الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

كيف يتنبأ العلماء بعدد الأشخاص الذين سيصابون بكورونا؟ إليك الطريقة

كيف يتنبأ العلماء بعدد الأشخاص الذين سيصابون بكورونا؟ إليك الطريقة

تتغير التوقعات بشأن عدد الأشخاص الذين قد يصيبهم فيروس كورونا المستجد، وعدد الوفيات المحتمل يوماً بعد يوم، ومن ثم يزيد التساؤل عن كم البشر الذي سيصابون بهذا الوباء؟

منسقة الاستجابة للفيروس في البيت الأبيض، أستاذة الطب ديبورا بيركس، حذرت يوم الثلاثاء 31 مارس/آذار، من احتمالية وفاة نحو 100 ألف إلى 240 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب “كوفيد-19”. ومنذ ما يزيد قليلاً على أسبوع، وتحديداً في 21 مارس/آذار، أعرب حاكم نيويورك، أندرو كومو، عن توقعه أن يصاب 40 إلى 80% من سكان نيويورك بفيروس كورونا المستجد، الذي يُعرَف اختصاراً بـ”سارس-كوف-2″. من جانبه، رجَّح حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، أنَّ الفيروس سيصيب 56% من سكان ولايته، في خطاب أرسله إلى الرئيس ترامب بتاريخ 18 مارس/آذار. وفي دراسة نُشِرَت بتاريخ 16 مارس/آذار، حذَّر باحثون من الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب في لندن، من أنَّ 81% من سكان الولايات المتحدة سيصابون بالفيروس إذا لم يطبقوا إجراءات التباعد الاجتماعي.

إذن، ما الذي ينبغي أن نتوقعه؟

بالنسبة لعموم الجمهور، تساعد هذه التقديرات التقريبية في إيضاح التأثير المحتمل لالتزام إرشادات التباعد الجسدي لتخفيض عدد الإصابات تخفيضاً كبيراً، ووقف تدفق المرضى إلى مرافق الرعاية الصحية دفعة واحدة، مما قد يصيبها بالإرهاق. ويستخدم صانعو السياسات وأنظمة المستشفيات هذه التقديرات الصادرة من السلطات الفيدرالية والمحلية لتوقُّع مدى الارتفاع الذي قد تصل إليه الإصابات بـ”كوفيد-19″، وكذلك لتجهيز أسرّة وحدات العناية المركزة، وسعة غرف الطوارئ، وأجهزة التنفس اللازمة لرعاية المرضى. من جانبه، ينشر معهد التقييم والقياسات الصحية في جامعة واشنطن تحديثات يومية للنماذج التي صاغها بشأن الحاجة المستقبلية لموارد المستشفيات. واعتباراً من الثلاثاء 31 مارس/آذار، توقعت النماذج أن يحتاج مرضى “كوفيد-19” إلى 220643 سريراً في المستشفى (32976 سريراً منها في وحدة العناية المركزة)، و26381 جهاز تنفس صناعي حين يصل الوباء إلى ذروته في 15 أبريل/نيسان.

إليكم الدليل على كيفية الوصول لهذه الأرقام:

من أجل نمذجة مسار الوباء، يحتاج أخصائيو الأوبئة لمعرفة إلى أي مدىً الفيروس مُعدٍ، وكم من الوقت يظل الأشخاص المصابون ناقلين للعدوى، وعدد الأشخاص المصابين حالياً، والسكان المعرَّضين للإصابة. ويمكن أن تعرض النماذج أيضاً الخصائص الأساسية للمجتمع مثل الكثافة السكانية، والتوزيع العمري، والأوضاع الصحية الأساسية، ومتوسط ​​حجم الأسرَّة، وطبيعة التفاعلات الاجتماعية وتكرارها، بحسب تقرير لموقع WebMD الأمريكي.

وتتضمن التوقعات عادةً نطاقات تتراوح بين أفضل سيناريو والأسوأ. وتتطور بعض المتغيرات بناءً على ديناميات المجتمعات الفردية، ف حين يعتمد البعض الآخر على مدى فاعلية أوامر البقاء في المنزل. ويتمثل مصدر آخر للتفاوت بين النماذج المختلفة في نتيجة العمل بالأيام الأولى من ظهور هذا الفيروس، الذي يبلغ عمره 4 أشهر فقط منذ الانتقال للبشر. ويقول هنري ريموند، الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الصحة العامة، وعالم الأوبئة بكلية الصحة العامة في جامعة روتجرز الأمريكية، عن النماذج: “إنَّ لها خصائصها الخاصة التي تجعل مقارنتها أو استخدام بيانات من بؤر تفشي المرض الأخرى مجرد تقديرات”.
ما الذي يعرفه العلماء؟

تتمثل إحدى النقاط الأساسية والجوهرية المُتضَمَّنة في هذه النماذج وهي، في المتوسط​​، عدد الأشخاص الذين سينقل إليهم شخصٌ مصابٌ الفيروس، والمعروف باسم “عدد التكاثر الأساسي” ويُرمَز له بـ(R0). ومن دون بذل جهود لاحتواء الفيروس، سيصل هذا العدد إلى 2.4 تقريباً، وذلك وفقاً للباحثين بالكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب في لندن. ويُقدِّر العلماء أيضاً أدنى حد لعدد التكاثر الأساسي لفيروس كورونا المستجد عند 2 وأقصى حد له عند 3. ويعني هذا أنَّ فيروس كورونا المستجد أكثر عدوى من الإنفلونزا الموسمية، التي يبلغ متوسط عدد التكاثر الأساسي لها 1.3، ومع ذلك فهو ليس قابلاً للانتقال مثل الجديري المائي (عدد التكاثر الأساسي أكثر من 10) أو الحصبة (عدد التكاثر الأساسي أكثر من 12).

ويقول يوناتان غراد، الحاصل على الدكتوراه في الطب وخبير الأمراض المعدية بكلية تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد: “هذا المقياس يضع شكلاً للوباء بطرق حاسمة، وهي مدى السرعة التي نتحرك بها في مرحلة نمو وتكاثر الفيروس، ومدى السرعة التي سنصل بها إلى الذروة، وإلى أي ارتفاع ستصل الذروة، ثم تراجعه”. يُذكر أنَّ غراد شارك في صياغة استراتيجيات التباعد الاجتماعي وديناميات انتقال فيروس “سارس-كوف-2” خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ويستخدم الباحثون نطاقاً عاملاً لمعدل الهجوم الثانوي للفيروس، والذي يعطي نسبة تقريبية لعدد الأشخاص الذين سيمرضون عندما يكونون على اتصال وثيق مع شخص مصاب، وهو 1 من كل 3 أشخاص تقريباً. ويمتلك واضعو النماذج أرقاماً أولية عن فترة حضانة الفيروس منذ بداية انتقال العدوى حتى ظهور الأعراض الأولى (وهي نحو 5 أيام عند معظم الناس)، والوقت الذي تستغرقه عدوى “كوفيد-19” لتأخذ مجراها الطبيعي (عادةً أسبوعان)، وطول المدة التي يمكن أن ينقل الأشخاص المصابون بأعراض خلالها الفيروس إلى الآخرين (تصل في المتوسط إلى 10 أيام منذ ظهور الأعراض).

ومع ذلك، لا تزال هذه الأرقام مجرد تقديرات. وأشارت ورقة بحثية حديثة من جامعة أوكسفورد إلى أنَّ نسب الإصابات في المملكة المتحدة تخطت بكثيرٍ النسبة المُتوقَّعَة سابقاً، ولا يحتاج سوى عدد قليل منها إلى دخول المستشفى. وتتعارض هذه النتائج مع الاعتقاد الراسخ بأنَّ ما يقرب من 20% من الحالات خطيرة بما يكفي لتتطلب العلاج في المستشفى، كما ذكرت مؤخراً مراكز السيطرة على الأمراض والعدوى.

المجهول المعروف

لا يعرف العلماء على وجه التحديد، الفترة الزمنية التي يمكن أن يظل خلالها شخص مصاب ينشر الفيروس بين الآخرين من دون أن تظهر عليهم أية أعراض أو أعراض خفيفة. ويقول غراد: “من الناحية العملية، هذا مهم للغاية”. فمن دون معرفة متى يكون الشخص المصاب معدياً، يصبح من الصعب جداً على علماء الأوبئة معرفة الأماكن التي يوجد بها والأشخاص الذين كان على اتصال بهم في أثناء حمل الفيروس، ومن ثم تقدير مدى فاعلية التدخلات الطبية.

وبينما يتوجه بعض واضعي النماذج بفكرهم إلى أشهر وسنوات في المستقبل، يجدون عديداً من الشكوك الأخرى التي تلوح في الأفق. فمن غير الواضح ما إذا كان “سارس-كوف-2” مرضاً موسمياً، مثل الإنفلونزا والفيروسات التاجية الأخرى في البشر. ولا يعرف الباحثون أيضاً دور الأطفال في انتشاره، ولا إلى متى ستستمر مناعة الأشخاص الذين يتعافون من العدوى قوية أمام الفيروس. وهل يمكن أن تحمي الأجسام المضادة الناس مدى الحياة أو أنها تقدم الحماية بضع سنوات فحسب. يوقول غراد: “لا تزال هذه الإجابات المجهولة، وهو ما سيشكل في الواقع عواقب وخيمة على ما سيحدث على المدى الطويل مع هذا الفيروس”.

