الجمعة , نوفمبر 22 2024
قطاع تربية الدواجن يستغيث.. تجار العلف يتحكمون بالأسعار ومربون يقتلون الصيصان

قطاع تربية الدواجن يستغيث.. تجار العلف يتحكمون بالأسعار ومربون يقتلون الصيصان

قطاع تربية الدواجن يستغيث.. تجار العلف يتحكمون بالأسعار ومربون يقتلون الصيصان

على إيقاع الارتفاع الجنوني وغير المبرر في أسعار العلف, وغياب محاسبة المحتكرين، أصبحت خسارة مربي الدواجن بالجملة حيث تقدر الخسارة ب300 ليرة في الكيلو , ليصبحوا مجبرين أمام خيارين أحلاهما مر

فأما أن يقوم المربي بمواصلة تربية الصوص وخسارة 300 ليرة بالكيلو, وإما قتل الفقسات الجديدة وخسارة 200 ليرة, انطلاقاً من “حسبة” أن خسارة 200 أهون من خسارة 300 ليرة.

المثير, أن الحديث عن خسارة مربي الدواجن ليس خبر اليوم ولا الأمس, وإنما وجع متجدد منذ عدة أعوام عندما بدأت أسعار العلف بالارتفاع وارتفعت معها كل مستلزمات الإنتاج ليطير الفروج الحي عالياّ ما بين 1500- 1900 ليرة للكيلو, وهو لا يزال في مكانه بسبب انكفاء الطلب أمام غلاء العرض.

ومع انقضاء أكثر من ثلثي شهر رمضان المبارك، شهدت أسواق المحافظات السورية ارتفاعاً في أسعار الفروج ليغدو عصياً على موائد إفطار ذوي الدخل المحدود و”المعترين” الذين كانوا يلوذون إليه بديلاً عن اللحم الأحمر الذي ودّع موائدهم منذ وقت طويل بسبب ارتفاع أسعاره.

وبالتوازي مع حسرة المواطنين, رفع مربو الدواجن العشرة أمام ارتفاع سعر العلف إلى الحد الذي باتت معه عملية التربية مستحيلة خاصة بالنسبة للمربين الصغار الذين لا قدرة لهم على تحمل تقلبات أسعار السوق.

في البحث عن مبررات ارتفاع سعر الفروج, يقول أكثم، صاحب مدجنة: “نضع تسعيرة كيلو الفروج على أساس ارتفاع تسعيرة الأعلاف، مع وضع هامش إضافي تحسباً لارتفاع السعر في وقت لاحق, خاصة أنه وصل سعر كيلو العلف في السوق إلى 500 ليرة سورية، وتوقفت معامل إنتاج أعلاف الدواجن عن بيع العلف للمربين، ما أدى إلى كساد في سوق الصيصان”.

وأضاف: “نتيجة لذلك انخفض سعر الصوص إلى 50 ليرة ، في حين أن تكلفته على مربي الأمهات تصل إلى 300 ليرة ، ولتلافي الخسائر الكبيرة اضطر المربي إلى ذبح أمهات الفروج مما احدث خلل في السوق ونقص في الكميات وبالتالي ارتفاع بسعر الفروج الحي”.

منذ بداية العام الحالي, توقع خبراء في قطاع تربية الدواجن ارتفاعها بشكل جنوبي بسبب توقف الإنتاج عند نسبة كبيرة من صغار مربي الدواجن واضطراب الإنتاج عند كبار المربين, فارتفاع تكاليف الإنتاج يقابله انخفاض حاد في حجم العائدات

ومع توقف العديد من مربي صيصان التفقيس عن توريد منتجات منشآتهم من الصيصان إلى المحافظات الأخرى أدى إلى خسائر كبيرة لحقت بالمربين نتيجة نفوق الآلاف من تلك الصيصان ما هدد قطاع الدواجن بالإفلاس وأجبر المربين الذين لا يستطيعون تحمل الخسارة على الخروج من ميدان العمل.

كل من يعمل في مجال تربية الدواجن وتجارتها، أكد أن التسعير يتم بشكل أساسي من قبل التجار وأصحاب معامل الأعلاف والبيض والأمهات, وفي المقلب الآخر يقف مربو الدواجن من أصحاب المداجن العاديين موقف المغلوب على أمره دائماً في أي شيء.

نادر، أحد مربي الدواجن، قال لتلفزيون الخبر: “رغم ارتفاع سعر الفروج في السوق, إلا أننا خسرانين بكل كيلو نحو 300 ليرة, والسبب هو غلاء العلف بشكل جنوني وغير مبرر, وخاصة الذرة وكسبة الصويا”.

وأضاف: “التاجر احتكر مادة الذرة عندما كانت متوفرة في مؤسسة الأعلاف, وعندما فرغت من المؤسسة بدأ بطرحها في السوق بأسعار جنونية لا قدرة للمربين على شرائها خاصة بالنسبة للمربين الذين أصبحت خسارتهم تقدر بالملايين”.

بدوره, أكد المربي شاكر أن “ارتفاع سعر العلف أجبر بعض المربين على “تبطيل المصلحة” بسبب الإفلاس, كما أجبر آخرين على قتل الفقسات الجديدة تفاديا لتراكم الخسارة, فقتل الصوص يجعل المربي يخسر 200 ليرة في حين تربيته تجعله يخسر 300ليرة!”.

وأضاف: “ارتفاع سعر طن العلف إلى 500 ألف ليرة ، اجبر عدد كبير من المداجن الصغيرة والمتوسطة للإغلاق ولا تسطيع تلك المداجن أن تبقى ضمن نطاق العمل وذلك بسبب وصول تكاليف تربية الفروج إلى مستوى أعلى من سعر البيع فالاستمرار في التربية تعد مغامرة نهايتها محسومة بالخسارة” .

