لاجئ سوري يدفع حكومة بريطانيا للتراجع عن قرار مهم بشأن كورونا
أسهم لاجئ سوري في بريطانيا في إحداث تحول لافت في سياسة الحكومة التمييزية تجاه العاملين “الأجانب” في القطاعات المتعلقة بمواجهة جائحة كورونا، التي اكتسحت البلاد وخلفتها في المركز الثاني بعدد الوفيات بعد الولايات المتحدة.
أدوات التغيير الكبير لدى اللاجئ السوري “حسان عقاد” كان بسيطة للغاية، فقد استخدم حسابه على “تويتر” ليوجه رسالة مباشرة إلى رئيس الحكومة بوريس جونسون، يتحدث فيها بلا مواربة عن شعوره بالخزي والصدمة من قرار هذه الحكومة استبعاد العمال “الأجانب” من ذوي الأجور المنخفضة، مما عرف بـ”خطة الفجيعة”، وهي الخطة التي تضمن لأقارب العاملين الأجانب في مواجهة كورونا أن يستقروا في بريطانيا بشكل دائم، فيما إذا قضى هؤلاء العاملون في الحرب ضد كورونا.وقد شكلت “خطة الفجيعة”مصدر اطمئنان للعاملين الأجانب على أسرهم، التي لن تكون في مهب الريح، بعد كل تضحياتهم.
لكن الخطة، استبعدت وبشكل مثير للاشمئزاز العاملين في الحقول ذات الأجور المنخفضة، كعمال النظافة في المنشآت الصحية ومن شابههم، وهو ما دفع “عقاد” لتوجيه رسالة قوية إلى “جونسون”، استحوذت على اهتمام عال جدا من رواد مواقع التواصل ومن وسائل الإعلام البريطانية، ما دفع الحكومة للعدول عن استثنائها المشين، ومعاملة جميع الأجانب المحاريبن لكورونا على قدم المساواة فيما يخص منح أسرهم حق الإقامة الدائمة في بريطانيا، إن هم قضوا في مواجهة الفيروس.
الرسالة التي حازت على ملايين المشاهدات وعشرات آلاف الإعجابات، لخص فيها “عقاد” معاناته ومعاناة من هم على شاكلته ممن ظلمتهم حكومة “جونسون”، قائلا: “شعرت بالخيانة وأنني طعنت في الظهر، شعرت بالصدمة عندما اكتشفت أنك (جونسون) قررت، وقررت حكومتك، استبعادي وزملائي الذين يشتغلون كعمال نظافة وحمالين وعمال رعاية اجتماعية، والذين هم جميعا ضمن الحد الأدنى للأجور، لقد قررت استبعادنا من خطة الفجيعة”.
وتساءل “عقاد” بمرارة “إذا توفيت وأنا أكافح فيروس كورونا، فإن زوجتي لا يُسمح لها بالبقاء إلى أجل غير مسمى. أهذه هي طريقتك لتقول لنا: شكرا؟!”.
ولم تمض سوى ساعات على هذه الرسالة المصورة لـ”عقاد”، حتى أعلنت الحكومة البريطانية تراجعها عن التمييز الذي تضمنته خطة الفجيعة، لتصبح الضمانات الواردة ضمن هذه الخطة شاملة لجميع من يحاربون كورونا، دون تفريق بين من يتقاضى أجرا عاليا أو منخفضا.
ولفت اللاجئ السوري “عقاد” الأنظار إليه عندما اختار الالتحاق بطاقم النظافة في أحد مشافي لندن، بالتزامن مع اجتياح فيروس كوورنا للبلاد، ما أعطى نموذجا مشرقا عن السوريين وعموم اللاجئين، الذين بادروا للعمل في أشد القطاعات خطورة على الصحة والحياة ضمن ظروف استثنائية وغير مسبوقة.
اقرأ المزيد:سوريا تسجل أعلى عدد من الإصابات اليومية بكورونا
وسبق لـ”عقاد” أن وثق لحظات من رحلته الشاقة للجوء راكبا أمواج البحر، وحاول فيها تسليط الضوء على معاناة اللاجئين، وقد كانت هذه اللقطات جزءا مهما من سلسلة أفلام وثائقية حازت أكثر من جائزة عالمية.
وكالات