أشجار الجنكة الخالدة لا تموت إذا تقدم بها العمر
حمل مرور الزمن تغيرات قليلة على شجرة الجنكة Ginkgo biloba أو كما تعرفاً عموماً باسم شجرة العذراء، حيث وقفت بعزم خلال عشرات الملايين من السنين وخلال العديد من أحداث الانقراض الجماعي كأحفورة حيّة ثابتة مع تقدم العالم من حولها بالعمر، وحقيقةً يعتبر هذا النوع خالدًا من الناحية العملية وهذه ليست مبالغة فقد تبيّن أنّ الشجرة الواحدة منه يمكن أن تعمّر لأكثر من 1000 عام، والآن تشير أكثر الدراسات تفصيلاً حتى اليوم إلى أن دورة حياتها غير محدودة نظرياً.
بعد فحص عينات أنسجة من تسع أشجار جنكة تجاوز عمرها حاجز الـ 600 عام، لم يكن الفريق قادراً على إيجاد أي دليل على الشيخوخة أو التراجع على الإطلاق، وعلى عكس الدراسات السابقة التي ركزت على الأوراق اتجهت الدراسة الجديدة نحو الكامبيوم الوعائي للشجرة، وهو عبارة عن طبقة رقيقة من الأنسجة في الجذع والتي تنتج الخشب واللحاء الجديد، ولمعرفة كيف يتغير فحص الباحثون نشاط الكامبيوم لكل شجرة بالإضافة إلى مستويات الهرمونات والجينات المرتبطة بالمقاومة وعوامل النسخ المتصلة بموت الخلايا.
في جميع أعمار الأشجار لم يجد العلماء أي اختلاف ملحوظ في النشاط الجيني أو مقاومة الأمراض، والشيء الوحيد الذي تغيّر هو عرض حلقات النمو للشجرة، والذي بدا أنّه يتناقص بحدّة خلال أول 100 و200 عام، قبل أن يستمر بالانخفاض بشكل أبطء على مر مئات السنين التالية، لكن هذا لا يعني أنّ جميع أشكال النمو قد أُعيقت، فبشكل مثير للاهتمام بما يكفي فإنّ نمو الأشجار الثانوي الذي يتم قياسه بمقدار زيادة المساحة القاعدية للشجرة BAI لم يبد أي انخفاض في أشجار الجنكة البالغة من العمر من 10 حتى 600 عام.
لنكون واضحين هذا لا يعني أنّ أشجار الجنكة لن تموت أبداً، إنّما فقط من غير المحتمل أن تموت بسبب التقدم في السن، وهي عادةً تقع نتيجة عوامل خارجية أخرى كالرياح والحرائق والبرق والأمراض، أو التحطيب الجائر الذي دفع هذا النوع إلى حافة الانقراض في العصور الحديثة.
اقرأ أيضا: الوصفة السحرية لإزالة بقع الصدأ
شكراً لكم لمشاركة هذا المقال.. ضع تعليقك في صفحتنا على موقع فيسبوك