نشاط إماراتي غير مسبوق بالملف السوري.. مالياً دبلوماسياً دستورياً
مصادر خاصة في الأمم المتحدة قالت أن الإمارات تسعى لعقد اجتماع قريب للجنة الدستورية السورية، وقالت المصادر أن الجانب الإماراتي ينشط كثيراً في الكواليس هذه الأيام لاتمام عقد الاجتماع عن طريق قناة تلفزيونية رغم صعوبة هذا الإجراء لوجستياً نظراً لعدد أعضاء لجنة الصياغة الكبير (45)، بحسب موقع سناك سوري.
تستفيد الإمارات في نشاطها من حالة القبول التي باتت تتمتع بها لدى دمشق منذ افتتاح السفارة العام الماضي وصولاً إلى الاتصال الهاتفي الذي جمع ولي عهد أبو ظبي “محمد بن زايد” مع الرئيس السوري “بشار الأسد” لأول مرة بشكل علني من عام 2011.
بينما تعاني الإمارات هذه المرة من مشكلات مع المعارضة خصوصاً تلك المدعومة تركياً، فالجناح التركي وعلى رأسه الائتلاف تدهورت علاقته بالإمارات مؤخراً على دفعتين الأولى بعد الصراع التركي الإمارتي العلني، والثانية بعد الاتصال الهاتفي بين الأسد وبن زايد وهجوم هيئة التفاوض على السلطات الإماراتية.
في ملف اللجنة الدستوية تحاول الإمارات تقريب وجهات النظر مبدئياً لعقد هذا الاجتماع وتلعب دوراً في الاتفاق على جدول الأعمال الذي مازال موضوع خلاف بين الطرفين الحكومي والمعارض فكل منهما لديه أجندة مختلفة والمعارضة تتحفظ على بنود تريد الحكومة وضعها على جدول الأعمال وتعتبرها ليس من اختصاص اللجنة الدستورية كالحديث عن محاربة الإرهاب أو ورقة “الركائز الوطنية”، فيما يغيب نسبياً الثلث الثالث الممثل للمجتمع المدني عن هذا التعطيل رغم أنه منقسم أيضاً إلى 3 أقسام، أحدها يؤيد الحكومة والآخر المعارضة وثالث يريد أن يكون عمل اللجنة تقني دستوري بعيد تماماً عن الاستقطاب السياسي، ويفضل أن يكون هناك اجتماعات بين وفدي الحكومة والمعارضة بعيداً عن اللجنة الدستورية كما كان يحدث سابقاً ويعرف باسم مباحثات “جنيف”.
معارضة جديدة
تسعى الإمارات لإعادة تشكيل المعارضة السورية من جديد على قاعدة مختلفة تماماً عما سبق، وتقود مسعىً توافق عليه السعودية ضمناً وتدعمه لإعادة شخصيات معارضة غابت عن المشهد إلى الواجهة من جديد عبر بوابة الهيئة العليا للتفاوض التي يراد إعادة هيكلتها شبه كلياً، في ظل محاولات لمنع هذا التغيير يقودها تياران، الأول مقرب من تركيا ومحسوب عليها بشكل واضح، والثاني سيؤدي التغيير إلى إبعاده تماماً عن المشهد وهذا التيار يحظى بدعم أوروبي نسبي.
يقول دبلوماسي خليجي في الأمم المتحدة لـ سناك سوري إن ماتريده الإمارات هو شخصيات معارضة مقبولة في دمشق بعضها كان حاضراً في السابق وبعضها الآخر كان بعيداً عن الأضواء خلال السنوات السابقة أو تم ابعاده بشكل أو بآخر وهي تتواصل جدياً مع هذه الشخصيات، مشيراً إلى أن السلطات الإماراتية تولي أهمية كبيرة لهذا الموضوع وتضع ثقلها فيه.
ويوضح المصدر أن معارضين سوريين يعيشون في دبي منذ سنوات تريد الإمارات أن يكون لهم دور جديد في المرحلة القادمة، إلا أن المصدر لا يخفي وجود عقبات أمام المساعي الإماراتية وتمنع من المعارضة والحكومة في دمشق إلا أنه يشير إلى أن المبادرة الإماراتية تنال ثقة عالية في أوساط دمشق التي تعطي هوامش للإمارات من أجل توفير مخارج من الأزمة السورية.
المصدر يؤكد أن الجانب الروسي ليس لديه أي مانع في المبادرة الإماراتية، وهو يريد الاستقرار وإزالة كل عقبات الوصول إلى حل مقبول دولياً ينقل سوريا من مرحلة الصراع إلى مرحلة الاستقرار وبدء إعادة الإعمار والانتعاش الاقتصادي.
الإمارات والكورونا
وفي سياق لاينفصل عن التطورات السياسية بل ويشكل غطاء لها فإن الجانب الإماراتي يريد تأمين دعم دولي لدمشق في مواجهة خطر كورونا، ويشير المصدر أن الإمارات لم تطلب من الأميركيين والأوروبيين بشكل مباشر رفع العقوبات عن دمشق وإنما طالبت بتسهيل وصول الدعم إلى دمشق.
كما أن الإمارات قدمت مؤخراً دعماً سخياً لدمشق مباشر وغير مباشر وهذا الدعم أيضاً حظى برضى وقبول ومباركة إن لم يكن بمساهمة سعودية، والهدف الذي تعلنه الدبلوماسية الإماراتية في اتصالاتها الدولية حول هذا الدعم هو “دعم الصمود في مواجهة خطر فيروس كورونا”.
في وقت ينشغل فيه العالم بفيروس كورونا، ويبدو الحراك السياسي متجمداً في العلن، تنشط الإمارات في الظل بشكل غير مسبوق وتقود حراكاً يكسر جليد العملية السياسية في سوريا ويعكس توجه الإمارات الجديد ورغبتها في تغيير الواقع والعودة إلى قواعد سابقة من سوريا إلى ليبيا.
سناك سوري
بعد مكالمة بن زايد مع الرئيس الأسد.. خطوة إماراتية جديدة باتجاه سوريا
شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك