كورونا: مخاوف من موجة ثانية من الفيروس
حذر مدير مركز مكافحة الأمراض والوقايةفي الولايات المتحدة الأمريكية من موجة ثانية من وباء كورونا، وتوقع أن تضرب الولايات المتحدة في الشتاء القادم، ويمكن أن تكون هذه الموجة أقوى مقارنة بالأولى لأنه من المحتمل أن تصل مع بدء موسم الإنفلونزا.
وقال روبرت ريدفيلد لصحيفة الواشنطن بوست خلال مقابلة أجرتها معه “هناك احتمال أن يكون هجوم الفيروس على أمتنا في الشتاء القادم أصعب، في الواقع، بكثير من الهجوم الأول الذي تعرضنا إليه للتو”.
وفي ظل التضاؤل التدريجي لتفشي الوباء حاليا، كما هو مبين في تدني معدلات القبول في المستشفيات ومؤشرات أخرى، فإن السلطات تحتاج إلى الاستعداد لاحتمال تفشي الوباء من جديد في الشهور المقبلة.
وقال “سنشهد وباء الإنفلونزا ووباء فيروس الكورونا في الوقت ذاته. والوباءان معا سيضعان ضغوطا أشد على النظام الصحي للأمة الأمريكية مقارنة بتفشي الوباء لأول مرة”.
وظهر الفيروس، الذي يُسبب مرضا مُعديا بشدة وأزمة تنفس من المحتمل أن تكون مميتة تسمى كوفيد-19، في أواخر السنة الماضية في وسط الصين. وتم تشخيص أول إصابة معروفة في الولايات المتحدة، ناجمة عن حالة سفر، يوم 20 يناير/كانون الثاني في ولاية واشنطن بالشمال الغربي قرب مدينة سياتيل.
ومنذ ذلك الحين، أثبتت الفحوصات أن حاملي الفيروس في الولايات المتحدة وصلوا إلى نحو 810000 شخص، بينما تجاوزت الوفيات جراء الوباء 45000 شخصاً.
وعزا ريدفيلد وسلطات الصحة العامة الأخرى الفضل في الانخفاض الكبير لعدد الإصابات والوفيات إلى التقيد بأوامر البقاء في المنازل وإغلاق الأعمال والمدارس أبوابها على نطاق واسع في مختلف أنحاء البلد؛ الأمر الذي أدى إلى إبطاء وتيرة انتشار الإصابات.
لكن القيود خنقت أيضا التجارة في الولايات المتحدة وتسببت في بطالة 22 مليون شخص على الأقل خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
وأكد ريدفيلد على أهمية دور الأفراد في الاستمرار في ممارسة التباعد الاجتماعي بين شخص وآخر في ظل تخفيف الإغلاق العام بشكل تدريجي.
وقال إن سلطات الصحة العامة يجب، في الوقت ذاته، أن تكثف من وتيرة الفحص بهدف التعرف على المصابين وتحديد الأشخاص المقربين منهم الذين تفاعلوا معهم من خلال تعقب المتصلين بهم.
وقال في معرض رده على سؤال بشأن كثرة الاحتجاجات في الشوارع بشأن التقيد بأوامر البقاء في المنازل والدعوات الموجهة للولايات حتى “تتحرر” من هذه القيود – مثلما أوصى الرئيس دونالد ترامب على تويتر- لصحيفة الواشنطن بوست هذا ليس أمرا مساعدا”.
ويطرح بناء شبكة على الصعيد الوطني لتعقب المتصلين بالشخص المُصاب، وهو عامل رئيسي لمنع الحالات التي تم تشخيصها مؤخرا من التحول إلى وباء واسع الانتشار، تحديا كبيرا لأن هذا يتطلب جهودا بشرية مكثفة، تنضوي في إطار قوة عمل تفيد بعض التقديرات أن تعدادها سيبلغ نحو 300000 شخص.
وقال ريدفيلد إن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها ستناقش مع مسؤولي الولايات إمكانية ضم وتدريب عاملين من مكتب الإحصاء الأمريكي، وتجنيد متطوعين من منظمة فيلق السلام (Peace Corps) وبرنامج الفيلق الأمريكي (AmeriCorps)، بهدف توفير قوة عمل جديدة متخصصة في تعقب الأشخاص الذين احتكوا بالمُصاب.