الكورونا غيّر كل شيء في السويداء.. إلا الخطف!
ضياء الصحناوي
خطف السبعيني على بركات من أمام منزله الكائن في مدينة شهبا منذ عدة أسابيع من قبل عصابات المنطقة التي روعت على مدى سنوات الداخلين والخارجين من هذه البقعة المنسية؛ دون أن يلتفت الخاطفون إلى أن الرجل يعيش مأساة كبيرة.
قصة بائع الخرداوات الذي عرفه أهالي المدينة منذ أربعين عاماً عندما قدم من محافظة إدلب للاستقرار فيها؛ تبدو عصية على العقل، فهو الذي يعيش فيها دون أن يخالط جيرانه أو يكون لديه حياة اجتماعية كبقية الناس، حيث يعود من عمله كل يوم ولا يخرج من بيته إلا عند الحاجة.
ويقول جيرانه لصاحبة الجلالة أن أبو أحمد (كما يلقب) يعود مسرعاً إلى منزله لكي يعيل ولديه المعاقين، ووالده (طريح الفراش) الذي يتجاوز الخامسة والتسعين عاماً. وأكمل القدر لعبته معه عندما أصيب ولده الكبير بجلطة قلبية أقعدته عن العمل كي ينظم لباقي أفراد الأسرة الكبيرة حياتها.
ويبدو أن الوراثة فعلت فعلها مع الولد البكر، فقد أنجب ولدين معاقين أيضاً؛ كانت امهما تقوم برعايتهما قبل أن تسقط هي الأخرى وتسكن في المشفى العام بانتظار عمل جراحي خطير..
وكل ذلك كان أبو أحمد يعتبره امتحان رباني قدر له في عالم الغيب، ولم يعترض مرة واحدة أو يتذمر بحسب جيرانه.
قلائل من الناس عرفت أن بركات قد خطف من أمام منزله حيث توقف الرجل بسيارته لكي ينزل إلى بيته، وشعر بأنه مراقب، فأغلق نوافذ السيارة والأبواب، لكن الخاطفين قاموا بكسر زجاج النوافذ، وحملوه من السيارة، وغابوا في أزقة المدينة.
أحد المقربين من بركات قال لصاحبة الجلالة إن الخاطفين طالبوا في أول اتصال هاتفي مبلغ ثلاثين مليون ليرة سورية فدية لفك أسره، علماً أن المخطوف قد أجرى منذ سنوات عملية قلب مفتوح، ولا يحتمل أي نوع من الضغط والتعذيب، والإفراج عنه بأسرع وقت واجب أخلاقي وإنساني خاصة في زمن الوباء القاتل الذي لا يحتمله وضعه الصحي.
وأكد أن آخر اتصال جاء لعائلته من الخاطفين تم قبل أيام قليلة، حيث شدد الخاطفون على المبلغ المطلوب لفك أسر والدهم، لكن العائلة قالت أن المال غير متوفر، وأنهم يعتبرون والدهم شهيداً عند ربه.
يشار إلى أن هناك معلومات دقيقة تؤكد أن الرجل السبعيني موجود في منطقة شهبا، وأن من خطفه معروفين ولاسيما من الوجهاء الذين لم يحركوا ساكناً حتى اللحظة، فهل تنتهي مأساة رجل ينتظره في بيته الكبير عائلة مكلومة..؟
صاحبة الجلالة