كيف نظر الفراعنة للكون من حيث نشأته وبداية الخلق؟

نظريات فرعونية مُثيرة.. كيف نظر الفراعنة للكون من حيث نشأته وبداية الخلق؟

شام تايمز

مصطفى جلال عطا

شام تايمز

إن غريزة الفضول عند الإنسان في السعي وراء كل ما هو مجهول من هذا الكون المحيط بنا لم تكن وليدة الحضارة المعاصرة فقط، وإنما ظل الفكر متوارث معه كلما تأثر بالطبيعة المحيطة به فظل يسعى في البحث عن حقيقة نشأته.

ولازال الجدال حتى يومنا هذا بين العلماء في نظريات نشأة الكون، وأياً كان اعتقادك وإيمانك بتلك النظريات المتعددة فلنذهب بآلة الزمن في رحلة إلى الماضي الفرعوني وكيف فكر هؤلاء في بداية الكون ونشأة الخلق، فهل آمنوا بنظرية التطور؟! أم علموا بالانفجار العظيم؟! هل علموا شيئاً عن أبينا آدم وذكروه في نظرياتهم؟!

نجد أن الإنسان لم يقف مكتوف الأيدي أمام تساؤلاته عن نشأة الكون ولم يكن يعبد آلهته أياً كانت ماهيتها بشكل اعتباطي، فنجد أن المصريين لم يتركوا العنان لفضولهم ولكنهم وضعوا نظريات أسطورية دينية تحلل لهم كيف نشأ هذا الكون العظيم وكيف قامت الآلهة بصناعته.

ولطالما كان الإنسان طوال تاريخه مختلفاً عقائدياً، ففي مصر القديمة كان هناك أكثر من مدرسة دينية آمنت كل منها بنظرية أسطورية لنشأة الكون، وكان هذا نتيجة لتفكك المجتمع المصري ما قبل التوحيد، فكانت الديانات محلية وكان لكل مدينة وإقليم معبود خاص بهم، وكان كل إقليم يعتقد في الإله الخاص به أنه خالق الكون، ولذلك تجد أن الملوك والكهنة فيما بعد فترة التوحيد حاولوا إرضاء كل الأقاليم. فنجد أن أشهر الآلهة المصرية موجودة في الأساطير ولعبت دوراً مهماً في نشأة الخلق. سنتحدث عن أشهر أربعة مدارس دينية في مصر القديمة وكيف نظرت كل منها إلى بداية الخليقة والكون:

نظرية أون

ظهرت هذه النظرية في مدرسة مدينة أون -هليوبليس- (عين شمس الحالية)

عرفت بنظرية التاسوع (أي تشمل تسعة آلهة) وتقول بأن العالم قبل وجود الآلهة كان عبارة عن محيط أزلي لا نهائي من المياه وأطلق عليه “نون”، ومن هذا المحيط ظهرت روح “الإله أتوم” (أتوم من رع خبر) إله الشمس في صورته الكاملة والذي خلق نفسه بنفسه بشكل ذاتي وكان يستقر على تل فوق تلك المياه.

ولما استشعر الوحدة قام بخلق رفقاء آخرين عن طريق الاستمناء، ثم لفظ من فمه ليخرج إله الهواء “شو” وآلهة الرطوبة “تفنوت”، ثم تزوجا وأنجبا إله الارض “جب” وآلهة السماء “نوت”، اللذان أنجبا بدورهما أربعة آلهة وهم “اوزير” و”ايزة” و”ست” و”نفتيس” اللذان حدثت بينها الأسطورة الشهيرة وهي إيزة و اوزير “ايزيس، وازوريس”، ومن ثم حكم حور “حورس” الأرض بعدما انتصر على ست في الأسطورة، وتسرد الأسطورة بأن الأرض “جب” والسماء “نوت” كانا جزءاً واحداً ودخل بينهما الهواء “شو” وفصلها عن بعضهما.

خريطة توضح علاقة الآلهة ببعضها

نظرية الاشمونين

وهي مدينة تقع حالياً بنفس الاسم في محافظة المنيا بصعيد مصر، وقد أطلق عليها اليونان اسم هيرموبوليس، وترى مدرسة الأشمونين أن العالم كان عبارة محيط أزلي والذي ذكرناه في نظرية أون، وكان معه خواص من الطبيعة تمثلت في أربعة أزواج من الآلهة يمثل كل زوج جزءاً من الطبيعة، وهم (الظلام) والذي مثله زوج الآلهة كوك وكاوكت.

والفضاء ومثله حوح وحوحت، والعمق العظيم ويجسده نون ونونت، والظلمة والهواء يمثلهم آمون وآمونت، وتقول الأسطورة بأن الإله آمون قام بتحريك الهواء فتحركت المياه الراكدة فخرج منها التل الأزلي المكون من الطمي وفوق التل كانت هناك بيضة كونية باضتها الإوزة السماوية -تقول إحدى النصوص أن الإله أبيس هو من باض تلك البيضة-

ولما انفجرت البيضة خرج منها طائر عظيم يعتقد أنه هو أبو منجل وهو رمز الإله تحوت إله الحكمة، ونص آخر يقول أن من خرج من تلك البيضة هو الإله رع، وبظهوره انسحبت الآلهة الثمانية إلى العالم السفلي تاركة الإله رع في الكون ليقوم بمهمة خلق البشر ومظاهر الكون، ويرى بعض العلماء أن فكرة ظهور البيضة وانفجارها تمثيل لفكرة الانفجار العظيم.

نظرية منف

تقع مدينة منف جنوب القاهرة وهي أول عاصمة لمصر بعد توحيدها علي يد الملك مينا، ولأن هذه المدينة كانت مركزاً لعبادة الإله بتاح، فقد اعتبر كهنة المدينة أن بتاح هو خالق الكون ووجوده سبق الآلهة الأخرى ومن ثم خلق ثمانية آلهة أخرى شكلوا معه تاسوعاً إلهياً.

وهنا تقول الأسطورة أن بتاح قد خلق نفسه بنفسه ثم خلق الآلهة الأخرى، ووضع لكل منها معبداً ومقاصير وتماثيلاً وقرابيناً، ثم خلق الخشب والمعادن وكل ما على الأرض من نبات وحيوان وإنسان.

نظرية طيبة

ومن منا لا يعرف طيبة عاصمة الأديان في العالم القديم، وقد أطلق عليها المصري القديم واست، عندما فتح العرب مصر ودخلوا طيبة وشاهدوا جمال المعابد فيها شبهوا معابدها بالقصور فأطلقوا عليها الأقصر، أما عن مسمى طيبة فيعتقد أن الرومان هم من أطلقوه عليها.

وعرفت طيبة بطول تاريخها بأنها مقر عبادة الإله آمون، لا سيما بعدما طرد المصريون الهكسوس من بلادهم، وقد كانت قوة ونفوذ كهنة معبد آمون لا يستهان بها، حيث كان يستعين بهم الملك في توطيد حكمه على الشعب، لذلك كان لهم مذهب خاص بالإله آمون والذي أرادوا به أن يجعلوا لآمون اليد العليا في خلق الكون.

فوضعوا نظرية أسطورية مستمدة من النظريات الأخرى وتفيد بأن آمون خالق كل الآلهة الأخرى، وقد كان يستمد قوته من معنى اسمه “آمون” ومعناه الكائن الخفي، وهكذا اعتقد فيه المصري والكهنة أنه ظل مختفياً حتى أنجب ولداً على هيئة ثعبان يدعي “إيرتا” وبعدها خلق الأرض.

وكانت بدايتها هي أرض طيبة المقدسة ثم خلق ثمانية آلهة اندفعوا مع تيار النهر ليستقروا في الأشمونين، ومن ثم إلى منف وبعدها أون، وفي كل مدينة كان يقوم هذا الثامون بخلق آلهة تلك المدن ويعود لطيبة مرة أخرى، وبذلك استطاع كهنة آمون بنظريتهم أن يجعلوا لآمون أسبقية قبل كل الآلهة الأخرى في النظريات الثلاث السابقة.

تخطيط لمعبد آمون بطيبة (الكرنك)

المصدر: أراجيك

دبي.. قتل زوجته ثم ألقى بنفسه من بناية

شام تايمز
شام تايمز