انقلابات في الميدان السوري وانهيارات بالجملة
تستمر عمليات الجيش العربي السوري بدعم من حلفائه في كافة المناطق التي بقي فيها مجموعات إرهابية مسلحة لم يتم التعامل معها بعد، خاصة في مناطق الشمال والشمال الشرقي من البلاد، والمتغير الأكثر تطوراً هو اتساع رقعة الخلافات والاقتتال بين المجموعات الإرهابية المسلحة وخاصة في إدلب التي أصدر قادة مجموعات مسلحة جديدة مؤخراً بياناً يستنجدون فيه بالرئيس التركي، حيث انتشرت أخبار حول بدء الإرهابيين الهروب من إدلب إلى تركيا بعد أن وصلتهم أنباء عن قرب عملية عسكرية سورية واسعة، يأتي هذا في الوقت الذي تخلى فيه عنهم جميع من دعمهم وخاصة الولايات المتحدة التي أوقفت تمويل هذه المجموعات بمئات ملايين الدولارات وحولت قسم منه إلى قوات “قسد”، يوازيه تحركات غريبة في منطقة الجنوب بعد التصريحات الروسية حول عودة المهجرين من مناطقهم هناك وأهمية الوقوف عند هواجسهم من تواجد الإرهابيين في منطقة قاعدة “التنف”، وكذلك الأمر في مدينة الرقة وما حولها حيث يدور الحديث عن معارك طاحنة بين قوات “قسد” وقوات أخرى مجهولة الهوية، وتجري نفس الأحداث في ما حول السويداء، على الجانب الآخر من الميدان تستعد قوات المقاومة الشعبية السورية للقيام بعمليات عسكرية ضد الإرهابيين وضد التحركات الأمريكية في المناطق الشرقية.
هل بدء الانهيار الفعلي للمجاميع الإرهابية المسلحة، وما الذي يجري تحديداً في هذه المناطق؟
هل تخلت الولايات المتحدة الأمريكية فعلياً عن جزء المجاميع الإرهابية التي لم تعد قادرة على تحقيق أدنى حد من التقدم في الميدان، أم أنها مناورة جديدة لإبعاد الأنظار عن مواقع تحركها؟
كيف ستتعامل الدولة السورية وحلفائها مع المتغيرات الميدانية الحالية؟
هل يمكن أن نقول أن الحرب الكبرى على سورية انتهت ولم يتبقى إلا التعامل مع التركي والأمريكي اللذان يحتلان أجزاء من الأراضي السورية مع فقدانهما لأي مسند محلي حقيقي يمكن الارتكاز إليه وعليه في البقاء في المناطق التي تحتلها ؟
الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي السوري الدكتور فراس شبول يقول:
“في كل يوم وكل ساعة تظهر تسميات جديدة للإرهاب، لكن المضمون هو الإرهاب الحاقد الوهابي الإخواني المدعوم من أمريكا والكيان الصهيوني، ونحن نتحدث حالياً عن إدلب التي تجمع فيها الإرهابيين من كل أنحاء العالم بهدف القتل والتخريب في سورية بدعم إقليمي ودولي ، والهدف الأساس لهم هو التخريب في سورية وتدميرها وإطالة أمد الحرب، هناك حملة كبيرة تجاه الشمال السوري للقضاء على الإرهابيين، وهذه المنطقة كما نعلم معقدة بسبب احتلال القوات التركية بعض الأراضي السورية، وكل ما يجري من خلاف تركي أمريكي بالظاهر، لا يعدو مجرد ألعاب تجاه سورية وسوف تتكشف في الأيام القادمة”.
وأشار الدكتور شبول إلى أن:
“الولايات المتحدة لن تتخلى عن الإرهاب في أي مكان في العالم ، قد تتخلى بالظاهر لتحقيق أهداف تخص مصالحها ، الولايات المتحدة تتخلى عن الإرهاب في سوريا في حالة واحدة فقط وهي بعد القضاء عليه في أي منطقة من المناطق السورية تسارع لتقول أنها هي من قضى عليه، الولايات المتحدة تراوغ وستحاول أن تعيد تجميع المجموعات الإرهابية لتوزعها على مناطق سيطرتها في الداخل السوري، لكن المفاوضات مع الحليف الروسي ستظهر ما تخفيه الولايات المتحدة لسورية والمنطقة في الأيام القادمة، وهي لا تخفي غير الشر للمنطقة في واقع الحال”.
وأردف الدكتور شبول: “رأس أفعى الإرهاب قد تم قطعه وشاهدنا في الجنوب السوري كيف تخلى الكيان الصهيوني عن هؤلاء المرتزقة وهربوا عن طريقه نخبة القادة من منظمة “الخوذ البيضاء” ، الآن يتم إختيار رؤس الإرهاب في الشمال السوري كما حدث مع الخوذ البيضاء ليتم نقلهم إلى تركيا ومن ثم نقلهم إلى دولة تكون هدفاً لإرهابهم ، من سيتم تهريبهم عبر الحدود التركية هم قادة الإرهاب بل النخبة القيادية للإرهاب ليس في سورية فقط بل في المنطقة كلها “.
وأضاف الدكتور شبول: “جميع المؤتمرات السياسية في العالم وليس فقط في سورية هي مرتبطة بالأرض والميدان ، لذلك انتصار الجيش العربي السوري سينعكس على كل المؤتمرات القادمة إن كانت امتدادا لجنيف وغير جنيف ، وما يحدد النصر هو وقع انتصار الجيش العربي السوري على الأرض بدعم الحلفاء طبعاً ، وعقبى ذلك أردوغان والولايات المتحدة سيغيران مواقفهما رغماً عنهما أمام انتصار الدولة السورية “.
الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور، فراس شبول
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم – سبوتنيك