الفرج قيد “العلف المستورد”

مدير عام المؤسسة العامة للأعلاف المهندس عبد الكريم شباط قال لتلفزيون الخبر: “تم تأمين القطع الأجنبي اللازم بدعم حكومي وتم تخصيصنا بمبلغ 40 مليون يورو لاستيراد 100 ألف طن زائد الربع النظامي 25%, أي 125 ألف طن من مادتي الذرة وكسبة الصويا وذلك دعماً لقطاع الدواجن”.

وأضاف شباط: “تم تكليف المؤسسة السورية للتجارة الداخلية باستيراد المادتين, وقد تم الإعلان عن استدراج عروض, وخلال الأسبوع الماضي لم يتقدم سوى عرض واحد ولم يتم فتحه حسب القانون, على أن يتم الإعلان للمرة الثانية خلال 25 يوماّ باعتبار أنه إعلان خارجي ويحتاج للوقت”.

وأكد شباط أنه “في المرة الثانية حتى لو تقدم عرض واحد فقط فانه سيتم فتح العرض باعتبار أن القانون يجيز فتح العرض للمرة الثانية”.

وتابع شباط: “مشكلة عدم وجود مادتي الذرة وكسبة الصويا ستحل قريباً, ففور استلامنا للدفعة الأولى سنقوم بالتجهيز للدفعة الثانية لتكون عملية الاستيراد مستمرة, كما سنقوم بالاحتفاظ بالمادة حتى يكون هناك دائما مخزون في المؤسسة حتى عندما يرفع التاجر السعر نقوم بطرح كمية من المادة وإجباره على خفض الأسعار”.

وبين شباط أنه “عندما تصل المواد ستنخفض الأسعار في السوق لمادتي الذرة وكسبة الصويا إلى النصف تقريباً”.

وحول خسارة المربين من عدم وجود مادة الذرة, قال شباط:” الأسعار غالية في السوق, وريثما يتم تامين المادة عبر المؤسسة يمكن للمربين استخدام الشعير بدل الذرة”, مدللا أنه “يمكن للمربي التأقلم مع الظروف الحالية والقيام بإضافة انزيم الشعير على مادة الشعير بنسبة معينة لتعطي نفس فاعلية مادة الذرة”.

وأضاف شباط: “يوجد لدى المؤسسة 300 ألف طن من مادة الشعير ويباع ب 146,500ألف ليرة للطن, وبحسبة بسيطة إذا اشترى المربي طناّ من الشعير مع الإضافات المطلوبة لتعطي نفس فاعلية الذرة فانه سيتكلف مبلغ يتراوح بين 150-155 ألف ليرة أي أنه سيوفر نصف المبلغ الذي يتكلفه بحال شراء طن الذرة من السوق ب320 ألف ليرة”.

واستطرد شباط: ” كحل إسعافي لمساعدة المربين, قمنا بفتح دورات علفية كل شهرين وقدمنا خلال مواد الكسبة والشعير والنخالة بمعدل 1100 غرام لكل طير ,وقد لاقت هذه الدورات ارتياح كبير لدى المربين”.

وأشار شباط إلى أنه “منذ بداية العام ولغاية 30 نيسان الماضي تم فتح دورتين علفيتين وقد تم بيع 185 ألف طن من العلف, فيما تم بيع 27 ألف طن للفترة نفسها من العام الماضي, ما يشير إلى أن التدخل كبير خلال العام الحالي”.

وشدد شباط على أن “دور مؤسسة الأعلاف ايجابي إذ لا تقوم بتوزيع المادة العلفية على المربين فقط, بل تعمل على توازن أسعار المادة العلفية الموجودة في السوق, إذ لا يستطيع التاجر أن يضارب بأسعار المواد العلفية الموجودة في المؤسسة”.

وأضاف: ” نسعى لتأمين المواد العلفية الناقصة بالسرعة القصوى لضبط الأسعار ولجم التجار عن احتكار العلف ورفع أسعاره و ولذلك سنقوم باستيراد المواد وتوزيعها بشكل بشكل منطقي ومدروس للمحافظة على توازن الأسعار في السوق, فالتاجر يتحكم بسعر أي مادة علفية عندما تنفد من المؤسسة”.

وأكد شباط أن “سعر مادتي الذرة وكسبة الصويا مرتفعة في السوق, اذ يباع كيلو كسبة الصويا بـأكثر من 600 ليرة فيما كانت تبيعها مؤسسة الأعلاف بـ 250 ليرة وتم تعديلها لاحقا إلى 320 ليرة, كما يباع كيلو الذرة حاليا في السوق بـنحو 320 ليرة فيما كانت المؤسسة تبيعه للمربين بـ118 ليرة”.

وحتى تعلن المؤسسة السورية للتجارة الخارجية عن العرض الثاني لاستيراد العلف وتفض العروض وتصل الشحنة المنتظرة إلى سورية, يبقى السؤال المعلق بما له وما عليه من أوجاع مربين ومستلهلكين:

اقرأ المزيد:مع بدء موجة الحر.. إخماد 8 حرائق بيوم واحد في طرطوس

كم سيرتفع سعر الفروج والبيض خلال الأيام القادمة؟, وكم من مربين صغار سيودعون قطاع تربية الدواجن بعد أن رفعوا العشرة؟ وكم من مربين كبار سيراكمون الخسارات ويحاولون تعويضها من جيوب المستهلكين!؟، وكم من تجار أعلاف سيزيدون ثرواتهم من احتكار رزق أخوة في الوطن لهم، في ظل هذه الظروف

الخبر