عائلة ليم… قوى سرية عالمية انهارت بسبب كورونا
اعترف نجل المستثمر الأسطوري المؤسس لشركة “هين ليونغ” السنغافورية لتجارة النفط، بمحاولة إخفاء 800 مليون دولار من الخسائر المتراكمة في تداول عقود التسليم الآجل للنفط، مما يشير إلى وجود فجوة أكبر بكثير مما كان يعتقد في ميزانية الشركة.
ووفقًا لوكالة “بلومبيرغ”، فإن “هين ليونغ” تعد واحدة من أكبر القوى وأكثرها سرية لتجارة النفط في العالم، وتسبب انهيار أسعار النفط في تداعيات سلبية على الشركة، مع تفشي فيروس كورونا العالمي والخلافات بين المنتجين، الأمر الذي ينذر بسقوط الشركة.
وبحسب مصادر مطلعة، قال، ليم تشي مينغ، الابن الوحيد لليم أون كوين، إن الشركة باعت ملايين البراميل من المنتجات المكررة التي كانت تستخدمها كضمان لتأمين القروض التي حصلت عليها من البنوك.
ونتيجة لذلك، تواجه الشركة نقصًا كبيرًا في مخزونات النفط التي تمتلكها والمخزونات التي تعهدت بها البنوك. وهذا يعني خسائر فادحة للبنوك التي زودت “هين ليونغ” بمليارات القروض حيث أن الضمانات التي يعتقدون أنها تملكها كضمان ليست موجودة.
المشكلة التي تتعرض لها الشركة، هي الأحدث في سلسلة الأزمات التي تضرب تجارة السلع في سنغافورة، والتي تعد أحد أكبر المراكز العالمية لهذا المجال إلى جانب جنيف ولندن وهيوستن.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، شهدت المدينة انهيار اسمين كبيرين آخرين في الصناعة، هما “Noble Group” و”Agritrade”، واللتان اعتبرتا تاجرين متلاعبين وسجلتا خسائر بالملايين.
قال الابن، المعروف أيضًا باسم إيفان ليم
إنه لم يكن على دراية بالسبب وراء الخسائر التي تكبدتها الشركة على مدار عدة سنوات، وأصدر والده تعليمات إلى إدارة الشؤون المالية في بحذفها من بياناتها المالية.
تقدمت شركتا “هين ليونغ” و”أوشن تانكرز” – مملوكتان لعائلة ليم وحدها – بطلب للمحكمة للحماية من الدائنين، في ظل عدم قدرتها على سداد ديونها. أعلنت “هين” بلوغ حجم الملكية الإيجابية (الممولة من الديون) 4.56 مليار دولار، وسجلت 78 مليون دولار صافي أرباح في الفترة المنتهية بانقضاء أكتوبر/ تشرين الأول.
هزت الضائقة المالية للشركة مجتمع التجارة المترابط بإحكام في سنغافورة. إنها تثير التكهنات بأن الشركات المملوكة للقطاع الخاص يمكن أن تكون أحدث ضحايا الانهيار التاريخي في أسعار النفط الناجم عن فيروس كورونا.
أخبرت الشركة دائنيها هذا الشهر أن إجمالي الالتزامات عليها بلغ 4.05 مليار دولار حتى أوائل أبريل/ نيسان، في حين أن الأصول كانت 714 مليون دولار فقط، ما يعني أن هناك فجوة بالميزانية قدرها 3.34 مليار دولار، وفقًا للوثائق التي حصلت عليها “بلومبيرغ”.
كما أبلغت الشركة الدائنين أن مخزونها من المنتجات النفطية يبلغ 141 مليون دولار فقط، مقارنة بـ 1.28 مليار دولار التي أعلنتها في بيانها الصادر بتاريخ أكتوبر/ تشرين الأول 2019، ولم يكن لديها سوى 50 مليون دولار من النقدية هذا الشهر، مقارنة بـ461 مليون.
قال نجل ليم إن والده باع جزءًا كبيرًا من مخزون الشركة النفطي، حتى رغم التعهد به كضمان لقروض البنوك، ونتيجة لذلك، قال إن هناك نقصًا كبيرًا في مخزونات النفط بما تم التعهد به للبنوك لتأمين خطوط الائتمان.
وفقًا للمصادر، فإن الأب ليم أون كوين قرر الاستقالة من جميع الأدوار التنفيذية في الشركة والشركات المرتبطة بها منذ 17 أبريل/ نيسان.
تأسست “هين ليونغ” عام 1963 ونمت لتصبح واحدة من أكبر موردي وقود السفن في آسيا، فيما تمتلك شركة “أوشن تانكرز” أسطولًا من أكثر من 100 ناقلة نفط بأحجام مختلفة.