لماذا تكثف إسرائيل من هجماتها على سوريا… وما سر التوقيت؟
تصدت الدفاعات الجوية السورية، مرة أخرى، لعدوان إسرائيلي استهدف بعض مواقع الجيش السوري في ريف حلب الشرقي، في تصعيد ميداني خطير.
وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية، أن الدفاعات الجوية أحبطت هجوما صاروخيا إسرائيليا على مركز أبحاث وقاعدة عسكرية في محافظة حلب بشمال البلاد، في ثاني غارة من نوعها خلال أقل من أسبوع.
الهجمات الإسرائيلية المتكررة، دفعت البعض لطرح عدة تساؤلات بشأن الأسباب التي تدفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها الجوية في سوريا، وسر التوقيت.
عدوان جديد
تصدى سلاح الدفاع الجوي السوري لأهداف هاجمت السماء السورية، وحاولت استهداف أحد المواقع العسكرية في ريف حلب الشرقي.
وقال مصدر أمني سوري، إن “العدوان الإسرائيلي على مواقع عسكرية بريف حلب الشرقي، مساء الاثنين، تم عبر طائرات استخدمت أجواء قاعدة التنف التي تسيطر عليها “قوات الاحتلال الأمريكي”.
وقال المصدر الأمني في تصريح خاص لـ”سبوتنيك”، إن “الطائرات الحربية الإسرائيلية قامت باستخدام أجواء منطقة “التنف” مرورا بأجواء الحدود السورية العراقية، وصولا إلى منطقة الجزيرة السورية شرق نهر الفرات حيث مناطق نفوذ جيش الاحتلال الأمريكي والميلشيات الكردية الخاضعة له”.
وأوضح المصدر، أن “الطائرات الإسرائيلية نفذت العدوان على موقعين عسكريين في ريف حلب الشرقي من أجواء المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الأمريكي شرق الفرات”.
وأشار مصدر أمني رفيع المستوى لـ”سبوتنيك” إلى أن “العمل جار حاليا على تقييم الأضرار الناجمة عن هذا العدوان ولا معلومات عن وقوع أي أضرار بشرية حتى اللحظة”.
دوافع إسرائيلية
الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي والعضو السابق في الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف، قال: “تتقاطع الدوافع الداخلية والخارجية على الأجندة الإسرائيلية لجهة دفعها للاستمرار بالعدوان على سوريا”.
وتابع:
من ناحية يدرك الإسرائيلي جيدًا أنه مع القضاء المرتقب على المجموعات الإرهابية في الشمال، والتي تلقت لحد الآن ضربات قوية جداً، سيتم ترميم جزء هام من ميزان الردع السوري تجاه إسرائيل.
وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “من هنا يظهر أن هناك تخادمًا مؤكدًا بين الإسرائيليين والمجموعات الإرهابية، وهذا الأمر لا يقتصر على تزويدهم بشكل مباشر بالسلاح كما اعترف الرئيس السابق للأركان الإسرائيلية، وبيقين إسرائيلي أن الحفاظ على الإرهاب في المنطقة الشمالية، وعلى النزعة الانعزالية في الشمال الشرقي هو آخر ما يمتلكه من أوراق في مشروع إفشال الدولة السورية”.
وتابع: “لذلك نجد أن اعتداءات إسرائيل تمتد إلى الشمال عند تخوم المواجهة السورية مع الإرهابيين، وليس في مكان يتعلق بمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، أو بتسليح المقاومة اللبنانية في لبنان، فالمسعى الإسرائيلي يهدف إلى تقويض الجهد العسكري السوري في مواجهة الإرهاب من جهة، والى انتهاز فرصة ما تبقى من مدة زمنية تسبق عودة موازين الردع المتبادل إلى ما كانت عليه ما قبل عام 2011”.
أجندة داخلية
أما فيما يخص الأجندة الداخلية الإسرائيلية – والكلام ما زال على لسان دنورة- فنتنياهو المضطرب ما بين احتمالات منعه من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية من شغل منصب رئيس الوزراء، واحتمالات الذهاب لانتخابات رابعة، وسيف المحاكمة المسلط على رقبته، يسعى إلى تصدير أزمته السياسية ومعها أزمة الليكود الذي يتزعمه إلى الخارج بصورة مواجهة عسكرية.
وأكمل: “إنه يدرك، وتدرك الدولة المستمرة في الكيان ممثلة بالاستخبارات والجيش، أن تأثير هذه الغارات على ترميم وتعزيز القدرات الاستراتيجية للجيش السوري وللمقاومة هو تأثير محدود للغاية، ولكنه في جميع الأحوال يستبعد أن يحظى بالذريعة التي يريدها للذهاب إلى مواجهة كبيرة لأن الأطراف المقابلة له تدرك أنه في وضع حرج داخليًا ولن تمد له خشبة الخلاص، بل تدرك أن التوقيت المناسب لأي مواجهة يجب أن لا يكون مفروضًا بالاستفزاز من قبل الإسرائيلي”.
سر التوقيت
من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن “تقارير كثيرة تشير إلى تحول دراماتيكي في العلاقة بين الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه، وذلك من خلال الاتفاق على الانتقال السلمي للحكم في سوريا بتشكيل حكومة مؤقتة وتعيين رئيس جديدة حتى إجراء الانتخابات”.
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”، أن “إسرائيل تستغل هذه الظروف بشكل جيد، وتزيد من هجماتها على سوريا، لتفرض نفسها على طاولة الاتفاق الدولي حول سوريا، ولتكون طرفًا فيها وتقرر معهم مستقبل سوريا”.
وتابع: “إضافة لاستغلال إسرائيل انشغال حزب الله بما يحدث في لبنان والذي يشكل ضغطاً مباشرًا على الحزب ومستقبله السياسي، ترى إسرائيل أن هذه فرصة لضرب أي مخزن أسلحة أو مركز أمني لحزب الله وإيران”.
ومضى قائلًا:
لمصلحة إسرائيل أن يكون جيرانها ضعفاء لتفرض ما تريد، وقصفها هو ضمان لعدم سيطرة أي قوة عسكرية على أسلحة ستمثل خطرًا علىيها في المستقبل خاصة إذا انهار النظام السوري.
كانت الدفاعات الجوية السورية، قد تصدت فجر الاثنين 27 أبريل/ نيسان، لأهداف إسرائيلية في سماء محيط العاصمة دمشق.
وقال مراسل “سبوتنيك” في سوريا – وقتها، إن المضادات الجوية السورية أطلقت عددا من صواريخ أرض – جو اعترضت هجوما صاروخيا إسرائيليا في ريف دمشق الجنوبي.
اقرأ أيضا: مصدر أمني سوري يكشف من أين أتت الطائرات الإسرائيلية التي قصفت ريف حلب أمس
شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك