الجمعة , مارس 29 2024
غادة مردم بيك

غادة مردم بيك.. تعرفوا على أول مخرجة سوريَّة

غادة مردم بيك.. تعرفوا على أول مخرجة سوريَّة

شام تايمز

كان عمرها 20 عاماً، حين عملت “غادة مردم بيك” في برنامج “البيت السعيد” اليومي على التلفزيون السوري عام 1960 فكانت أول مخرجة سورية، عرفتها البلاد.

شام تايمز

«لغتها عربية أصيلة وتجيد معها الفرنسية إنها تعمل مساعدة للبرامج وهي مسؤولة عن إعداد البرنامج اليومي وتوقيت فقراته وإدخال التعديلات الطارئة عليه، وهي تقبل على عملها بحماس يدفعها في كثير من الأحيان الى معاونة زميلاتها وزملائها في أي عمل يسند إليها وفي “البيت السعيد” تقوم بتقديم بعض ألوان الطعام وبعض المنتجات التي يمكن لربة البيت صنعها وهي سعيدة بالدور الذي تقوم به لأنها تؤمن بأن العمل التلفزيوني يكمل بعضه بعضاً».

هكذا عرفت المجلات المصرية بـ”غادة مردم بك” في الأسابيع الأولى من انطلاق التلفزيون السوري، فقد كان برنامج “البيت السعيد” وهو من إعداد وتقديم السيدة “نادية الغزي” محبوباً لدى الجمهور في “مصر” ويذاع في اليوم التالي من إذاعته في “سوريا”.

قبل يوم واحد من انطلاق التلفزيون السوري عام 1960 انضمت “مردم بيك” إلى الفريق وكانت الأصغر سناً وعن لحظة الانطلاق تقول في حوار مع جريدة الوطن: «كنا في غرفة المراقبة وعندما قالوا هنا… تلفزيون “دمشق” كانت لحظة رهيبة لا يمكنني وصفها وحتى الآن كلما أذكرها يقشعر بدني».

تعد “مردم بك” أول مخرجة في التلفزيون السوري وقد تدرجت من إعداد البرامج إلى مساعدة مخرج في نشرات الأخبار ثم الإخراج الذي وجهها إليه الدكتور “صباح قباني” مؤسس ومدير التلفزيون وسافرت بعدها في دورة تدريبية إلى ميونيخ الألمانية.

لم تحب”غادة” النشرات الإخبارية فهي لا تمتلك مزاجاً للسياسة وهذا مادفعها لتركها متجهه نحو البرامج الثقافية والمسابقات وبرامج الأطفال ومن أبرز برامجها،”البيت السعيد” لفترة قصيرة، “مجلة التلفزيون”، “نصف ساعة من وقتك”، “استديو 2 “، “أسود وأبيض”، “أبراج”، “فكر واربح”، “الحظ وشيء آخر”، و”سؤال عالماشي”وآخر ماقامت بإخراجه قبل تقاعدها برنامج الأطفال “صبيان وبنات” 2005.

عندما سئلت في ذات الحوار الصحفي عن مواليدها اللبنانية أجابت: «أنا من مواليد “بيروت”، ولكنني تربيت في “دمشق” وعشت وكبرت وحياتي كلّها فيها، فأبي سوري وأمي لبنانية عشت في “الشام” ودرست وتزوجت وأنجبت وعملت في الشام ، وبالتالي الشام… حبيبتي، كنا نعيش في منطقة “بستان الرئيس” إلى حين بلوغي عشر سنوات، وهذه المنطقة كانت قريبة من “الجسر الأبيض” وكانت معظمها عبارة عن بساتين وحتى كان هناك نهر وهو غير النهر الموجود في الوقت الحالي، ثم في عام 1951 انتقلنا إلى “المالكي”».

يوم وفاة السفير الأسبق ومدير التلفزيون الأسبق أيضاً “صباح قباني” في العام 2015 كتبت “مردم بك” في صفحتها الشخصية على موقع الفيسبوك ترثيه قائلة: «بالنسبة لنا كان “الدكتور صباح” مدير التلفزيون، شاب أنيق يسير بهدوء له إبتسامة لا تفارق وجهه وتراها حتى في عينيه، أول مادخلت مبنى التلفزيون – وكان في “الأزبكية” – أدخلني غرفة فيها طاولتين يجلس على واحدة منها شاب خاطبه باسم “عادل” قال له: “هالصبية بعهدتك علمها” وتركني مع المذيع الكبير “عادل خياطة” رحمه الله من يومها بخاف منه ليش ما بعرف وبحسب له مية حساب».

تستذكر “مردم بك” في منشورها أحد الصدف، فتقول: «كان “عادل خياطة” الله يرحمه عامل مشكلة ويرفض إخراج مجلة التلفزيون ناداني وقال لي”انتي راح تخرجيها” وقفت ثانية وقلت له ما بقدر مابعرف وكأنه فهم عليي أنا ما كنت بدي اشتغلها وفاء لمدربي ومعلمي “عادل”».

المخرجة السورية تابعت الحديث عن “قباني” وكيف كان يتعامل مع موظفيه، تصف الوضع قائلة: «كان ورانا بكل شاردة وواردة مرة كنت عم اشتغل برنامج للأطفال من سيارة النقل ودق التلفون وإذ أسمعه يقول لي “تسلم ايدك على هاللقطة اللي أخدتيها حلوة كتير”، طار عقلي من الفرح وحسيت حالي ملكت الدنيا كان يراقبنا ويثني علينا ويعاقبنا راحت أيام وجاءت أيام وأصبحنا أنا وهو أصحاب وذهب مني الخوف وتبدل بمحبة».

كُرمت “مردم بك” في العام 2010 خلال احتفالية مرور 50 عاماً على انطلاق التلفزيون السوري، لتكون إحدى الشخصيات القلائل التي حظيت بتكريم ما قبل وفاتها.

“غادة مردم بك” التي توفيت في دمشق شهر آب عام 2017 عن عمر ناهز الـ75 عاماً، ولدت في بيروت عام 1941 وهي تنتمي إلى أسرة دمشقية عريقة، تزوجت من المحامي “غازي الغزي” شقيق الكاتبة والمذيعة “نادية الغزي” وابن رئيس وزراء “سوريا” الأسبق “سعيد الغزي”، ولهما ولدين “راوية وسعيد”.

سناك سوري

اقرأ ايضا: بسبب عملها من المنزل مراسلة تقع في موقف محرج.. زوجها يظهر من غير هدوم!

شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك

شام تايمز
شام تايمز