السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

إلغاء فتح معبر أبو الظهور بعد اجتماع تركي بقادة مسلحين ووجهاء بإدلب

إلغاء فتح معبر أبو الظهور بعد اجتماع تركي بقادة مسلحين ووجهاء بإدلب

بعد يوم واحد من إعلان مصدر عسكري سوري عن فتح معبر أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي اليوم الخميس أمام المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين في إدلب باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية، صدر امس الأربعاء قرار بإلغاء افتتاح المعبر.

وقال مراسل وكالة “سبوتنيك” في منطقة أبو الظهور “على الجانب السوري، لا توجد أية معلومات عن سبب إلغاء افتتاح المعبر، ولكن القرار جاء بعد اجتماع استدعى إليه الضباط الأتراك في نقطة مراقبة خفض التصعيد “التركية” بمحيط مدينة مورك شمالي حماة، وجهاء وقادة مجموعات مسلحة من ريفي حماة وإدلب، وأمروهم بملازمة المدنيين لمنازلهم وعدم الخروج باتجاه المعبر، وعدم الالتفات إلى ما تروج له السلطات السورية عن عملية عسكرية وشيكة لتحرير إدلب، متعهدين بأن تركيا ستقوم بمنع إطلاق أي عملية عسكرية من هذا النوع باتجاه المحافظة، وبحماية المناطق التي يسيطر عليها تنظيما “جبهة النصرة” و”داعش” و”حراس الدين” وغيرها من الفصائل”.
ونقل مراسل “سبوتنيك” عن مصادر محلية واسعة الاطلاع، أن أحد الوجهاء الذين حضروا الاجتماع، سأل الضباط الأتراك عن تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والتي تلمح إلى قبول تركيا بعملية الجيش السوري العسكرية في إدلب، مشيرة إلى أن الضباط الأتراك أكدوا خلال الاجتماع على أن تلك التصريحات بنيت على خطأ في الترجمة، وأن الجيش التركي لن يسمح بتقدم الجيش السوري بالمنطقة، وأن القوات التركية ستحمي جميع المناطق في إدلب، بما فيها مناطق سيطرة تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” و”حراس الدين” الذي يتبع مباشرة لتنظيم “القاعدة” في أفغانستان، كما نقل عن الضباط الأتراك تأكيدهم أن الوزير التركي قال لن نسمح بأي اقتحام بري لإدلب بحجة وجود إرهابيين، وطلب من نظيره الروسي تحديد “من هم الإرهابيون” ليتم التعامل معهم من قبل تركيا.
وفي السياق، أكد مصدر ميداني سوري لوكالة “سبوتنيك” أن قرار إلغاء افتتاح المعبر جاء بعد ورود معلومات تشير إلى إعطاء الضوء الأخضر لتنظيمي “النصرة” و”داعش” لاستهداف المعبر بعمليات انتحارية ما يصعد خطر افتتاحه بشكل كبير على الأهالي المدنيين والمؤسسات الإنسانية التي ستكون باستقبالهم، مؤكدا في الوقت نفسه أن تعهد الضباط الأتراك بحماية “النصرة” و”داعش” يختزن إشارات واضحة إلى ضرورة قيامهما بكل ما يتطلب لمنع وصول المدنيين إلى المعبر بما في ذلك القتل والتفجيرات كما حدث في عدة حالات مشابهة في السابق.

واعتبر المصدر أن ما نقل عن الضباط الأتراك خلال الاجتماع حول طلب وزير الخارجية التركي من الوزير لافروف تحديد من هم الإرهابيون؛ ليتم التعامل معهم من قبل الجيش التركي، هو “تمييع لاتفاقات أستانا” ومحاولة لإعادة تعريف التنظيمات الإرهابية والتفاوض على تعريف “جبهة النصرة” و”داعش” ريثما يتم ترتيب أوضاعهما.

وأكد المصدر أن القوات التركية تسعى لمنع خروج المدنيين من مناطق محافظة إدلب باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية لاستخدامهم كدروع بشرية تحمي الإرهابيين، وكعائق أمام أي عمل عسكري قد يشنه الجيش السوري باتجاه مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية في محافظة إدلب.

وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن تركيا عقدت خلال الساعات الأخيرة صفقة مع البريطانيين والأمريكيين تشمل تسليم تركيا لأشخاص أمريكيين محتجزين في تركيا وإعلان حمايتها لـ”جبهة النصرة” و”داعش” على الملأ مقابل تخفيف الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد التركي.

يشار أن السلطات السورية والجانب الروسي كانوا قد وضعوا اللمسات النهائية على التجهيزات اللوجستية والفنية استعدادا لفتح معبر أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي يوم غد الخميس ولمدة يوم واحد فقط.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي أمس الثلاثاء، أن الجيش السوري له كل الحق في قمع نشاط الإرهابيين في سوريا، بما فيهم “جبهة النصرة”، مشيرا إلى أن الوضع في إدلب هو الأصعب بسبب العدد الكبير لمسلحي “النصرة” الذي يصل إلى “عشرات الآلاف من المسلحين، بما في ذلك وفق تقديرات الأمم المتحدة”، مشددا على أن ” الجيش السوري يتواجد على أرضه ويحارب لأجل استقلال بلاده ضد الإرهابيين، وبما يتوافق مع قرار 2254″.

ودخلت محافظة إدلب عام 2017، إلى منطقة خفض التصعيد في المنطقة الشمالية، والتي تتحمل مسؤوليتها تركيا، التي تعتبر بالإضافة إلى كل من روسيا وإيران، الدول الضامنة للتهدئة في سوريا بإطار عملية أستانا.

وكانت مصادر محلية في إدلب أكدت لوكالة “سبوتنيك” ازدياد نشاط مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي “المحظور في روسيا” خلال الأسابيع الأخيرة، بعدد من البلدات والقرى بريف إدلب الشمالي، عند الحدود السورية — التركية، وصولا إلى ريف إدلب الغربي، موضحة أن التنظيم الإرهابي قام بنقل عدد كبير من عناصره بالتنسيق مع “هيئة تحرير الشام” إلى بلدات أطمة والدانا وحارم وسلقين ودركوش، وإلى عدد من القرى والمزارع في منطقة جسر الشغور، وأن مسلحي “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة الإرهابي)، عملوا على تسهيل انتقال مسلحي التنظيم خلال الأيام القليلة الماضية باتجاه هذه المناطق، مشيرة إلى أن الهيئة تسعى لزج مسلحي “داعش” بأية معارك قد تحدث في منطقة جسر الشغور وريف اللاذقية الشمالي، مع الأنباء الواردة عن عملية عسكرية محتملة للجيش السوري هناك.
سبوتنيك