رجل أعمال سوري يقدم أحد فنادقه كمركز للحجر الصحي
بادر رجل أعمال سوري إلى وضع فندق خاص في مدينة طرطوس الساحلية تحت تصرف الحكومة دعما لجهودها في مكافحة وباء كورونا المستجد ليكون مركزا للحجر الصحي.
وعن مبادرته هذه قال عضو مجلس الأعمال السوري-الروسي، الدكتور إياد محمود حسن، وهو مدير إحدى شركات الاستثمار السياحي في تصريح خاص لـ “سبوتنيك”، إن: “المجتمع الأهلي شريك أساسي للحكومة في مواجهة كافة الأخطار التي يتعرض لها الوطن والنتائج الإنسانية التي تنتج عن تلك الأخطار نظراً لسرعة انتشار وباء كورونا في العالم، وعجز الدول عن احتوائه وعدم قدرة المشافي على استيعاب كافة عدد المصابين، مما يحتم علينا وضع كل إمكاناتنا تحت تصرف المنظومة الصحية هنا في سوريا، التي سجلت أقل الإصابات بفيروس كورونا، لكن يجب استباق أي خطر مفاجئ بخطوات احترازية من شأنها المساهمة في السيطرة على هذا الوباء والحد منه واحتوائه في حال انتشر لا سمح الله”.
حسن: “تأمين أماكن الحجر الصحي هو من أهم الإجراءات التي تساهم في الحد من انتشار الوباء مع الأخذ بعيد الاعتبار واقع مراكز الحجر الصحي الحكومية وأعدادها التي قد لا تتناسب مع أية زيادات محتملة في أعداد الإصابات، فكان لابد لنا أن نضع هذا الفندق المكون من /50/ غرفة و/100/ سرير تحت تصرف الفريق الحكومي المعني بمكافحة الوباء في سوريا لمواجهة هذا الخطر.
ما فائدة الفندق إذا فقدنا الإنسان؟
وتابع رجل الأعمال السوري حديثه قائلاً: “نحن نعلم تماماً بأن وضع الفندق كمركز للحجر الصحي لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا المعدي قد يؤثر تأثيراً سلبياً وكبيراً على استثماره في المستقبل، لكن اليوم نحن نقف أمام خيارين؛ إما المساهمة في الحفاظ على صحة المواطن الذي قدم الكثير لوطنه، والذي هو كان زبوناً محتملاً خلال تاريخ الفندق منذ عشرات السنين ويستحق أن نقدم له هذه الخدمة، وبين أن ننظر للمستقبل بنظرة مادية واستثمارية فقط وهذا خطأ كبير، لأننا نستطيع تعقيم الفندق وتحديثه بعد انتهاء أزمة كورونا، لكننا لن نستطيع تعويض الإنسان، فما فائدة الفندق إذا فقدنا الإنسان”.
فندق مجاني للنازحين السوريين
لم تكون جولة “كورونا” هي المرة الأولى التي ينخرط فيها (فندق البحر) بالمهام الإنسانية، إذ كان عضو مجلس الأعمال السوري الروسي خصصه لاستقبال وإقامة النازحين السوريين خلال سنوات الحرب الماضية.
وعن هذه المبادرة قال حسن: “واجه الوطن خلال السنوات الأخيرة أزمات خطيرة أهمها مواجهة الإرهاب الكوني الذي كان تأثيره كبيراً وارتداداته المباشرة على الشعب واضحة، ومن بين تلك النتائج هو نزوح المواطنين من المناطق التي تعرضت لخطر هذا الإرهاب ممن التجؤوا للمناطق الآمنة التي تسيطر عليها الدولة السورية، وهم أكثر بكثير ممن نزحوا إلى خارج البلاد، فإلى جانب توفير الحكومة الملاجئ والمقرات الخاصة لاستقبالهم كان لابد لنا كرجال أعمال أن نستقبل جزءاً كبيراً من هؤلاء الإخوة السوريين ولعدة سنوات وتسهيل إقامتهم مجاناً وتقديم العون لهم، وخصوصاً أنهم تركوا منازلهم بشكل مفاجئ، ومنهم من خرج بلباسه فقط، فكان لا بد لنا أن نخصص أحد فنادقنا ليكون مكاناً مناسباً لهم”.
صندوق للأزمات؟
وعن الدور المأمول لرجال الأعمال السوريين في التصدي لجائحة كورونا قال حسن: “لطالما كان هنالك رجال أعمال تحلوا بالمسؤولية الوطنية وساهموا مساهمة إيجابية في الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا، ولكنني أرى بأنها مساهمات متواضعة وغير ممنهجة وليست بالمستوى المطلوب أمام ما قدمه الوطن لهم من فرص وتسهيلات كان لها الدور الكبير في زيادة ثرواتهم وأرباحهم وعلى مدى سنوات، فالجميع في هكذا ظروف يجب أن يبادر إلى رد الجميل، وهنا أقترح أن تأسيس صندوق رسمي محدد خاص بالأزمات يمكن الاعتماد عليه في هكذا حالات إنسانية طارئة”.
السياحة في سوريا ستبهر العالم
وعن رؤيته لآفاق قطاع السياحة في سوريا بعد انتهاء الحرب وانحسار أزمة كورونا قال حسن وهو عضو غرفة سياحة طرطوس: “لقد أثبت التاريخ أن سوريا لطالما كانت أرضاً خصبة وبيئة مواتية للاستثمار السياحي وغيره لما تمتاز به من طبيعة استثنائية قل نظيرها في العالم بأسره، فليس هناك بلد في العالم يمتاز بما تمتاز به سوريا الأرض والجبل والبحر وأوابد أثرية انبثقت منها أولى حضارات العالم، وسوريا أيضاً تشكل مقصداً دينياً لملايين السياح في العالم، ومن هنا ورغم الإرهاب الذي تعرضت له طيلة سنوات الحرب ستظل في طليعة المقاصد السياحية في العالم، وسنشهد بعد إعلان النصر المبين تدفق ملايين السياح والزائرين الذين ملأهم الشوق لزيارتها، لغناها بكل ما ذكرناه ولانخفاض أسعار الخدمات فيها في ظل الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها دول العالم بأسره، ونأمل من وزارة السياحة والمعنيين بهذا الملف وضع خطة عمل لكي نكون جاهزين للنهوض بالسياحة في سوريا إلى المستوى الذي يتناسب مع مكانتها الحضارية وإمكاناتها الكبيرة”.
وتعد مدينة طرطوس مقصداً سياحياً وصناعياً وتجارياً هاماً، وقد استقبلت خلال سنوات الحرب مئات الألوف من النازحين السوريين من محافظات عدة، وتقيم فيها جالية روسية كبيرة، نظراً لعمق العلاقات التاريخية العريقة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين منذ عقود طويلة من الزمن، وتحظى باهتمام كبير من قبل شركات الاستثمار السورية والعربية والعالمية.
مسلسل مصري تنبأ بكورونا قبل 24 عاماً؟.. وهذه إجراءات الوقاية (فيديو)
شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك