أردوغان يستجير بالأتراك .. والسوريون يلبون النداء!!!
غنت لها فيروز وكتب لها نزار قباني و ألهمت الكثير من الأدباء فتغنوا بأصالتها وحضارتها إلا أن “ريحانة الدنيا” كما اسماها الشاعر محمد البزم غاب نقش ياسمينها عن ولاء رجال أعمال سوريين اتخذوا من تركيا بلدا ومستقراً لهم وكبداية سنقول ..سجل يا تاريخ واشهد عندما انخفضت قيمة الليرة السورية جراء الحرب الإرهابية التي شنت على سورية الوطن حيث كانت وماتزال تركيا رأس حربة فيها شاهدنا على الفضائيات بعض السوريين في تركيا يحرقون العملة السورية تأكيدا على دعمهم تركيا في عدوانها على “وطنهم” .. ومناسبة استذكار تلك المواقف هو أن المشهد يكرر نفسه اليوم بعد أن وجه رجب طيب أردوغان رسالة إلى الأتراك طالبهم فيها بإخراج ما تحت البلاطة من دولارات أو ذهب وتحويلها إلى العملة المحلية لعلّ البحصة تسند الجرة في ظل الهبوط المريع الذي تعاني منه الليرة التركية جراء العقوبات الأمريكية .
“اللي ما في خير لأهلو وبلدو.. ما راح يكون فيه خير لحدا” قاعدة كسرها السوريون في تركيا وخارجها بعد تبنيهم دعم الليرة التركية واعتبار ذلك واجباً إنسانياً بحسب ما نقلته وسائل الإعلام التركية التي ركزت في تغطياتها على غير العادة على ما أسمته”إنجازات السوريين وحملاتهم ” حيث أفردت مساحات كبيرة لهذه الاستجابة السريعة للسوريين ليس رغبة في تحسين صورة السوريين في عيون الأتراك وإنما لحث الآخرين على الاقتداء بما أطلقوا عليه مصطلح “النخوة العربية” والذهاب إلى محال الصرافة ونزع وزر الدولار عن أكتافهم والتزين بأبهة الليرة التركية، علما أنها اعتادت خلال السنوات السبع الماضية التركيز على نقل الأخبار السيئة وغير الجيدة عن السوريين في تركيا متهمة إياهم تارة بأنهم يضرون بالاقتصاد التركي وتارة أخرى بأنهم يسيؤون إلى المظهر “الحضاري” لتركيا .
ففي إزمير المدينة التي كانت محطة الانطلاق نحو الأحلام الأوروبية للكثيرين بادر أصحاب مطاعم سوريين إلى تنظيم حملة تقديم سندويشة وقهوة لمن يبرز إيصالاً بتحويل 100 دولار إلى الليرة التركية.
أبو عبدو الحلبي صاحب مقهى وأحد منظمي الحملة يبرر ما يفعله بالقول” إن تركيا آوتنا وأنا كمسلم قد بدأت بذلك، الأتراك عاملونا بشكل جيد، وهناك استجابة واسعة لهذه الحملة حيث أتى الكثير من حاملي إيصالات تحويل الدولار ونالوا نصيبهم من الضيافة”.. بدوره
أظهر مصطفى الحمدي صاحب مطعم في نفس المدينة رغبة جامحة لدعم الليرة التركية حيث قال:” قررت أن أقدم سندويشة لكل صاحب إيصال تحويل 100 دولار، وهذا العرض هو لكل شخص بغض النظر النظر عن جنسيته، المهم أن يدعم، وهناك الكثيرون ممن تناولوا وجباتهم هذا الصباح”.
هذه الحملة الرمزية التي قد لا تكلف صاحبي المكان دولاراً واحداً لم تكن بمستوى ما قام به رجل أعمال سوري يستوطن في الجنوب التركي وتحديداً في شانلي أورفه والذي طلب من جميع أقاربه وأصدقائه تغيير عملاتهم إلى الليرة التركية.
ولأن فعل المعروف يُبدأ بالوطن ..<<عفوا بالنفس>> .. فقد قام ثابت عبيد رجل الأعمال ذو الــ53 عاماً بتحويل 4 آلاف يورو وألفي دولار إلى الليرة التركية وحول كل الأموال التي في حسابه المصرفي إلى الليرة استجابة للحملة مؤكدا أنه ومن معه مستعدون لتقديم أقصى درجات الدعم لتركيا التي فتحت أبوابها لهم لأنها أساس العالم الإسلامي بحسب قوله داعيا جميع المسلمين أن يكونوا كياناً واحداً في صفها”.
انتهى كلام رجل الاعمال عبيد ولم تنتهِ الحكايا، ولكن هذه المرة ليس من داخل تركيا التي سرق نظامها مقدرات سورية من معامل ومصانع ونفط وشارك بالعدوان عليها واحتضن ودعم ومول الارهابيين الذين دمروا البشر والحجر فيها .. وإنما من خارجها، من فتاة سورية تركت تركيا ولجأت إلى السويد وقررت صرف كل ما جمعته مما وفرته من معاش اللجوء السويدي وتحويله إلى الليرة التركية ودعت في فيديو تم تصويره في المحطة الرئيسية في استوكهولم الجميع وبلا استثناء وفي كل مكان وبأي عملة تكن إلى فعل ما فعلته دعماً لليرة التركية.
“الوطن يا بني عرض البني آدم” الا ان منظمة رجال الأعمال السوريين (سياد) كان لها رؤية أخرى فقد أطلقت هي الأخرى حملة رد المعروف لتركيا حسب تعبيرها وذلك من خلال دعم الليرة التركية عن طريق صرف مدخراتهم من الدولار الى الليرة التركية مناشدين المستثمرين وأصحاب الفاعليات الاقتصادية ورؤس الاموال الوقوف الى جانب تركيا حكومة وشعباً في دعم الاقتصاد التركي .
الغريب في الأمر أن أولئك “السوريين” استخدموا في رسائلهم وحملاتهم ما أسموه “المؤامرة” التي تتعرض لها تركيا وليرتها والحرب التي تشن عليها من كل الدول وليس إلى جانبها أحد .. الأمر الذي يستدعي العاقل طرح تساؤلات كثيرة .. منها أن كل المؤامرة التي تعرضت لها سورية “وطنهم الأم” وكل السلاح الذي تدفق والأموال ومشاركة كل دول العالم بتلك الحرب الشيطانية التي دمرت بلدهم بشرا وحجرا .. لماذا لم تخرج تخرج تلك المفردة من أفواههم..؟ بل حتى أنهم أعابوا على السوريين تلفظهم بها عندما كانوا يصفون الواقع .. وهل فعلا لم يستطيع “وطنهم الأم” الذي نشؤوا فيه وترعرعوا وتعلموا وتزوجوا وكونوا أسرهم فيه ..أن يزرع بداخلهم جزءاً من تلك المشاعر والانتماء اللذين نراهما تجاه بلد غريب مكثوا فيه بضع سنوات..؟ … فهل هو نفاق وخيانة وطعن بالظهر لوطن قدم لأبنائه عبر كل حضاراته الكثير الكثير ..وطن تغنى به وتمنى الانتماء له الكثير من المؤرخين والمستشرقين الذين زاروه يوما.
قيل: أنه لا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلا التنفيذ .. وقيل أيضا: خائن الوطن من يكون سببا في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن.
صاحبة الجلالة _ باهل قدار