الموقع يمثل عنصراً مهماً

بالنسبة للنماذج التي تفسر حالات العدوى داخل دولة أو منطقة ما، هناك بعض العوامل المهمة: إذ إنَّ الكثافة السكانية العالية، ومستويات النقل العام، والتجمعات الاجتماعية تسهل الانتقال السريع للعدوى، مثلما يتضح مع الأسف في منطقة قطار الأنفاق بمدينتي نيويورك ونيو أورلينز. وتقول راشيل سيلفرمان، عالمة الأوبئة في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا: “عندما تضع نماذج لهذه الأشياء، عليك أن تخمن وتتوقع تقديرات تقريبية عن كيفية تفاعل الناس بعضهم مع بعض. وفي مكانٍ مثل مدينة نيويورك، حين تركب مترو الأنفاق، تتعرض لمئات الأشخاص”.

إلى جانب ذلك، المجتمعات التي تكون فيها الأسر الكبيرة والأجيال المتعددة تحت سقف واحد، كما هو معتاد في بعض المناطق الأكثر تضرراً في شمال إيطاليا، تسهم في تسريع معدل الإصابة. يقول ريموند من جامعة روتجرز: “يغلب على الأسر الإيطالية وجود ثلاثة أجيال في المنزل نفسه”. وأخيراً، يمثل عمر السكان ووضعهم الصحي عنصراً مهماً في قدرتهم على تجاوز المرض، وكمية موارد المستشفى التي يُتوقَع أن يحتاجوا إليها.

ورقة رابحة

في الوقت الحالي، أكثر عنصر مجهول نسيطر عليه هو مقدار استجابة الناس في الولايات المتحدة لغلق الأعمال التجارية والمدارس، وأوامر البقاء بالمنزل، والضغط الاجتماعي لتقليل معدل الانتقال. ويقول ريموند: “هذا سؤال مفتوح. إذا حبسنا أنفسنا جميعاً في منازلنا ولم نضطر إلى الخروج من أي وقت مضى، فإنَّ هذا الفيروس سيموت أسرع بكثير”.

مدنٌ طبية ضخمة ورعاية فائقة لمصابي كورونا.. قطاع الصحة التركي الأفضل والأرخص في العالم

وتختلف قواعد التباعد الاجتماعي اختلافاً كبيراً بين كل ولاية أمريكية وأخرى، وحتى بين المقاطعات والمدن. وتشير أماندا سيمانيك، الحاصلة على الماجستير والدكتوراه في الصحة العامة وعالمة الأوبئة المتخصصة بالتنميط الاجتماعي للأمراض المعدية في جامعة ويسكونسن: “نعلم بالتأكيد أنَّ الامتثال لقواعد التباعد الاجتماعي لا يحدث بالدرجة نفسها، ولا يُطبَّق بشكل موحد”. ومع ذلك، يعرف العلماء على وجه اليقين، أنه ما دام الناس يترددون على محلات البقالة، ويزورون أُسرهم، ويسافرون برحلات جوية عبر البلاد، فسيستمر الفيروس في الانتشار.

ويحاول المسؤولون الحكوميون والعاملون في مجال الرعاية الصحية التأهب لوصول أعداد المرضى للمعدل الذي تتوقعه النماذج. ويقول غريغوري شرانك، طبيب متخصص بالأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة ميريلاند في بالتيمور، وأحد قادة فريق الاستجابة للجائحة في المستشفى: “آخر ما نريد حدوثه هو أن نكون غير مستعدين لزيادة عدد الإصابات”.

واستناداً إلى جميع النماذج التي اطلع عليها الطبيب شرانك حتى الآن، مهما كانت غير مثالية ومتغيرة بحسب المنطقة، لا يزال الوضع صعباً. إذ يقول شرانك: “من المؤكد أنَّ عدد حالات الإصابة، وحالات الدخول اللاحقة إلى المستشفى، سيتجاوز قدرات الرعاية الصحية في معظم مرافق الرعاية الصحية. بغض النظر عن مكان وجودها”.

عربي بوست

زيت الزيتون: 9 أسباب مثبتة علمياً تجعلكم تشربونه صباحاً على معدة فارغة