مذكرات ضابط ماسوني تكشف مواقع كنز من الذهب أخفاه النازيون
يبدو أن الكنوز التي أخفاها النازيون في الحرب العالمية الثانية على وشك أن ترى النور بعدما كشفت مذكرات ضابط ماسوني مكان كنز من الذهب يقدَّر بمليار ونصف دولار.
الضابط كان أحد عناصر وحدة شوتزشتافل النازية في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وقد أشار في مذكراته التي ظهرت مؤخراً إلى كيفية دفن الكنز في بئر مع جميع من شهدوا على عملية إخفائه!
وبحسب ما نشره موقع Ancient Origins الأيرلندي، توضح المذكرات أن المكان هو في منطقة سيليزيا ببولندا بينما كانت القوات السوفييتية تتقدم نحو النازيين في 1945.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكشف المذكرات مزيداً من المواقع، حيث يمكن العثور على ذهب وكنوز نهبها النازيون.
الماسونيون أخفوا المذكرات
وكانت اليوميات التي تحتوي على تفاصيل الكنوز المخبأة، في حيازة المحفل الماسوني الألماني المعروف باسم Quedlinburg (كفيدلينبورغ)، والذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى.
وعديد من أعضاء هذا المحفل هم أطفال وأحفاد العائلات الأرستقراطية القديمة التي كانت لها علاقات مع النازيين.
أحد أعضائها السابقين هو الجنرال هانز كامر من وحدات شوتزشتافل، الذي ساعد في تصميم معسكرات الاعتقال النازية.
وأعطى المحفل الماسوني المذكرات لمنظمة بولندية تُعرَف باسم “جسر سيليزيا”؛ للتكفير عن جرائم أعضائها السابقين.
ونقلت First News عن رئيس المنظمة البولندية رومان فورمانياك، قوله إنَّ المحفل تبرع بالوثائق حتى “يتحرر من عبء النازية”.
المذكرات تكشف عمليات وحدات شوتزشتافل
كُتبت هذه اليوميات باسم مستعار، لكن بحسب ما نشره موقع Ancient Origins الأيرلندي، فإنَّ من كتبها هو على الأرجح الضابط إيغون أولينهاور من قوات شوتزشتافل، الذي كان عضواً في المحفل الماسوني، ولهذا وصلت المذكرات إلى حيازته.
وتُظهِر المعلومات المسجلة في المذكرات، أنه في أثناء وجود الضابط إيغون أولينهاور في سيليزيا بجنوب غربي بولندا، كُلِّف بجمع الذهب من بنك الرايخ في بريسلاو -مدينة فروتسواف حالياً- والأشياء الثمينة من الأرستقراطيين الألمان الأثرياء، وإخفائها من الجيش الأحمر الروسي الذي كان يزحف نحوهم.
وفي عام 1945، كان عديد من النازيين يخفون أشياء ثمينة نُهِبَت من أوروبا المحتلة.
وتسرد اليوميات تفاصيل تعاون ضابط قوات شوتزشتافل مع الدكتور غونتر غروندمان، الذي أمره هاينريش هيملر بفهرسة الأعمال الفنية الألمانية وإخفائها، لأنها كانت معرضة لخطر القصف من قوات الحلفاء والجيش السوفييتي.
وكتب ضابط شوتزشتافل بالتفصيل كيف أخفى الكنز بالتعاون مع غروندمان.
اختار الرجلان قصراً يعود للقرن السادس عشر وتملكه العائلة الأرستقراطية هوشبيرغ، التي كانت من كبار مالكي الأراضي في سيليزيا منذ العصور الوسطى.
ويقع القصر بالقرب من بلدة روستوكا، بالقرب من الحدود مع التشيك.
شهود إخفاء كنز من الذهب دُفنوا معه تحت التراب
ووصفت المذكرات كيف تم إخفاء كنز من الذهب في بئر عميقة بأراضي القصر.
وصل الكنز إلى الموقع في شاحنات تعرضت لإطلاق النيران من الجيش الأحمر، لكنها تمكنت من الوصول إلى القصر.
ووفقاً لصحيفة The Daily Mail، كتب الضابط: “وُضِعَت المجوهرات والعملات المعدنية والسبائك في صناديق بقاع البئر”.
ولإخفاء الذهب والأشياء الثمينة الأخرى من السوفييت، فُجِّرت فتحة البئر لغلقه بإحكام.
وكتب صاحب المذكرات: “بعد أن انتهينا من كل شيء، فجَّرنا البئر وردمناها وغطيناها”.
ووفقاً لبعض المصادر، دُفِنت بجانب الذهب النازي جثث “عديد من شهود العيان الذين سمعوا أو لاحظوا عملية تدمير بئر البئر”، فقتلهم جنود وحدات شوتزشتافل لإخفاء أي أثر على الكنز.
ويبدو أنَّ الألمان غادروا على عجلٍ، وفي غمار فوضى الحرب نسوا الكنز.
ولم يُفرِج المحفل الماسوني عن المذكرات إلا بعد وفاة جميع من له صلة بهذه الأحداث.
ويُعتقَد أنَّ هناك 28 طناً من الذهب الذي خبَّأه النازيون بقيمة 1.5 مليار دولار، اليوم.
بولندا غير مهتمة
استناداً إلى هذه اليوميات وبعض الوثائق الأخرى التي تبرع بها المحفل الماسوني، وضمن ذلك خريطة، يعتقد رئيس المنظمة البولندية فورمانياك أنه أصبح يعرف مكان وجود البئر التي أغلقها النازيون في عام 1945.
ونقلت Sputnik News عنه: “بناء على التعليمات التي تلقيتها من المحفل الماسوني، أعتقد أنني قد حددت موقع البئر في أراضي القصر”.
وأشار إلى أنَّ عديداً من الخبراء الألمان تحققوا من صحة المذكرات.
وقد نبه فورمانياك السلطات البولندية بشأن الذهب النازي والأشياء الثمينة الأخرى. ومع ذلك، لم يؤكدوا من جانبهم صحة المذكرات أو ادعاءاتها.
وأفادت صحيفة The First News بأنَّ “المسؤولة في مركز المعلومات بوزارة الثقافة والتراث الوطني ماغدالينا توماشيتسكا أدلت بتعليق، قالت فيه إنَّ الوزارة لم تتمكن بعد من تأكيد مصداقية اليوميات”.
وترفض السلطات البولندية تمويل مشروع البحث عن الكنز المزعوم في قصر هوشبرغ.
الكشف عن 11 كنزاً آخر
إلى ذلك ذكرت صحيفة The Daily Mail أنَّ فورمانياك “سيعلن عن الاكتشافات؛ في محاولة للضغط على الحكومة للتحقيق” في الأمر.
ومع ذلك، يبدو أنَّ المُلاك الحاليين لقصر هوشبرغ، الذين اشتروه في عام 2017، يصدقون هذه القصة المثيرة، وهم بصدد إعمار المبنى شبه المدمر وقد أقاموا بالفعل أسواراً حول الموقع لإبعاد قناصي الكنوز.
من جانبه، يعتقد فورمانياك أنَّ “الكنز في قصر هوشبرغ واحد من 11 كنزاً مخبأة في جميع أنحاء جنوب بولندا، وأجزاء من جمهورية التشيك وشرق ألمانيا”، وفقاً لصحيفة The Daily Mail.
وتشمل هذه الكنوز مجموعة من اللوحات لكبار الفنانين مثل روبنزا.
ويُعتقَد أنَّ بعض هذه المواقع تحمل كثيراً من الأعمال الفنية القيّمة من جميع أنحاء العالم والتي جمعها جنود وحدات شوتزشتافل النازية.
عربي بوست
اقرأ أيضا: سامي مبيض: يوسف العظمة لم يتزوج ابنة جمال باشا السفاح
شكراً لكم لمشاركة هذا المقال.. ضع تعليقك في صفحتنا على موقع فيسبوك