الجمعة , أبريل 26 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

“النصرة” أم “حراس الدين” ضحية التفاهم الروسي التركي؟

“النصرة” أم “حراس الدين” ضحية التفاهم الروسي التركي؟

شام تايمز

هل يكون الشمال السوري على موعد مع مفاجآت سياسية وميدانية في الأسابيع المقبلة، برغم واقع الحذر الذي فرضه فيروس كورونا في جميع جبهات الصراع المشتعلة في المنطقة؟
عندما توجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى موسكو قبل حوالي الشهر تقريباً (في 5 اذار/مارس المنصرم)، كان يردّد ان المواجهة مستمرة (في شمال سوريا) حتى انسحاب قوات الجيش السوري من المناطق التي دخلتها بعد اتفاقية سوتشي.

شام تايمز

بدوره، دولت بهشلي، حليفه في حزب الحركة القومية اليميني، كان يهدد ويتوعد دمشق، ويحمّل موسكو مسؤولية استهداف الجنود الاتراك في ادلب.

أما وزير الدفاع التركي خلوصي اكار، فقد أعلن في الرابع من اذار/مارس، وقبل يوم واحد من قمة موسكو، في معرض تقييمه للعملية العسكرية التركية بعنوان “درع الربيع”: “سنستمر الى ان يرحل هذا النظام”.

لاحقاً، عاد الرئيس التركي من الكرملين وهو يشيد بانجاز عدم سقوط تركيا وروسيا في مصيدة استهداف علاقاتهما ومصالحهما الاقليمية، فيما تخلى دولت بهشلي عن كل غليانه ودعواته لاسقاط الأسد، وذهب للترحيب بما اتفق عليه في الكرملين من خطوات روسية تركية.

لقد أرادت موسكو استغلال نقاط ضعف أنقرة مثل ملفات النزوح السوري واللجوء و”جبهة النصرة” وذلك من أجل الحصول على ما تريده منها في ادلب.

في المقابل، عملت انقرة على تضييق مساحة المناورة الروسية عبر إستنجادها أو محاولة الاستقواء بكل من الأميركيين والأوروبيين في ادلب، وكذلك عبر الدخول العسكري المباشر على خط المعارك الميدانية.

من الواضح أن كلا الطرفين، أي أنقرة وموسكو، فشلا في الوصول الى ما يريدانه، لذلك قررا إعتماد صيغة منتصف الطريق على الخط الدولي بين محافظتي حلب واللاذقية والمعروف بـ”أم 4″.

صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية تساءلت مؤخراً عن احتمال وجود اتفاق تركي ـ روسي على تحويل ادلب الى مناطق تقاسم نفوذ؟

كان هدف المحادثات التركية ـ الروسية هذه المرة، أبعد من التوقف عند مجرد وقف اطلاق النار، بل تأمين هدنة مؤقتة على الجبهات تتحول تدريجياً الى اسكات نهائي للسلاح في ادلب وغيرها من الجبهات السورية.

المطلوب هو اتفاقية تفتح الطريق امام مرحلة ميدانية وسياسية جديدة في ادلب تحمل معها الكثير من المفاجآت في مسار الازمة السورية.

أين هي حصة واشنطن في ذلك؟

قبل اسابيع قليلة، كان الدبلوماسي الاميركي جيمس جيفري يردد أن بلاده وروسيا يختبران إمكانية فرص التعاون بينهما حول الملف السوري، وأنه إذا نجحت البداية بتكريس وقف إطلاق النار في إدلب، فستبدأ مرحلة اتخاذ القرارات الصعبة.

الغامض هنا هو ما إذا كانت التفاهمات بين موسكو وانقرة تتم بعلم وموافقة واشنطن، أي في اطار صفقة ثلاثية على مستقبل التسويات في سوريا، ويبدو أن هذه النقطة توضحت أيضاً، في الإتجاه الذي يريده اللاعبون الثلاثة.

القرارات الصعبة قد تكون ما سمعناه من الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل ايام حول استعداد انقرة و”قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) للتفاهم على صيغة حوار جديدة وأن تؤخذ نصائحه على محمل الجد.

“أقول لهم الآن، وقعوا على الاتفاق. وهم يردون: نعم، سنبرمه”.

الصفقة قد تكون مرتبطة بحسم مصير مجموعات راديكالية متطرفة مثل تنظيم “حراس الدين” (فصيل مسلح مرتبط بتنظيم “القاعدة”) ومجموعات “الحزب الإسلامي التركستاني” و”أنصار التوحيد”

ثمة تقديرات ان يكون التفاهم التركي ـ الروسي قد اخذ بالاعتبار ما تقوله وتريده واشنطن في شرق الفرات، خلال النقاش بحسم موضوع غربه، وهو ما كانت تصر انقرة عليه باستمرار في حوارها مع كل من موسكو وواشنطن.

هذه الصفقة قد تكون مرتبطة بحسم مصير مجموعات راديكالية متطرفة مثل تنظيم “حراس الدين” (فصيل مسلح مرتبط بتنظيم “القاعدة”) ومجموعات “الحزب الإسلامي التركستاني” و”أنصار التوحيد” وغيرها، وذلك مقابل تفعيل قنوات الحوار بين “قسد” وانقرة، بدعم وتشجيع اميركي روسي، وبالتالي، قبول اقتراح رجب طيب اردوغان بشأن تمويل المنطقة الامنة واحتياجات اللاجئين السوريين من عائدات النفط السورية ومحاولة تضييق الخناق على النفوذ الايراني في سوريا.

تفيد مؤشرات كثيرة أن موسكو باتت جاهزة لبحث موضوع المرحلة الانتقالية في سوريا واغلاق مسألة دمج الكانتونات الكردية ببعضها البعض في سوريا ومحاولة إستثمار ايجابيات العمليات العسكرية التركية في هذه المرحلة من أجل التفاوض على أكثر من ملف مع أكثر عاصمة وجهة معنية بالملف السوري.

من هنا يمكن القول إن ما يدور في ادلب يحمل معه أكثر من متغير وتحول في المواقف والقرارات وربما في الاصطفافات المحلية والاقليمية.

نعم، ادلب هي جبهة المواجهة الاخيرة، كما يراد لها، والحوار سيكون سورياً ـ سورياً برعاية ثلاثية اميركية ـ روسية ـ تركية.

السؤال الذي ينتظر اجابة عليه هو حقيقة طرح مسألة العودة الى جنيف والقرارات الاممية في ملف الازمة السورية في البيان (التفاهم) التركي ـ الروسي الاخير.

لماذا هذه الرسالة ومن هو المعني الاول هنا؟ ربما هو تأكيد روسي ـ تركي لحماية حصة واشنطن كثمن يقدم لها مقابل قبول طاولة الحوار الثلاثية التركية ـ الروسية ـ الاميركية.

بالتزامن، كان لافتاً تسارع التطورات: جماعة “حراس الدين” تنفي مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف قوات تركية على الطريق الدولي بين حلب واللاذقية وادى الى مقتل جنديين تركيين واصابة ثالث “نتيجة هجوم صاروخي لمجموعات راديكالية”، حسب وزارة الدفاع التركية.

مجموعات “النصرة” تعيد نصب السواتر الترابية التي ترفعها القوات التركية في شمال الطريق الدولي الى مكانها بعد مغادرة القوات التركية، وكل ذلك يجري بالتزامن مع تسيير الدورية الثانية المشتركة بين روسيا وتركيا على الطريق الدولي “إم 4″، واعلان مركز المصالحة الروسي في حميميم بسوريا والتابع لوزارة الدفاع، أن تركيا تعهدت بمواجهة الجماعات المتطرفة وحماية الطريق الدولية بين محافظتي حلب واللاذقية.

لن يكون المشهد مفاجئاً لنا في حال رأينا تنسيقاً عسكرياً تركياً ـ روسياً ضد هذه المجموعات اذا قررت الدخول في مغامرة عسكرية واسعة في المنطقة تهدف إلى تحويل المدنيين الى دروع بشرية تحتمي بها

يمكن القول إن “جبهة النصرة” هي المسؤول الاول عن الخروقات والاستفزازات ضد القوات التركية، وهي المعني الاول في كل السيناريوهات الميدانية والعسكرية والسياسية المرتقبة.

فما الذي ستختاره هذه المجموعات منذ الآن فصاعداً إزاء التشدد التركي ـ الروسي على انهاء وضعية “الجبهة” الحالية، وذلك في ضوء تفاهمات موسكو (التركية ـ الروسية) الاخيرة؟

هل ستقبل “الجبهة” بالطرح التركي الوحيد المقدم لها، اما بالالتحاق بالفصائل السورية التي تسمى معتدلة، بعد ترك كل افكارها وشعاراتها وايديولوجيتها الحالية، او الانسحاب تماما من المشهد العسكري الميداني في منطقة الشمال السوري والتوجه الى مخيمات النزوح؟

من نافل القول أن مشكلة تركيا الميدانية تكمن في تداخل المواقع والاراضي بين المجموعات الراديكالية والمدنيين و”الفصائل” والقوات التركية في ادلب، غير أن خيار هذه المجموعات بالانتحار عسكريا، سيكون، في نهاية المطاف، أكثر كلفة عليها اذا قررت خوض مغامرة عسكرية غير محسوبة.

في الوقت نفسه، تبدو “النصرة” مصرة على تنفيذ بنود إتفاقية سوتشي واخراج الجيش السوري من المناطق التي تقدم اليها في الاشهر الاخيرة وهذه الرسالة تعني تركيا، بقدر ما تعني موسكو هنا.

وفي المقابل، يصبح الرد على “النصرة” تركياً ـ روسياً، وليس روسياً فحسب.

أكثر السيناريوهات هامشية وتشجيعاً للخيال والفبركة هو أن تكون “جبهة النصرة” على علم بهذا المخطط الروسي ـ التركي وأن يكون الثمن إقدامها على تصفية المجموعات الأكثر تشدداً منها مثل “حراس الدين” وغيرها من العناصر المستوردة تمهيدا لقبول “الجبهة” بالطرح التركي القاضي بالاندماج والذوبان داخل فصائل المعارضة السورية المسماة معتدلة.

هذا السيناريو طرح بعدما نسب الى أبو همام الشامي زعيم “حراس الدين”، بعد يومين على اتفاق موسكو دعوته للحكومة التركية في تسجيل صوتي من دون ان يسميها إلى “عدم التلاعب بمصائر المسلمين في البلاد وأن لا تُقدم على استهداف المجاهدين الذين يبذلون دماءهم لدفع الأعداء”!

في الساعات الأخيرة، تم تسريب معلومات مفادها أن “النصرة” دعت قياداتها إلى البدء بـ”مرحلة التحريض والتجييش” (إبراز الأخطاء والتجاوزات وغيرها) ضد “حراس الدين”، وجرت العادة أن هكذا دعوة تستبق قرار “الجبهة” بتصفية أي فصيل عسكري في مناطق نفوذها، وذلك إستنادا إلى تجارب سابقة. فهل ثمة مشهد جديد ينتظرنا في الأيام والأسابيع المقبلة؟

سمير صالحة – بوست 180

إقرأ أيضاً: معهد عسكري أمريكي ينشر خريطة للقدرات التركية بإدلب (خريطة)

شام تايمز
شام تايمز