خطوة كبيرة بين دمشق والاكراد
بات محسوماً عند جزء اساسي من القوى الكردية في سوريا ان الوجود العسكري الاميركي لن يستمر طويلاً في الشرق السوري، وان واشنطن ستسحب جنودها من سوريا بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، أفاز ترامب في الانتخابات ام خسر، هذا لم يعد يحكى همساً في سوريا، ويبدو ان الاميركيين وضعوا حلفاءهم الكرد في هذه الاجواء ليتمكنوا من ترتيب اوضاعهم السياسية والامنية.
هذا الحدث ترافق مع تفعيل “قانون قيصر”، لمعاقبة دمشق ومسؤولين فيها وكل المتعاملين معها، مما زاد من مصلحة الدولة السورية في فتح الابواب مع المناطق الكردية.
ووفق المصادر المطلعة فإن العلاقة بين الاكراد ودمشق لم تنقطع يوماً، حتى ان الاتصالات والمشاورات بقيت مفتوحة مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على جزء اساسي من الاراضي السورية في الرقة والقامشلي ودير الزور، وهذا التواصل تفعل مؤخرا بوساطة روسية.
وتؤكد المصادر ان هذه الوساطة وصلت الى خطوة بالغت الأهمية تكمن في فتح المناطق الكردية برياً وبحرياً على مناطق الحكومة السورية في سوريا، كمقدمة لخطوات اخرى ستكون اكثر اهمية.
وتقول المصادر ان طريق حلب – الرقة فتحت لأول مرة منذ العام ٢٠١٣، وهي طريق بالغة الاهمية وتساهم في تعزيز وضع حلب الاقتصادي وتؤدي الى زيادة تدفقات العملة الاجنبية الى سوريا، اذ ان المناطق الكردية مفتوحة على العراق من دوق ضوابط حقيقية ما يمكن المواطنين من التعامل بالدولار في بعض الاحيان، وهذا سيكون له دور اساسي في تعزيز حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا.
اضافة الى طريق الرقة – حلب، سيتم فتح الطرقات الى كل من حمص وحماة ودير الزور والحسكة، اضافة الى الطريق البحري الذي يمر عبر نهر الفرات، وهكذا تكون المناطق الكردية قد عادت الى تواصلها الطبيعي مع سوريا.
واشارت المصادر الى ان الاميركيين وضِعوا في صورة هذه الخطوة ولم يعترضوا عليها ابداً، لكن المزعج بالنسبة لواشنطن هو الدور الكبير والحيوي الذي تلعبه موسكو في الشرق السوري مع الاكراد، والايجابية التي يتعامل بها هؤلاء مع الوسطاء الروس.
وتلفت المصادر الى ان موسكو تحاول وراثة النفوذ الاميركي في شرق الفرات، وهذا امر لا يعجب الاميركيين كثيراً، لكنهم حتى اللحظة لا يجدون خطراً حقيقيا في ذلك في ظل وجود جيش من الحلفاء على رأسهم قوات سوريا الديمقراطية، غير ان اي انسحاب اميركي من المنطقة قد يعني انهياراً سريعا لهذه القوات وولادة قوى كردية جديدة تتعاون مع موسكو ودمشق اكثر.
وتؤكد المصادر ان الجيش السوري موجود منذ فترة في المناطق الكردية، اذ دخلها يوم بدأت تركيا حملتها العسكرية لمنعها من التقدم في العمق السوري ونجح يومها في ذلك، غير ان المناطق هذه لم تكن مفتوحة لتنقلات المدنيين.
وتعتقد المصادر ان المرحلة المقبلة، قد تشهد عودة تدريجية للشرطة السورية الى المناطق الكردية، قبل الاتفاق النهائي على دخول الجيش السوري الى المدن والقرى، وعدم الاكتفاء بوجوده الحالي عند نقاط التماس مع القوات التركية.
لبنان 24 – دمشق والاكراد
إقرأ أيضاً: من هو المسؤول السوري الذي بدد خزينة الدولة من الدولارات؟