الجمعة , نوفمبر 22 2024

هل تمت صناعة فيروس كورونا مخبرياً؟

هل تمت صناعة فيروس كورونا مخبرياً؟

د. وجيه ريان
قبل بضعة أيام وفي مقابلة تلفزيونيّة مع احدى المحطات الفرنسيّة، أعلن الأستاذ الفرنسي المتقاعد، الدكتور لوك مونتانيى وهو أحد الحائزين على جائزة نوبل للعلوم الطبية لسنة 2008, ان هذا الكورونا المُستجد معمول في مختبر الابحاث الميكروبية الموجود في مدينة اوهان الصينيّة.
واضاف: ان هذا الفيروس الكوروني المُستجد يحتوي على عدة رباعيات من الحوامض النووية حيث ان ترتيبها يتشابه تماماً مع جزيئيات موجودة في شريط فيروس مسبب نقص المناعة ـ الايدزـ.
وفي سياق هذا البيان سرعان ما صدرت الانتقادات اللاذعة المنبثقة خاصةً من علماء فرنسيين مختصين بهذا المجال. وهي مواقف مخالفة تماماً لما اتى به عالم الايدز الأستاذ لوك مونتانيى.
لم تكن ان تحدث هذه الزوبعة الإعلامية لولا اتصال دكتور علم الرياضيّات البيولوجية السيد جان ـ كلود بيريز مع الدكتور مونتانيى حيث اتفقا معاً لأجراء مقارنة احصائيّة بين شيفرة الكورونا المُستجد وفايروس الايدز. وفي نهاية الامر قام الاستاذ المتقاعد مونتانيى وبناء على طلبه، بالتحدث علنياً بنتائج أبحاثهما. وكما اشرت أعلاه أعلن الأستاذ مونتانيى ان هذا الفيروس هو انتاج محلّي في مدينة اوهان الصينية، ومكون من فيروس الكورونا المعروف باسم سارس الممزوج مع فيروس الايدز. وأردف: ربما صنعوا هذا المزيج للتجهيز لعمل تلقيح مضاد لفيروس الايدز.
وقد أجاب أستاذ الامراض المعدية في جامعة قرينوبل الفرنسية الدكتور جان ـ بول ستاهل ان ما صرّح به مونتاني يخلو من أي قيمة علميّة حيث انّ الشيفرة الخاصة في الكورونا المُستجد لا تحتوي على أي جزء ذات اهميّة مشابه وموجود في شيفرة فيروس الايدز. وأضاف انه من غير المنطق ان يستعمل العلماء فيروس فتّاك مثل الكورونا لإنتاج تلقيح لفيروس الايدز. اما رئيس قسم معهد الوراثة البشرية الدكتور منصف بنكيران وايضاً كما اعلن أستاذ الجنيهات باللغة الإنجليزية الدكتور تريفور بدفورد قد بينا ان وجود بعض الكلمات القصيرة المتشابهة في كلا الشيفرتين لا يدل على تشابه الفيروسين. وقد ادلى الكثير من هؤلاء العلماء بآراء مماثلة، مثال الأستاذة في علم الفيروسات لوسي اتيان من كلية الصيدلة بجامعة ليون وايضاً الدكتورة آن قوفّارد أستاذة علم الفيروس في جامعة ليل. وفي نفس الإطار بين الأستاذ اوليفر شوارتس رئيس قسم الفيروس والمناعة في معهد باستير الشهير في باريس انه عندما تقارن مقال مكون من 30000 حرف مع آخر بنفس الحجم فلا بد ان تقع بعض الكلمات المتشابهة. هذا لا يعني ان المقالين متشابهان او مندمجان. كما قامت المجلّات العلمية مثال (نيتشر) و(سل) بنثر مقالات مماثلة. والأهم من هذا ان علماء الفيلوجيني (أصل الكائن) بينوا ان فيروس الكورونا المُستجد ليس له علاقة اصولية بفيروس الايدز. وأخيرا بيّنت مجلّة نيتشر ان مختبر اوهان للعلوم الفيروسية لم يمارس أي بحوثات بخصوص فيروس الايدز، وأضافت انه مختبر آمن وموثوق به.
وتشير الأوساط العلمية ان الأستاذ لوك منتانيى قد مر بمراحل علمية حرجة حيث ان أفكاره في العدّيد من المواضيع معارضة لأفكار زملائه. فعلى سبيل المثال اتى بنظرية شديدة الغموض تدلي بان الحامض النووي يعطي تلقائياً موجات كهربائيّة وبنظرية أخرى بخصوص الأغذية والمناعة وكذلك بما يتعلّق بنظرية ذكاء الماء. ولهذا اُجبر وربما انه فضّل الابتعاد عن معارفه. فترك فرنسا وذهب ليعمل كمدير مختبر في مدينة شنقاي الصينية. ومن هناك ابدى بنظرية جديدة بالاشتراك مع باحث آخر بخصوص مساوئ التلقيح على الانسان.
بعد ان اطلعت على كل هذه المعلومات، يصعب على ان لا أبدى برأي كباحث سابق في مجال هندسة الجينات الميكروبية في جامعة لوفان الكاثوليكية بان فيروس كورونا المستجد ليس له أي علاقة بفيروس الايدز. وهذا ايضاً ما ادلى به مؤخراً علماء الفيروسات البلجيكيون على شاشة التلفزيون البلجيكي الرسمي. علاوة على ذلك لا توجد أي علامات بيولوجية هندسية في البنية الوراثية لهذا الفيروس الكوروني لتبيّن ان هذا الفيروس من صنع الانسان وليس من الطبيعة.

رأي اليوم