سوريا: راتب الموظف حامل الدكتوراه لا يساوي أكثر من 2 كغ من الحلويات!
لطالما كانت الأعياد موسم إنفاق جيد لصالح التجار لكن رياح الدخل لم تجر كما اشتهت سفنهم هذا العام فازدياد ضعف القدرة الشرائية مقارنة بارتفاع مهول للأسعار كانت بمثابة “المصد” الذي أوقف سفن التجار الذين تعودوا على الامعان في زيادة الأسعار وقبول الطرف الآخر بالأمر الواقع.
فوقفة عيد الفطر “السعيد” لم تكن موسم إنفاق جيد كما أرادها التجار حيث انحفض الإقبال على الشراء لمعظم سلع العيد ولاسيما الحلويات التي شهد سوقها ارتفاعاً كبيراً في الأسعار وحققت بعض أصنافها أرقاماً قياسية للمرة الأولى في تاريخها، الأمر الذي دفع معظم الناس إلى “غض النظر عنها” بسبب مرارة ثمنها الذي فاق حلو مذاقها.
فبحسب جمعية البوظة والحلويات فإن سعر الكيلوغرام الواحد من “الحلويات الأكسترا” وصل إلى 32 ألف ليرة سورية ما يجعل تلك الحلويات فوق مستوى الكماليات إذا ما قورنت بالقدرة الشرائية للناس.
فإذا حسبنا القدرة الشرائية لمتوسط الرواتب والأجور مقدرا بكيلوغرام واحد من تلك الحلويات فإن الموظف بدرجة وظيفية “دكتوراه” والذي يتقاضى راتب 57.495 ألف ليرة عند بدء التعيين وبسقف 80.240 ألف ليرة سيستطيع شراء بمتوسط دخله البالغ 69 ألف ليرة 2.1 كغ من الحلويات يساويه بتلك الكمية موظف الماجستير بمتوسط دخل 68 ألف ليرة سورية (55.225 بدء التعيين _ 80.240 سقف الرتب).
أما الموظف من حملة شهادة الدبلوم (53.750 بدء التعيين _ 80.240 سقف الراتب) فيستطيع شراء 2 كغ من الحلويات يتساوى فيها أيضا مع الموظف الجامعي كمتوسط دخل للاثنين 67 ألف ليرة سورية ليكونا بذلك أقل من حملة الدكتوراه والماجستير بمئة غرام من الحلويات.
وإذا ذهبنا إلى موظفي الفئة الثانية ( معاهد _ ثانويات ) وباعتبار أن متوسط دخلهم واحد 61 ألف ليرة فيستطيعون شراء 1.9 كغ من الحلويات بفارق مئة غرام أيضا عن حملة شهادات الدبلوم والجامعات.
وبالنظر إلى موظفي الفئة الثالثة (الإعدادية) الذين يتقاضون 48.890 ليرة سورية عند التعيين وسقف راتب 67.480 ليرة فأنهم يستطيعون بمتوسط دخلهم البالغ 58 ألف ليرة شراء 1.8 كغ من الحلويات وبفارق مئة غرام أيضا عن نظرائهم في الفئة الثانية متساوين بذلك مع موظفي الفئة الرابعة.
اقرأ المزيد:سوريا تستعد لتشغيل بئر “قارة 8” الجديد
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فيمكن أن تؤخذ نتائج هذه المقارنة بين سلم الرواتب والأجور وكيلوغرام الحلويات الاكسترا من منظور إيجابي يراه البعض متمثلا بحرص الفريق الحكومي على عدم ارتفاع نسبة السكر في دماء المواطنين نتيجة تناول الكثير من الحلويات ما قد يؤدي إلى تدهور صحتهم العامة وانعكاس ذلك على أدائهم الوظيفي..؟
صاحبةالجلالة _ ماهر عثمان