تمرين واحد بسيط يجدد دماغكم في 8 أسابيع
يمكن للتأمّل أن يجدد دماغنا في غضون 8 أسابيع. المناطق التي تتحسن هي تلك المتعلّقة بالذاكرة والتعاطف و التوتّر إضافة إلى تلك المسؤولة عن الانتباه والتكامل العاطفي مع الغير.
هذا الاستنتاج لم يتوصل إليه مجموعة من الهواة بل توصّل إليه فريق من الباحثين في مستشفى ماساشوسيتس العام قام بإنجاز هذا الاكتشاف.
نُشِرَت هذه الدراسة التي نقدمها لكم من حلول ذكية في مجلّة Psychiatric Research. وقام الباحثون باختبار برنامج تأمّل مدّته 8 أسابيع كانوا يتوقعون بواسطته أن يقيسوا فوائد التأمّل على عواطفنا وتصرّفاتنا وأفكارنا.
التغيّرات العقليّة التي تنتج عن التأمّل
حتى لو كان من المعروف أن فوائد التأمّل عديدة غير أنه إلى حدّ الآن لم نكن نعلم أن التغيّرات تحدث بهذه السرعة.
تمكّنا من رؤية أن التأمّل يُحدِث تغيّرات في مناطق من الدماغ مرتبطة بالذاكرة ومعرفة الذات والتعاطف والتوتّر. أي أن القليل من الروحانية يحسّن حقًا حالتنا الصحيّة الجسدية والذهنيّة.
عندما يمارس أحد ما التأمّل لا يشعر بالتحسّن لأنه استرخى فحسب بل لأن التوصيلات في دماغه أصبحت أكثر كفاءة وبراعة.
ما من حاجة إلى خبير في التأمّل لكي تستفيدوا من الحسنات ولكي تشعروا بزيادة في قدرة التكامل العاطفي ودرجة الوعي. في الواقع إن المشاركين في الدراسة قد أمضوا فقط 27 دقيقة كل يوم يمارسون تمارين التأمّل.
تكفي 8 أسابيع لكي تلاحظوا التغيّرات العقليّة مثل زيادة كثافة المادة الرماديّة الموجودة في قرن آمون في الدماغ (وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة) ومناطق أخرى مرتبطة بالوعي الذاتي والتعاطف واكتشاف الذات.
إضافة إلى ذلك لاحظ الباحثون أيضًا انخفاضًا في كثافة اللوزتين الدماغيتين المسؤولتين عن بعض الحالات العاطفيّة كالتوتّر والقلق والخوف. أي أنه بفضل مرونة دماغنا يمكننا أن نكون أشخاصًا أفضل كل يوم مع غيرنا ومع أنفسنا على السواء.
التأمّل ممارسة تسمح لنا بالعيش في الحاضر
إذا واظبنا على ممارسة التأمّل، فإن إحدى التغيّيرات التي ستظهر بسرعة هي إمكانيّة العيش في الحاضر في ال”هنا” و”الآن” تاركين أفكار الماضى والمستقبل المزعجة جانبًا.
كما سبق وقلنا، هذا لا يتضمّن حالة من الاسترخاء فحسب بل يسمح لنا بأن نسيطر أكثر على أنفسنا. بفضل التأمّل نتمكّن من التحكّم بكلامنا وأفكارنا وفي حوارنا الداخلي.
هذه الممارسة مفيدة جدًا لأنكم ستتمكنون من فهم عواطفكم أكثر وعدم تحميلها أفكارًا سلبيّة. ويُتَرجَم ذلك بالنجاح العاطفي والاجتماعي لأن السيطرة على الذات تسمح بتحسين العلاقات والمشاريع والحياة اليومية.
قبل أن تبدأوا بممارسة التأمّل يجب أن ندرك أنه علينا أن نعرف الكثير عن هذه الممارسة لأنه حتى ولو نصحنا بها الخبراء فليس كل المدربين كفوءين. إنه انضباط يتطلّب تمرينًا ذهنيًا كبيرًا ومساعدة أستاذ بارع.
كما سبق وقلنا، التأمّل يحرّك أفكارنا ويحرّرها. من الممكن في بادئ الأمر أن نواجه صعوبة بسبب الوخز والحُكاك أو أي انزعاج آخر.
على أي حال إن كنتم لا تعرفون أي تمرين تأمّل وتريدون اختبار المغامرة في هذا العالم، عليكم أن تكرّسوا لحظة لكي تتزوّدوا بالمعلومات وتفكّروا بنوع التأمل الملائم لكم، لقيمكم ولحاجاتكم.
لا شكّ في أنها الخطوة الأولى التي عليكم اجتيازها لكي تعيشوا تجربة رائعة ومفيدة وفريدة من نوعها.
اقرأ أيضا: ثلاثة أعراض للأزمة القلبية
شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك