تنبؤات بيل جيتس العلمية بصدد كورونا
يبدو أن بيل جيتس قد اختار الوقت المناسب للتحول من إدارة الأعمال الربحية إلى إدارة الأعمال الخيرية، فبعد أن تنبأ بظهور وباء يضرب العالم منذ خمس سنوات، استضافته نهاية مارس الحالي قناة “سي إن إن” للاستماع إلى تنبؤاته العلمية حول مستقبل فيروس كورونا. وقال بيل جيتس إن أول خطوة ضرورية هي إغلاق الأماكن والمدن التي تتفشى فيها الإصابات بالفيروس، بهدف الحد من العدوى، وذلك لأن معدل انتشار فيروس كورنا يزيد عن 33 في المئة يوميا.
وهو ما يعني أنه إذا كان عدد الإصابات لا يزيد عن مئة شخص فقط داخل مدينة ما، فإن عدم إغلاق المدينة سيؤدي إلى انتشار الفيروس بمعدل 33 في المئة يوميا، وهو ما يعني أن المئة مصاب اليوم سوف يصيرون 133 غدا، ثم 173 بعد غد، ثم 225 في اليوم الثالث، وهكذا ستستمر الزيادة في أعداد المصابين بالتدريج حتى نصل إلى آلاف الحالات ثم ملايين الحالات.
لذا فلابد من الحد من قدرة الفيروس على الانتشار بين الناس، من خلال دفعهم للانعزال في بيوتهم. والحد من قدرتهم الطبيعية على الحركة والتواصل المباشر مع الغير وبالتالي على إصابة الغير. وكلما بدأ إغلاق المدن أسرع، كلما استطعنا الحد من أعداد الإصابات أكثر.
فأخطر سمات فيروس كورونا هي سهولة وسرعة انتشاره بين الناس. وبالتالي، فأي استراتيجية للتعامل معه ستتطلب الحد من خطورة هذه السمة.
وأكد بيل جيتس أن الهدف من إغلاق المدن هو منح الوقت الكافي للخدمات الصحية حتى تتمكن من تطوير نفسها وتعزيز قدراتها لتتمكن من التعامل مع المصابين ومنع تدهور إصاباتها إلى الوفاة.
وأضاف بيل جيتس أن تعزيز قدرات الخدمات الصحية هو أهم من إغلاق المدن، وقال إن السباق بين الدول وبين الفيروس يكمن في محاول الدول استباق سرعة انتشار الفيروس من خلال تطوير قدراتها الصحية بحيث تتمكن من التعامل مع الإصابات دون أن تغرق الخدمات الصحية تحت سيل الطلبات والإصابات. وأن هذا هو مضمار السباق الحقيقي بين الفيروس وبين الدول.
وضرب بيل جيتس مثلا بالصين التي أغلقت مدينة ووهان بالكامل حتى مكنت الخدمات الطبية بالمدينة من تطوير قدراتها، بحيث استطاعت الاستجابة للإصابات، ثم أعادت فتح المدنية للعمل الطبيعي، بينما بقية العالم ما يزال تحت الإغلاق.
أم عن مدة الإغلاق ومتى يمكن فتح المدن، فقد أكد بيل جيتس أنه طالما ظلت أرقام الإصابات والعدوى والوفيات مرتفعة، ومستمر في الصعود، فيجب الإبقاء على الإغلاق، لكن يمكن التفكير في فتح المدن، فقط بعد أن يتم تجاوز مرحلة “الذروة” في أعداد الإصابات والوفيات. لكن يجب أن تكون أعداد الإصابات والوفيات قد وصلت إلى مرحلة هبوط وتدني واضح، قبل فتح المدن.
كذلك قال بيل جيتس أنه يتوقع أن تتغلب الدول الغنية على الفيروس، بينما ستعجز الدول النامية عن ذلك، إلا بمعاونة الدول الغنية.
وأضاف بيل جيتس أن ارتفاع أعداد الإصابات في الدول الغنية إنما يعبر في الحقيقة عن قدرات الدول الغنية في الفحص والكشف والإعلان عن الإصابات لدى سكانها. بينما حتى هذه الإمكانية في الفحص والكشف والإعلان هي أمور غير متوفرة لأغلب الدول النامية.
وقال بيل جيتس إن ما يراهن عليه العالم هو أن تتمكن الدول الغنية التي اختبرت خطورة الفيروس، أولا، من اكتشاف لقاح وعقاقير يمكن إنتاجها وتوزيعها دوليا، وبخاصة إلى الدول الفقيرة والنامية، وأن هذه هي الخطوة الأخيرة في التصدي لفيروس كورونا، وإلا فربما نشهد عودة أخطر للفيروس مرة أخرى، من بوابة البلدان الفقيرة هذه المرة.
فالخطوة الأخيرة للتغلب على فيروس كورونا هي اتاحة اختبارات الفحص والكشف للأشخاص العاديين ليقوموا بإجرائها في بيوتهم بسهولة، ثم توفير العلاج الناجع لوقف أعراض المرض مبكرا، ثم ترك الأمور بين أيدي الأفراد لعلاج أنفسهم.
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
وأكد أن هذا النجاح يمكن أن يتحقق، لكن لا يوجد حتى الآن أي ضوء في نهاية النفق المظلم، لأننا لم نصل بعد لمرحلة ذروة انتشار الفيروس.