ما الذي تجنيه الولايات المتحدة من الحملة على سوريا في موضوع فيروس كورونا؟
أعلنت هيئة التنسيق السورية الروسية بأن وثيقة الأمم المتحدة المقترحة حول عدم قدرة سوريا على التصدي لجائحة كورونا، إنما هي ضمن حملة أمريكية تشن على الحكومة السورية.
وعلى الرغم من أن أعداد الإصابات في سوريا لا تزال صغيرة مقارنة بغيرها من الدول، إلا أن أمريكا تحذر من انتشار الوباء بنطاق كارثي، خصوصا في حال عدم إطلاق سجناء من بينهم أمريكيون.
الهدف من هذه الحملة
الرئيس السوري بشار الأسد كان قد نوه إلى أن فيروس كورونا قد أظهر فشل الأنظمة الغربية ولا أخلاقيتها، أثناء لقائه مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في الوقت الذي تحاول الحكومة الأمريكية تشويه سمعة الدولة السورية، وهو ما عبر عنه عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي في حديث مع وكالة “سبوتنيك”، والذي يقول: “كعادتها الولايات المتحدة الأمريكية تحاول استثمار أي شيء، وإثارة المجتمع الدولي والأمريكي تجاه كل أعدائها”. ويتابع: “لذلك هي تستثمر حتى جائحة كورونا، والهدف الأساسي من ذلك هو تشويه الدولة السورية، التي استطاعت وأثبتت حتى الآن بتميز في تطبيق نظام الحجر الصحي على المواطنين السوريين، بالإضافة إلى تعاونهم ومحبتهم لدولتهم، ولذلك حتى الآن لا توجد في سوريا سوى 49 إصابة”.
ويكمل الحاج علي: “بالتالي هذا العدد المنخفض يؤشر إلى عدم وجود انتشار وبائي في سوريا، وإنما هؤلاء المصابون هم وافدون من خارج القطر، لذلك الدولة السورية تتعامل معهم في مراكز الحجر والعزل الصحي، وتقدم لهم العلاج اللازم”.
ويضيف الحاج علي: “هذه الصورة تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن يراها العالم كما هي، وهي أيضا تخفي تميز روسيا وإيران في التعامل مع هذا المرض، ومحاولتهم لإيجاد لقاح لهذا المرض، وتوزيعه على العالم مجانا، ومحاولة تشويه ذلك”.
ويشير البرلماني السوري إلى حديث الرئيس الأمريكي حول بيع المساعدات إلى العالم، ويقول: أما على الطرف الآخر كان ترامب يقول إذا أرادت أوروبا أو أي بلد آخر أن نساعدها فعليها أن تدفع لنا، ولن نقدم خدمات مجانية لأي أحد، علما أن هذا الفيروس أكثر انتشارا في أمريكا، ولكن أمريكا تسيس كل شيء وتستثمره في السياسة لكل من يعادي سياساتها في المنطقة وخاصة سوريا”.
شفافية ووضوح
لم تتجاوز الإصابات في سوريا 42 إصابة حتى الآن، وتتخذ الحكومة السورية كافة الإجراءات التي يمكن أن تحد من هذا الانتشار، وهو ما يشرحه البرلماني السوري الحاج علي، ويقول: “سوريا لا تخفي أعداد المصابين في البلاد، وهناك تحديث يومي لهذه الأعداد، وهناك أيضا فريق حكومي من عدة وزارات خصص من أجل مكافحة فيروس كورونا، وهذا الفريق يجتمع يوميا في الساعة الثالثة ظهرا، ويقوم بعرض كافة الأرقام من إصابات ووفيات وحالات الشفاء.
ويكمل البرلماني السوري: “وزارة الصحة قامت بنشر فرق تقصي في كافة مناطقة الجمهورية العربية السورية، وتقوم هذه الفرق بالبحث عن أي حالات جديدة، وعندما يكون هناك اشتباه بأي حالة تقوم الدولة السورية فورا باتخاذ إجراءات العزل والحجر الصحي، وأخذ عينات من أجل فحصها”.
ويضيف عضو مجلس الشعب: حتى الآن لا توجد إصابات سوى في دمشق وريفها، ويتم أخذ عينات باستمرار، فعلى سبيل المثال في منطقة السيدة زينب تم أخذ أكثر من 4 آلاف عينة والنتائج ظهرت سلبية، فأمريكا تحاول التأثير على سمعة وصورة سوريا، لأنها كانت من الدول الثمانية التي طالبت الأمم المتحدة بأن ترفع أمريكا العقوبات عنها”.
ويواصل الحاج علي: “لأن هذه العقوبات تشمل القطاع الصحي، وسوريا من الدول المعاقبة صحيا بموجب قرارات جائرة من أمريكا، وبسبب قانون (سيزر) وغيره تمنع السوريين حتى من الحصول حتى على الخيوط الطبية الجراحية، والتي تعتبر أساس أي عمل جراحي”.
رد سياسي
يرى عضو مجلس الشعب أن هذه الحملة الأمريكية إنما هي رد سياسي على الحكومة السورية، ويوضح ذلك بقوله: “تعتمد الحكومة السورية على حلفائها في القطاع السوري، والذي يعتبر قويا في سوريا رغم الحرب والعدوان والخسائر التي تعرض لها إلا أنه مستمر، وأمريكا تحاول إخفاء صورة الشيطان الموجودة في داخلها، فهي تمنع الأجهزة المتطورة الحديثة عن سوريا، كما تمنع حليب الأطفال والأدوية الأساسية الأجنبية”.
ويختتم البرلماني السوري حديثه: “لذلك هي تحاول أن تقوم برد سياسي على العمل الذي كانت سوريا جزء منه بمطالبة الأمم المتحدة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع العقوبات عن سوريا، لكن بكل تأكيد إن كانت هناك حالات في سوريا لن نخفيها، ونحن سنتعامل معها بحرفية، وأعتقد أننا قطعنا فترة الحضانة الثانية، أعتقد أن سوريا ستكون قريبا خالية من وباء كورونا”.
اقرأ أيضا: النفوذ الأميركي في سوريا يتراجع
شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك