الإثنين , نوفمبر 25 2024
اكتشف أنواع الحب الستة عند فلاسفة اليونان القديمة

اكتشف أنواع الحب الستة عند فلاسفة اليونان القديمة

اكتشف أنواع الحب الستة عند فلاسفة اليونان القديمة

نشرت صحيفة “كيدونا” الإيطالية تقريرا تحدّثت فيه عن مفهوم الحب وأشكاله حسب الفلسفة اليونانية القديمة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الحب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكل ما يحدث في العالم تقريبًا.

وأضافت: “يمكنك أن تقع في حب شخص ما وأن تفعل شيئًا باسم الحب. فالحب ليس فقط مجرد كلمة متعددة الاستخدامات، وإنما مفهوم مرن إلى حد ما”.

ولكن ما هو الحب بالضبط؟

أوضحت الصحيفة أن الحب حسب العلم “هو الشعور الذي يجتاحه الإنسان عند إفراز الجسم هرمونات معينة وتنشيط مناطق معينة من الدماغ مثل الحُصين”.

وقد أجريت دراسات حول الحب في أبعاده الفلسفية والفكرية، وعاشه اليائسون من الرومانسيين والفلاسفة والشعراء والموسيقيين منذ فجر البشرية. ومن جهتهم، درس قدماء فلاسفة اليونان هذا الموضوع وحددوا ستة أشكال مختلفة من الحب.

“أغابي”.. أسمى أشكال الحب

بينت الصحيفة أن الأغابي تعد أعلى درجات الحب ويمكن تفسيره بعدة طرق. استخدمت هذه الكلمة لأول مرة كفعل من قبل الشاعر اليوناني الأسطوري هوميروس، مؤلف الإلياذة والأوديسة، في القرن السابع قبل الميلاد.

وفي ذلك الوقت، كان الأغابي أقرب إلى المودة، مثل تحية شخص ما بمحبة. ومع مرور الوقت، تطورت الكلمة إلى أن حصلت على دلالة الحب الإلهي، وذلك بفضل استخدامها في ترجمات مختلفة للكتاب المقدس. وتعني الأغابي في هذه الحالة، محبة الإله للبشرية ومحبتها له.

“إيروس”.. الحب الرومانسي

ذكرت الصحيفة أن إيروس هو شكل من أشكال الحب المهم للغاية إلى درجة أن إله الحب اليوناني أخذ اسمه منه، وهو أقرب إلى ما نسميه اليوم الحب الرومانسي. وعادة ما يأتي هذا النوع من الحب من الأفكار والرغبات والأفعال التي تقتصر بشكل عام على غرفة النوم أو المواعدة.

“فيليا”.. الحب الأخوي أو الحب بين الأصدقاء

يعد هذا الشكل من الحب، أحد أكثر أشكال الحب شيوعًا التي تعترضنا كل يوم، وهو الحب الذي يكنه الأصدقاء لبعضهم البعض. وقد كان الفيلسوف اليوناني أرسطو أول من عرف الحب المتبادل بين الأصدقاء في ثلاثة أنواع محددة من الصداقات. النوع الأول من الصداقة يقوم على المنفعة ويعني هذا الشكل من الفلسفة العلاقات أو التفاعلات بين الناس التي تحدث في ظروف سطحية للغاية، مثل شراء شيء من شخص ما. وربما في العصر الحديث، لن نطلق على هذا النوع من العلاقات صداقة، بل معرفة.

أما النوع الثاني، فمرتبط بالسعادة التي تحصل عليها بصحبة أشخاص آخرين. ويعني ببساطة القيام بشيء لطيف مع شخص آخر مثل التسكع معا. والنوع الثالث، هو الحب المتبادل بين الإخوة والأصدقاء الحقيقيين. وهذا هو نوع الفلسفة التي يقدر فيها المرء ليس فقط رفقة الآخر، وإنما أيضًا وجوده في حياته.

“سورجي”.. حب العائلة

أوضحت الصحيفة أن حب العائلة هو الحب الذي ينشأ بين الآباء والأبناء، وهو أكثر أنواع الحب طبيعية ويتطور غريزيا. إنه الحب الذي تشعر به الأم لطفلها حتى قبل ولادته، ويمكن القول إنه الشعور الذي تتماسك به العلاقة الأسرية، بغض النظر عما يخبئه لهم العالم. ينشأ هذا الحب بين أفراد العائلة ويمكن أن يزيد أو ينقص بمرور الوقت اعتمادًا على مدى تقارب الأسرة.

يمتد حب العائلة ليشمل الأصدقاء المقربين. وكلما نمت علاقة الصداقة، تطور حب الصداقة. وعندما يصبح الأصدقاء مقربين من بعضهم ويبدأون في الاهتمام ببعضهم البعض بشكل غريزي، يمكن أن يصبح الصديق فردا من العائلة.

“فيلاوتيا”.. حب الذات

حسب الصحيفة، تعني هذه الكلمة الإغريقية حب الذات لضمان السعادة أو الرفاهية الشخصية. ولكن الغريب أن هذا النوع من الحب لم تثمن قيمته بتاتا باعتباره بالنسبة للبعض عيبا أخلاقيا أقرب إلى الأنانية. ومع مرور الوقت، تبنّى حب الذات دلالة إيجابية. ثم تطور شيئا ليرتبط بمعانٍ مثل احترام الذات، وتأثيره المفيد للصحة العقلية.

أسّس طبيب نفسي العلاقة بين احترام الذات والصحة العقلية لأول مرة سنة 1830، لكن صداها انتشر فقط في القرن العشرين. لقد أصبح احترام الذات اليوم أمرا غاية في الأهمية، لذلك على الفرد تخصيص وقت يعتني فيه بنفسه.

“أكزانيا”.. حب الضيوف

أشارت الصحيفة إلى أن حب الضيوف دليل على أنك تتحلى بصفة “المضياف” تجاه زائري البيت. إنه الحب الذي ينشأ من حفاوة الضيافة وهو أحد أقدم أنواع الحب وأشهرها على الإطلاق في جميع أنحاء العالم. تشترك جميع الثقافات على اختلافها في نفس مفهوم حب الضيافة، إذ عادة ما تسير السمات المشتركة لحفاوة الضيافة في نفس الاتجاه، ويمثل المفهوم الرئيسي لهذا النوع من الحب احترام الضيف وحمايته وإطعامه.

بالرجوع للتاريخ، يبدو جليا أن حب الضيافة متأصل في ثقافة الإنسان منذ الأزل، إذ يظهر ذلك في العديد من الأساطير والخرافات في الديانات ما قبل المسيحية في أوروبا. ومن بين هذه الأساطير، أسطورة الإله الذي سافر إلى الأرض على هيئة إنسان ثم زار منازل مختلفة لاختبار مدى حفاوة ضيافة أصحابها. يتمثل الموضوع المشترك الأساسي بين مختلف الأساطير في أنه لو كرّم المرء ضيفه، فإنه يحصل على مكافأة أو هدية من اللاهوت، ويلقى عقابه لو أهانه.

في الختام، أفادت الصحيفة بأن هذه الأشكال الستة من الحب ليست سوى غيض من فيض، لمشاعر الإنسان وأفكاره التي تختزل في كلمة “الحب”. باختصار، إن الحب هو ذلك الشعور اللامادي، صعب الفهم والإدراك، الذي أوجد له الإنسان تعريفات مختلفة على مر العصور.

اقرأ أيضا: اخترعه الكلدان قبل الميلاد بـ1800 عام، واللبنانيون طوروه.. قصة طبق التبولة

شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك