الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

الرئيس بوتين يفتح خطا ساخنا مع دمشق

الرئيس بوتين يفتح خطا ساخنا مع دمشق

أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يقضي بتعيين السفير الروسي في دمشق، يفيموف ألكسندر فلاديميروفيتش، ممثلا خاصا له، لتطوير العلاقات مع الجمهورية العربية السورية”.

تعيين الرئيس الروسي مبعوثاً خاصا لدى سوريا جاء في وقت انتشرت فيه شائعات إعلامية تتحدث عن خلافات روسية – سورية، قال عنها السفير يفيموف في حديث لجريدة “الوطن السورية” إنه لا أساس لها وإن العلاقات أقوى من أي وقت مضى.

لماذا يحتاج الرئيس الروسي مبعوثاً خاصاً إلى سوريا؟

ما التغيير الذي يمكن أن يحققه المبعوث الخاص لجهة تطوير العلاقات؟

أستاذ العلاقات الدولية، الدبلوماسي السوري السابق، الدكتور بسام أبو عبد الله يقول:

«عبارة تطوير العلاقات مع سورية، مهمة جدا ومركزية ومن خلالها نفهم أبعاد المرسوم الرئاسي. هذا يشمل جانبين أساسيين السياسي والاقتصادي، خاصة أن هناك عاما ونصف العام ستكون حامية الوطيس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية السورية عام 2021، وهذا يتطلب تنسيقا يوميا ومباشرا بين القيادتين، ما يعطي السيد يفيموف قدرة أسرع على نقل الرسائل المباشرة دون الحاجة للمرور بعدة أقنية ما يجعل اتخاذ القرارات أسرع والتنسيق أكثر فعالية بما يتناسب مع الأوضاع المستجدة».

وأضاف أبو عبد الله: «الجانب الاقتصادي يحتل أولوية كبيرة في وقت يحاول خصوم وأعداء سورية تحقيق مكاسب سياسية عبر الضغط الاقتصادي. هذا الملف يحتاج لتسريع عمليات التنسيق والدعم مايلزم الخروج من الأليات البروقراطية للتنسيق بين اللجان المشتركة باتجاه اليات اكثر تاثيرا ودينامية.الجوانب الإعلامية في ضوء الحملة التخريبية الشرسة التي تشن على سورية وروسيا ومحاولات التشكيك في هذه العلاقة هي جانب ثالث من مهمة المبعوث الخاص، القضية ليست مندوبا ساميا كما يروج البعض، القضية ترتبط بمرحلة حساسة جدا وبضرورة التعميق الإستراتيجي للعلاقات الروسية السورية، وكل محاولات التشكيك ستذهب أدراج الرياح».

الدبلوماسي الروسي السابق، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فيتشسلاف ماتوزوف قال:

«قرار الرئيس بوتين يبرز أهمية دور السفارة الروسية في دمشق بعد خمس سنوات من الوجود العسكري الروسي في سورية وهذا يتطلب من قبل القيادة الروسية الاهتمام بكل ما يرتبط بالعلاقة مع سورية خاصة أننا شهدنا محاولات واضحة وصريحة من قبل قوى معينة مرتبطة بنوايا غير روسية لتشويه وتدمير العلاقات الروسية السورية على كافة المستويات، وردا على هذه المحاولات التخربيبة أكد الرئيس الروسي بهذه الخطوة أهمية العلاقات مع دمشق».

وأضاف ماتوزوف: «قرار الرئيس بوتين يأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية تتطلب اهتماما أكبر بالسياسة الروسية في الشرق الأوسط عموماً، وفي سورية بشكل خاص، ما يعني أن الرئيس بوتين بإعطائه الصلاحيات للسفير في دمشق فتح خطا أحمر مباشرا مع دمشق. بلا شك الخطوات المعادية لروسيا ومحاولات تخريب العلاقات مع سورية دفعت الرئيس بوتين لاتخاذ خطوة هامة عبر توسيع صلاحيات السفير ليستطيع مراقبة التطورات اليومية بشكل مباشر لمنع أي تخريب وتشويه للسياسية الروسية. هذا القرار كما يتعلق بالجوانب السياسية، يتعلق بالجوانب الاقتصادية والإعلامية والعسكرية أيضا».

نواف ابراهيم – سبوتنيك