الحكومة السورية تستعين بالمدارس المهنية لتلبية الطلب على الكمامات
بدأت وزارة التربية في سوريا بإنتاج الكمامات في جميع المحافظات وفق المواصفات الطبية الصحية وبأياد وطنية وطوعية من قبل مدرسي التعليم المهني.
وأوضح وزير التربية، عماد موفق العزب، لوكالة “سبوتنيك“، أن هذه المبادرة نابعة من الشعور بالمسؤولية تجاه أبناء الوطن، حيث يتم العمل في المحافظات جميعها على إنتاج الكمامات وفق المواصفات الصحيّة وبأيادٍ وطنية وطوعية من قبل مدرسي التعليم المهني تزامناً مع تعليق الدوام المدرسي وبطاقة إنتاجية تقارب 10 آلاف كمامة يوميا حسب توافر المواد الأولية.
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار الدعم الحكومي للقطاع الصحي للتصدي لفيروس كورونا لوضعها تحت تصرف وزارة الصحة ورئاسة مجلس الوزراء.
وشهدت أسواق المعقمات والمستلزمات الطبية تصاعدا كبيرا في الطلب خلال الآونة الأخيرة، ما رفع أسعارها إلى مستويات قياسية باتت تشكل عبئا على الشريحة الأكبر من المستهلكين السوريين ممن تدهورت قدرات دخولهم الشرائية جراء الحصار الغربي المشدد على البلاد، وما نجم عنه من تراجع كبير في سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وأشار الوزير العزب إلى “تشكيل فريق عمل خاص يضم ممثلي وزارات التربية، والتعليم العالي، والاتصالات والتقانة، والمعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا، والجمعية السورية للمعلوماتية لوضع الآليات التي تسمح بالعمل من المنزل عن طريق الانترنت وتوسيع شبكة التعلم عبر وسائل الإعلام والوسائط الإلكترونية لتشمل المراحل الدراسية جميعها، والتنسيق مع شركات الاتصال لتسهيل الولوج إلى المواقع التعليمية”.
مدارس ريف دمشق تنتح 3 آلاف كمامة يوميا
في أحد مراكز تصنيع الكمامات في ثانوية عدنان مرم بك للتعليم المهني بمدينة دمشق، قال مدير التعليم المهني والتقني في وزارة التربية، المهندس غسان قباقيبو لـ”سبوتنيك”: أن هناك /12/ ثانوية مهنية في مدينة دمشق تعمل بشكل متزامن لتصنيع الكمامات وتنتج نحو /3000/ كمامة يومياً، مشيراً إلى أن نحو /300- 400/ من مدرسي ومدرسات التعليم المهني الصناعي والنسوي يقومون بهذه المهمة بشكل تطوعي في دمشق وحدها إلى جانب زملائهم في محافظات حلب واللاذقية وحمص وحماة.
وأضاف أن “المقاعد الدراسية الموجودة في المدارس السورية هي من إنتاج طلاب وطالبات ومدرسي الثانويات الصناعية والمهنية إلى جانب الطاولات والأثاث المدرسي وخزانات المياه والوقود”.
بدورها أوضحت مديرة التربية المساعد لشؤون التعليم المهني والتقني بدمشق أميمة سعود لـ”سبوتنيك” أن “الكمامة المصنعة في مراكز وزارة التربية تمتاز بمواصفات جودة عالية ويمكن إعادة استخدامها مرات عدة بعد الغسل والتعقيم”.
وتابعت: “هذه المراكز مؤهلة ومزودة بالتجهيزات والخبرات اللازمة لتصنيع منتجات أخرى تقتضيها الضرورة فضلاً عن إمكانية تحويل تدريب طلاب التدريب المهني والنسوي إلى منتجات مصنعة”.
من جهتها قالت المدرّسة (المتطوعة) ميلادة لوقا: “نحن نعمل في هذا المركز بشكل تكاملي كفريق واحد، وكل منا ينجز مرحلة من مراحل العمل بشكل تسلسلي، حتى ننجز العمل بشكل كامل، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه للوطن في مثل هذه الظروف لمواجهة خطر كورونا”.
المدرّسة (المتطوعة) رشا شريح قالت: “نحن سعداء جداً بالمشاركة في هذه المبادرة، وجئنا بدافع وطني لنقدم بكل حب هذا العمل الذي يساهم في حماية شعبنا وأبنائنا من وباء كورونا”.
وكانت وزارة التربية في سوريا قد اتخذت إجراءات احترازية في المدارس للوقاية من فيروس كورونا إضافة إلى تأمين بدائل تعليمية عبر المنصات الإعلامية والإلكترونية بما يساهم في تعويض الفاقد التعليمي نتيجة تعطيل المؤسسات التعليمية.
سبوتنيك