من حلب… الصناعات السورية تتكيف مع “عصر كورونا”… فيديو وصور
فرض فيروس “كورونا” نفسه بقوة على الصناعات والحرف السورية، دافعا العديد منها خارج نشاطه التقليدي نحو إنتاج سلع جديدة ساهمت مخاوف انتشاره بدفعها إلى قائمة أولويات الاستهلاك في الأسواق المحلية والعالمية.
في حلب، المدينة التي توصف بالعاصمة الصناعية لسوريا، بدت مظاهر التكيف بجلاء في قطاع الصناعات الهندسية والقوالب الصناعية، ما يعكس تكيفا موازيا في المنشآت الكبيرة، نظرا لكون القوالب تعد مدخلا أساسيا ومؤشرا حاسما على تعديل خطوط إنتاجها بما يتناسب وطرح سلع جديدة غير تلك التي كانت تنتجها سابقا.
إن شركته التي كانت تصدر كامل إنتاجها من (العبايات) الشرقية و(القفطان) المغربي، تحولت اليوم بالكامل إلى إنتاج الكمامات ضمن صيغة تعاون مع وزارة الصحة بهدف توفير احتياجات السوق من هذه السلعة بأسعار مناسبة.
ومع تخفيف إجراءات حظر التجوال في سوريا، ومعاودة افتتاح الأسواق أبوابها واستئناف الفعاليات التجارية والمصرفية عملها بنسب كبيرة تصل حتى 80% من نشاطها السابق لفورة “كورونا”، طلبت الحكومة السورية من الفعاليات الاقتصادية الالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية أثناء عملها، الأمر الذي يؤشر إلى أن الطلب على السلع الطبية المتعلقة بالتصدي لفيروس كورونا سيشهد انتعاشا متزايدا يتناسب طرديا مع استمرار عودة المنشآت والمؤسسات الاقتصادية إلى نشاطها.
رئيس منطقة العرقوب الصناعية في حلب، تيسير دركلت، قال : إن “مؤسسته المتخصصة في تصنيع خطوط الإنتاج لمعامل تعبئة وتغليف المواد الغذائية، بات يقتصر عملها حاليا على إنتاج القوالب الصناعية الخاصة بصناعة عبوات المعقمات والكحول وتصنيع الآلات المصنعة للكمامات”.
الشركة التي يمتلكها “دركلت” تتخذ من منطقة العرقوب مقرا لها وهي كانت تصدر خطوط الانتاج إلى 24 دولة عربية وأجنبية قبل الحرب، وبالرغم من أنه لا تتوافر إحصاءات دقيقة حاليا عن عدد شركات التي استبدلت منتجاتها بأخرى جديدة تكيفا مع تبدلات الأسواق جراء “كورونا” في هذه المنطقة الصناعية، إلا أن “دركلت”، يؤكد أن جميع القطاعات الصناعية في المنطقة توجهت إلى منتجات جديدة في سياق التصدي للفيروس، فالصناعات الكيميائية توجهت نحو المطهرات والمعقمات والمنظفات عموما، فيما تحولت الصناعات الهندسية إلى تصميم قوالب العبوات اللازمة للصناعات الطبية.
وتعد منطقة العرقوب الصناعية واحدة من أقدم وأهم المناطق الصناعية بحلب، ولها شهرتها في سورية ودول المنطقة، ومنذ تحريرها من التنظيمات الإرهابية المسلحة عام 2018، استأنف نحو 2000 منشأة عملها في المنطقة.
وكان وزير الصناعة السوري محمد معن جذبة، وهو ابن مدينة حلب، أكد منتصف الشهر الماضي أن:
العمل يتركز حاليا على زيادة إنتاج الشركات المتخصصة في صناعة الكحول والمعقمات والكمامات وغيرها، إلى جانب المنشآت الغذائية لتأمين حاجات المواطنين.
اقرأ المزيد:سفير سورية لدى الهند : لا إصابات في جاليتنا بكورونا وقريباً ستصل طائرة لنقل الراغبين بالعودة
وسبق ذلك تحذير أطلقه رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، فارس الشهابي، مفاده أن “استمرار إغلاق أسواق التصريف في داخل سوريا وخارجها سيكدس الإنتاج وسيعيق قدرة المنشآت الصناعية على الوفاء بالتزاماتها تجاه العمال بسبب الإجراءات المتخذة للوقاية من انتشار فيروس كورونا”.
سبوتنيك