خالد العبود: هل يستطيعون منع الأسد من الوصول إلى الجولان؟!
-لم تعد المعركة على الرئيس الأسد، وإنّما أضحت معه، كما أنّها لم تعد معركة على العناوين ذاتها التي ابتدأها العدوان، باعتبار أنّ هناك انزياحاً واسعاً حصل على تلك العناوين، نتيجة الفشل الذي منيَتْ بها أطراف العدوان..
-هذا يعني بالضبط أنّ كلّ ما يُطرح اليوم، حول مستقبل سورية السياسيّ لم يعد وارداً، باعتبار أن أطراف العدوان لم تعد قادرة على تمرير شيء من أهدافها السابقة، التي عملت عليها خلال سنوات العدوان الماضية..
-فكلّ ما يقال حول الحلّ السياسيّ، أو حول مستقبل الرئيس الأسد، أو حول تصوّرات سياسيّة لمستقبل النظام السياسيّ في سوريّة، إنّما هو هراء لا طائل منه، وهي ملفات مشاغلة، أملا في الوصول إلى أهداف سياسيّة أخرى مختلفة تماماً..
-إنّ هذه الأهداف السياسيّة تتعلق حصراً، نعيد ونؤكد على قولنا “تتعلق حصراً، بالخارطة الميدانية التي أنشأها الرئيس الأسد، مع حلفائه في “حلف المقاومة”، وتحديداً مع كلّ من الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله..
-يعتقد كيان الاحتلال الصهيونيّ، أنّ ما أنجزه الرئيس الأسد ميدانيّاً، من خلال تحالفه مع حلفائه في “حلف المقاومة”، إنّما هو يؤسّس لبنية تحتيّة جديدة، كاسرة للتوازن معه..
-ويرى أنّ هذه البنية التحتية، تمنح الرئيس الأسد القدرة مستقبلاً، على فرض شروط ميدانيّة جديدة، عسكريّة وسياسيّة، تمكّنه من التأثير على قواعد اشتباك سابقة، وتمنحه إمكانيّة الوصول إلى حقوقه الوطنيّة، في الجولان العربيّ السوريّ..
-وهذا بالضبط يمنح “الحلف” إمكانيات هائلة، لاعادة التموضع ميدانيّاً، سبيلا لاستكمال “الزحف الاستراتيجيّ”، الذي يطبق تماماً على كيان الاحتلال، وهو ما عمل ويعمل عليه “حلف المقاومة” منذ سنوات..
-إنّ المعركة اليوم مع الرئيس الأسد، على هذه الحيثية تماماً، لذلك كان مطلوباً ألا يتمّ تحرير “إدلب”، وبعض المناطق الشمالية الشرقية، وكان مطلوباً أن تبقى أدوات الفوضى في الجنوب، وتحديداً على مشارف خطوط التماس، مع فلسطين المحتلة، للابقاء على ملف الضغط والمشاغلة موجوداً ومفتوحاً، منعاً للرئيس الأسد من فرض شروط بنيته التحتيّة الجديدة، على معادلة الصراع في المنطقة..
-إنّ مجمل قوى العالم اليوم، تتحرك بمكنة سياسيّة اعلامية اقتصادية هائلة، لتمرير هذا الهدف الكبير بالنسبة لكيان الاحتلال ومن يقف إلى جانبه، وصولا إلى ترسيم خرائط قوى اقليميّة، تمنع “حلف المقاومة”، من الاستثمار في بنيته الجديدة، أملا بمنع الرئيس الأسد من الوصول إلى الجولان العربيّ السوريّ!!!..
-وهنا السؤال الهام جدّاً، هل يستطيعون منع الرئيس الأسد من الوصول إلى الجولان، أو يستطيعون خطف الانجاز الذي حقّقه “حلف المقاومة”؟!!..
-نعتقد أنّ المعركة سوف تطول قليلا، وسوف تشهد تحولات ميدانيّة هامة، ولن يتنازل “الحلف” عمّا أنجزه، كما أنّ الرئيس الأسد لن يفرّط بمنجزه الميدانيّ الهام، أو بهدف وصوله إلى الجولان، بشروط غير مستنسخة عن “كامب ديفيد” أو “وادي عربة” أو “أوسلو”!!..
خالد العبود
اقرأ أيضا: الصين: نقترب من حرب باردة جديدة مع أميركا
شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك