السبت , نوفمبر 23 2024
خالد العبود يوجه رسالة الى الشعب: أيّها السوريون

خالد العبود يوجه رسالة الى الشعب السوري: أيّها السوريون

خالد العبود يوجه رسالة الى الشعب: أيّها السوريون

أيّها السوريون..

-من حقّنا الكامل أن نعبّر عمّا نشعر به، خاصة في ظلّ جائحة معيشيّة خطيرة، تجتاح أمننا الاجتماعيّ والروحيّ، وتهدّد استقرارنا الأسريّ والعائليّ، وأن نصوّب إلى مكامن الخطأ الذي نراه أساسيّاً في هذه اللحظة الهامة من حياتنا..

-ليس بوسعنا أن نوارب في ذلك، أو نقارب المسألة من زاوية غير منطقيّة أو غير طبيعيّة، خاصة وأنّ الأمر يتعلق بتفاصيل حياتنا اليوميّة، وتفاصيل مستقبل أهلنا وعوائلنا وأبنائنا وأحفادنا، فهذا أمرٌ مسلّمٌ به تماماً..

-لكن من حقّ أبنائنا وأحفادنا علينا، أن نكون أكثر قدرة على التصويب والتدقيق وفهم طبيعة ما يحصل بدقة، خاصة وأنّ أهلا لنا، وقبل سنوات قليلة، أخطؤوا التقدير، كما أخطؤوا في قراءة تفاصيل ظنّوها مسلماتٍ مطلقةً..

-نعتقد أن هناك من عبث ببعض السوريين، منذ سنوات قليلة ماضيّة، ودفع بهم كوقود حريق، لم يحصدوا بعدها إلا الخيبة والحسرة والجوع والفقر والدمار والقتل والتهجير..

-قدرتنا على فهم ما يحصل في هذه اللحظات، يوفّر علينا خسائر كبيرة يمكن أن تلحق بنا، فيما لو أخطأنا القراءة والتقدير والاستشراف..

-فهمنا للحظة التي نعيشها، وقدرتنا على الاحاطة بها، في عنوانها الرئيسيّ الذي أشرنا له أعلاه، يختصر علينا كثيراً من احتمالات وقوعنا فيما وقع به بعضنا قبل سنوات قليلة..

-نعم.. تتحمّل الحكومة، في مفصلها المعيشيّ، مسؤوليّة بعضاً ممّا وصلنا إليه، خاصة على مستوى إدارة جزء من الامكانيات التي توافرت بين أيدينا، وهو ما ساهم في هذه الضائقة التي عصفت بكياننا الفرديّ والجمعيّ..

-نعم هناك فسادٌ، ويجب ان نفضحه ونحاربه، ونعم هناك محسوبيات قذرة، ويجب ان يشار لها وتواجه وتُهزم، ونعم هناك لصوصيّة مفضوحة، يجب أن نقبرها، ونعم هناك تجاوزات وسخة، علينا جميعاً أن ننتبه لها ونواجهها هي وأصحابها…

-لكنّنا نعتقد أنّ نسياننا أو تجاهلنا لأسباب أخرى، كانت رئيسيّة في إنتاج هذه اللحظة، لن يؤدي بنا إلى طريق خروج آمنٍ، يمكن أن ينقذنا من تبعات وملحقات هذه اللحظة، أو هذه الضائقة..

-نعتقد أنّ فهمنا الهادئ والعميق لتبعات وملحقات هذه اللحظة، سوف يكون رئيسيّاً في وضع آلية ناجحة للخروج منها ومن تبعاتها، وهو أمر يحتاج منّا كثيراً من الجرأة والمصداقيّة وعدم المتاجرة بأوجاع أهلنا وشعبنا..

-بقراءة سريعة لرئيسيّات العنوان الاقتصادي الذي كانت عليه بلادنا في بداية 2011، يأخذنا بقوّة وثقة لفهم اللحظة الاقتصادية الحاكمة الآن، خاصة حين نفهم وندرك البنية التحتيّة التي كانت تؤسّس لتلك اللحظة الاقتصادية..

-تذكّروا جيّداً أنّ بلادنا كانت مسنودة ببنية انتاجيّة تحتيّة، منها النفط وملحقاته، وبعض المعادن، وكثير ممّا كان ينتجه عاملها وفلّاحها، وثروة حيوانيّة شبه نادرة، وصناعة وطنيّة كانت تشكّل حاجة لأسواق بلادٍ أخرى، وسياحة ذات مستويات عديدة، وشبكة طرق هامة، وطاقة كهربائيّة كانت رئيسيّة على مستوى الاقليم، وخارطة زراعيّة فاضت عن حاجة السوريين، وبنى مائيّة غنيّة جدّاً…

-تصوّروا أنّ شيئاً من هذا لم يبقَ، نعم لم يبقَ شيء ممّا ذكرنا أعلاه، لقد أكلت الحرب كلّ شيء، وطحنت الفوضى كلّ شيء، نعم الدولة اليوم من غير بنى تحتيّة قادرة على دعم اللحظة الاقتصاديّة..

-لقد أحرق بعض السوريين بفوضاهم كلّ شيء، دمّروا كلّ شيء، نهبوا كلّ شيء، سرقوا كلّ شيء، أشعلوا نار جهلهم في الصناعة والزراعة، دمّروا السدود وشبكات المياه والريّ، أحرقوا المصانع والمزارع، نهبوا وخرّبوا شبكات الطاقة، وبنى الطاقة، وشبكات الطرق الحديديّة والعاديّة، ..

-هذا كلّه أو جزء منه يجعل البلاد، أيّ بلاد، حافية وعارية، بلاد بلا إمكانيات، بلاد بلا طاقة، بلاد بلا صناعة، بلاد بلا زراعة، بلاد تحكمها أولويات متناقضة، وتحكم شعبها حوائج أوليّة تتناسب ولحظة الدمار التي تعرضت لها..

-هناك من يحاول أن يعبث بنا، هناك من يحاول أن ينسينا كلّ ما تعرضنا له، وكلّ ما حاق ببلادنا ومقدراتها وامكانياتها، يريد أن يقفز فوق ما فعلت يداه، لا يريد ان يعترف بمن تآمر علينا، وبمن كان وراء حريق بلادنا ونهبها..

-هناك من ما زال يؤدي الدور ويلعبه بطريقة أخرى، وهناك من ما زال مؤمناً أنّه قادر على أن يأخذكم بطريقة أخرى، ويخطف بلادكم من داخلها، ومن خلال شعبها الذي ضحى وصمد وانتصر..

-انتبهوااا..
اللحظة مثلما هي عصيبة وضائقة علينا، هي خطيرة في الآن ذاته، وقد تختلط الأمور علينا، وقد يساق بعضنا تحت وزر هذه الضائقة إلى ما هو أخطر منها، وأبشع منها..

-أيها السوريّون..
بالجرأة التي صمدنا بها، وقاتلنا بها، وهزمنا أعداءنا بها، وأفشلنا مشاريع إذلالنا وإلحاقنا بأذيال التبعية والاسترزاق، بهذه الجرأة ذاتها، وبالاقدام ذاته، والبسالة ذاتها، نحن جميعاً قادرون على الانتصار وإسقاط عدوانهم وتوحشهم الاقتصادي، وتجويعهم لنا ولأبنائنا..

خالد العبود..

اقرأ أيضا: مجلس الشعب يطالب بوقف نزيف الليرة السورية و ضبط الأسعار

شكراً لكم لمشاركة هذا المقال.. ضع تعليقك في صفحتنا على موقع فيسبوك