الطلاب السوريون يتوافدون من مناطق المسلحين لتقديم امتحاناتهم في حلب… فيديو
أضافت الإجراءات الطبية السورية الخاصة بالتصدي لجائحة كورونا معاناة جديدة لما يقاسيه الطلاب السوريون الوافدون من مناطق سيطرة المجموعات المسلحة والإرهابية شمالي البلاد، إلى المراكز الحكومية في حلب لتقديم امتحانات الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي.
فإلى جانب ما يقاسونه من معاناة تقليدية لدى عبورهم الحواجز التي تقيمها الميلشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في محيط مناطق سيطرتها، فقد خضع طلاب الثانوية والإعدادية هذا العام لفحوصات دقيقة من قبل وزارة الصحة السورية للحفاظ على سلامتهم، قبل نقلهم إلى أمكنة إقامتهم المؤقتة في المحافظة.
علي موسى، هو أحد الطلاب الوافدين من مناطق سيطرة الميلشيات المسلحة الخاضعة للجيش الأمريكي في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، أكد في تصريح لـ “سبوتنيك” بأن وزارة التربية قدمت له ولرفاقه الوافدين كامل الرعاية منذ خروجهم من منبج وعلى طول طريق السفر إلى حلب وصولا إلى تأمين أماكن الإقامة المؤقتة لهم أثناء تقديم امتحاناتهم.
وأكد مراسل “سبوتنيك” أن (تنظيم القاعدة) الذي يسيطر على الغالبية الساحقة من محافظة إدلب وغرب حلب، كما الميلشيات (التركمانية) الخاضعة للجيش التركي التي تسيطر على المناطق الحدودية شمالي المحافظة، لم يسمحا هذا العام للطلاب السوريين بالعبور إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية لتقديم امتحاناتهم حتى الآن.
وأكد المراسل أن استقبال الطلاب من خارج مناطق السيطرة يندرج في سياق إتاحة الحكومة للفرصة أمام كافة أبناء سوريا على كامل الجغرافية السورية بالتقدم للامتحانات، مشيرا إلى أن 2026 طالبا وطالبة يتوقع قدومهم مع ذويهم من مدينة منبج عبر (معبر التايهة) الفاصل بين مناطق سيطرة الحكومة والميلشيات الخاضعة للجيش الأمريكي، وتم اليوم (مساء أمس) استقبال الدفعة الأولى البالغ عددها 509.
وأشار المراسل إلى أنه بخلاف الأعوام السابقة التي تمت استضافتهم فيها، تجري هذا العام الاستضافة وفق إجراءات احترازية مشددة منذ لحظة وصولهم إلى معبر التايهة من قبل فرق طبية متخصصة.
وأنهت وزارة التربية السورية جميع التحضيرات استعداداً لامتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا ومنها تعقيم قاعات المراكز الامتحانية وزيادة عددها هذا العام لتحقيق التباعد المكاني بين الطلبة حرصاً على السلامة العامة لهم وللكوادر التدريسية.
مدير التربية المساعد للتدريب المهني في حلب، المهندس مصطفى عبد الغني، أكد لـ سبوتنيك استقبال طلاب الشهادة الثانوية في مراكز خاصة مجهزة بكافة المستلزمات الصحية والغذائية.
من جهته تمنى الدكتور يحيى عتر رئيس دائرة الصحة المدرسية بحلب للطلاب الصحة والعافية والتوفيق في امتحاناتهم، مؤكدا أن الفرق الطبية المشتركة مع وزارة الصحة السورية قامت بفحص جميع الطلاب الوافدين ولم تظهر عليهم أي أعراض.
وأشار الدكتور عتر إلى أن عمليات الإشراف على الطلاب الذين تم استقبالهم في مراكز الإيواء في مدينة “هنانو” السكنية، مشيرا
إلى الفرق الطبية ستقدم الدعم النفسي بشكل يوميا إلى جانب التعقيم اليومي وفقا لقواعد الاحتراز المعتمدة.
وفي إطار الجهود المشتركة بين وزارتي التربية والصحة، وبالتعاون مع المنظمات الدولية ومنظمة الهلال الأحمر، استقبلت سوريا الدفعة الأولى من الطلاب السورين القادمين من لبنان، والبالغ عددهم (33) طالباً وطالبة من أصل 65 طالباً وطالبة في مراكز الحجر الصحي والاستضافة في جديدة يابوس قادمين من لبنان للتقدم لامتحاناتهم العامة بريف دمشق.
وبلغ عدد التلاميذ والطلاب المسجلين لدورة 2020 في امتحانات الشهادات السورية جميعها نحو 557348، سيتوزعون على 4900 مركز امتحاني في مراكز المحافظات والمدن بالنسبة للثانوية، وفي النواحي في شهادة التعليم الأساسي بالاضافة إلى المدن و مركز المحافظة.
وحرصا على اتخاذ الإجراءات الكفيلة لضمان سلامتهم تم توزيع ما يقارب من 15-20 طالباً في القاعة الامتحانية وتعقيمها دورياً قبل بدء أي امتحان.
مدير التربية بحلب ابراهيم ماسو أفاد في تصريحات صحفية أنه تم الانتهاء من عمليات توزيع الطلاب والمراقبين على المراكز الامتحانية لافتاً إلى أن عدد الطلاب المرشحين لامتحانات هذا العام 68 ألفاً و414 طالباً وطالبة بزيادة عن العام الماضي، مشير إلى أنه تم توزيع طلاب الثانوية على 189 مركزاً امتحانياً داخل مدينة حلب وفي شهادة التعليم الأساسي بلغ عدد المراكز 284 مركزاً امتحانياً منها 57 مركزاً في الريف المحرر في مسكنة والخفسة وريف الباب ومنطقة إعزاز والسفيرة بريف حلب الشرقي.
وكان وزير التربية السوري عماد موفق العزب أكد مطلع الشهر الجاري خلال لقائه المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة الإنسانية والإغاثية ورؤساء المنظمات والوكالات الدولية الإنسانية العاملة في سورية، تقديم التسهيلات اللازمة للطلاب الوافدين من المناطق الساخنة والمجاورة.
وأكد العزب حرص الدولة السورية على تأمين مستلزمات التلاميذ والطلبة الوافدين والموزعين على محافظات عدة والبالغ عددهم ما يقارب 30 ألف طالب، لافتاً إلى أن حكومة الجمهورية العربية السورية نتيجة تفشي وباء كورونا عالمياً، واللجوء إلى حجر الطلاب الوافدين لمدة 14 يوماً كان لابد من الاستعانة بالمنظمات الإنسانية للمساهمة في تأمين الإقامة والإطعام والدورات التعليمية لتعويض الفاقد التعليمي لهؤلاء الأبناء، موضحاً أن وزارة الصحة هي شريك أساسي في العملية الامتحانية وتم تطبيق اتفاق تعاون معها لمتابعة الإجراءات الاحترازية للتصدي لأي حالة مشتبه بها.
اقرأ أيضا: صاحبها متوارٍ ومصدرها “قيد الكشف”.. ضبط 70 طنا من الطحين التمويني بحلب
شكراً لكم لمشاركة هذا المقال.. ضع تعليقك في صفحتنا على موقع فيسبوك