السبت , نوفمبر 23 2024
الغارديان: الولايات المتحدة وإيران على شفا الحرب

الغارديان: الولايات المتحدة وإيران على شفا الحرب

الغارديان: الولايات المتحدة وإيران على شفا الحرب

إن المواجهة الخطيرة بين القوات البحرية الإيرانية والأمريكية في الخليج العربي الشهر الماضي، والتي أثارها 11 زورقاً تابعاً للحرس الثوري الإيراني، والتي رد عليها الرئيس ترامب بعد أسبوع واحد بالتهديد باستهداف الزوارق الحربية الإيرانية وطردها من مياه الخليج إذا حدث ذلك مرة أخرى، ما هي إلّا تذكير صارخ بالفتيل القصير بين البلدين وسط تصاعد التوتر بينهما.

خط ساخن عسكري
إذا أرادوا الصراع لصرف الانتباه عن إخفاقاتهم في مكافحة تفشي كوفيد-19 في بلادهم، فيمكنهم إثارة واحد بسهولة؛ ولكن إذا لم يفعلوا، كما يدعون في كثير من الأحيان، يجب أن يجدوا طريقة لإنشاء خط ساخن عسكري.

تخيل أن السفارة السويسرية في طهران لم تبلغ عن انتهاء الهجمات الصاروخية الإيرانية على المنشآت العسكرية الأمريكية في العراق التي جاءت كرد من طهران على اغتيال الولايات المتحدة لقائدها العام، الجنرال قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني، مما يضمن أن الموقف الخطير لن يتصعد أكثر.

أو أنه في عام 2016، عندما احتجز الحرس الثوري الإيراني 10 بحارة أمريكيين كانوا مسافرين على متن زورقين انجرفوا إلى المياه الإقليمية الإيرانية في الخليج العربي، لم يكن لوزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جون كيري، أي اتصالات مباشرة مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف إلا أنه في غضون 30 دقيقة من معرفته بالحادثة، تحدث الرجلان “على الأقل خمس [مرات] … على مدى 10 ساعات تقريياً”. وأفرجت إيران عن القوارب وطاقمها في صباح اليوم التالي.

وفي المناخ الحالي بين البلدين، تحتاج واشنطن وطهران إلى قناة عسكرية لتجنب صراع غير مقصود في لحظة أزمة.

هذا وإن التوترات الناجمة عن حملة إدارة ترمب “الضغط للحد الأقصى” ضد إيران واستجابة طهران “المقاومة للحد الأقصى” للتصعيد في المنطقة وتكثيف العمل على برنامجها النووي إثر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني في مايو/أيار 2018 وإعادة فرض العقوبات، كل هذا جعل الجانبين على شفا صراع كبير ثلاث مرات خلال الـ 11 شهراً الماضية.

كانت الأولى في أعقاب إسقاط إيران لطائرة أمريكية بدون طيار في يونيو/حزيران 2019 ثم في سبتمبر /أيلول، عندما اتهمت إيران بمهاجمة البنية التحتية للنفط السعودي ومرة أخرى عندما اغتالت الولايات المتحدة الجنرال سليماني في يناير /كانون الثاني، ما أدى إلى ضربات صاروخية إيرانية انتقامية في العراق.

كان من الممكن أن يوفر وباء كورونا نافذة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ولكن يبدو أنه أصبح بدلاً من ذلك مناسبة لاستعراض المواقف المتصلبة.

مع عدم رغبة أي من الطرفين في الاستسلام وندرة قنوات الاتصال الفعالة وتوقف الدبلوماسية ووجود مدى واسع من نقاط التوتر الإقليمية حيث إن الولايات المتحدة وإيران وحلفاءهما متأهبون بشكل كبير، فإن حادثة واحدة حتى لو كانت صغيرة يمكن لها أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة.

وفي حين أثبتت القناة السويسرية فعاليتها في نقل الرسائل رفيعة المستوى، إلا أنها مصممة للاتصالات الدبلوماسية وليس العسكرية وقد لا تمنع وقوع حادث أثناء المواجهة بين السفن العسكرية والتحول إلى تبادل لإطلاق النار.

وقد قدم تويتر وسيلة غير عادية للاتصال المباشر بين المسؤولين من كلا الجانبين، ولكن من الصعب رؤية مثل هذا المنبر العام الذي يشجع الجدل والخطاب القاسي على أن يكون فعالاً في منع التصعيد غير المقصود.

بينما يمكن لآلية تخفيف التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران أن تستفيد من التجارب الأمريكية السابقة في علاقات الاتصالات العسكرية مع الخصوم بما في ذلك الاتحاد السوفياتي والصين وروسيا والجماعات العراقية شبه العسكرية والمدعومة من إيران، إلا أنها تتطلب بعض الابتكار.

ففي ظل عدم وجود اتفاقية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الحوادث البحرية والعلاقات الدبلوماسية، فإنه يجب أن يمر أي خط ساخن عبر وسيط.

وعلى المرشح المثالي للعب دور الوسيط أن يجمع بين الخبرة العميقة في الملاحة الخليجية والخبرة في الوساطة والعلاقات الدبلوماسية البناءة مع كل من الولايات المتحدة وإيران.

وبناءً على هذه الاعتبارات، ستكون عُمان مرشحاً قوياً بشكل خاص.

فهي تدير أمن الشحن الخارج من مضيق هرمز إلى خليج عمان، ونتيجة لذلك لديها فطنة تقنية وخبرة في نقل الاتصالات. وقد يسرت في السابق الاتصال بين الولايات المتحدة وإيران كما واعتبرها كلا الطرفين وسيطًا نزيهاً.

يشار إلى أن عُمان لديها اتفاقية تعاون عسكري مع الولايات المتحدة، وتُدير بشكل مشترك لجنة عسكرية مع إيران.

قد يزعم منتقدو هذه الآلية أنه بسبب التوترات الشديدة والعداء بين طهران وواشنطن من المحتمل أن يواجه إنشاء خط اتصال لخفض التصعيد معارضة سياسية لا يمكن تجاوزها، وقد تثبت أنه غير فعال حتى إذا تم تأسيسه. لكن قدرته على منع سوء التقدير الكارثي والتصعيد غير المقصود تفوق تكاليفه ومخاطره حتى لو كانت اختصاصاته محدودة.

سيكون من الصعب التغلب على العقبات التي تواجه أي قناة أمريكية – إيرانية حتى بوجود وسيط خاصة بالنظر إلى المأزق الدبلوماسي وانعدام الثقة بين الطرفين. ولكن في هذه اللحظة الخطيرة ، سيكون من المهم المحاولة.

المصدر: الغارديان

إقرأ أيضاً: قانون قيصر يدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع.. 7 شروط مطلوبة من دمشق