عمل جراحي نادر بمشفى الأطفال بطرطوس
نجح الكادر الطبي في قسم جراحة الأطفال بالهيئة العامة لمشفى الأطفال في طرطوس بإجراء عمل جراحي نادر وهو توسيع ثنائي الجانب للحالبين بطريقة بوليتانو لطفل عمره ستة أشهر وتم تخريجه من المشفى وهو الآن بحالة جيدة.
وقال الدكتور سلمان برو رئيس قسم جراحة الأطفال بالمشفى الذي أجرى العمل الجراحي للطفل في تصريح لمراسلة سانا إن التشوهات البولية تعتبر من أشيع التشوهات الخلقية عند الأطفال وتسجل نحو 60 بالمئة من نسبة التشوهات الولادية لافتاً إلى شح العلامات السريرية للتشوهات البولية التي تظهر عند الأطفال والتي كانت في معظم الأحوال سبباً في الوصول إلى حالات الغسيل الكلوي عند البالغين.
وأضاف إنه وبفضل أدوات التشخيص الحديثة أصبح بالإمكان الكشف عن هذه الحالات في المرحلة الجنينية قبل الولادة وهذا ما حدث مع الطفل (ب م) حيث اكتشف الأطباء أثناء متابعة فترة الحمل للأم وجود استقصاء ثنائي الجانب بالكلية لدى الجنين وبعد الولادة تم وضع المولود تحت الصادات الوقائية وأجريت له الفحوص المخبرية والشعاعية اللازمة وتبين وجود جزر مثاني حالبي (درجة 5) أيمن وتضيق وصل مثاني حالبي من الجهة اليسرى أو ما يسمى (حالب عرطل) وهذه الحالة تعتبر نادرة كونها تجمع حالتين متعاكستين وقد تم إجراء العمل الجراحي للطفل وهو عبارة عن استئصال نحو 6 سم من الجانب الأيسر للحالب و10 سم من الجانب الأيمن وإعادة زراعتهما في المثانة بعد تضييقهما طولانياً بما يعرف بطريقة (بوليتانو) .
وأشار الدكتور برو إلى أن العملية أجريت للطفل وهو بعمر ستة أشهر وهي ميزة إضافية لندرة الحالة لأن هذا النوع من العمليات لا يجرى إلا بعد أن يجتاز الطفل عامه الأول الأمر الذي يسهم في الحفاظ على الكليتين سليمتين وعدم الوصول إلى مرحلة الغسيل الكلوي مستقبلاً.
وأكد الدكتور برو أن الأذيات الكلوية هي أذيات غير عكوسة أي ما يتأذى منها لا يمكن استعادته وهدف العمل الجراحي هو الحفاظ على ما تبقى من الكلية سليماً الأمر الذي يحتاج لمراقبة ومتابعة دائمة ومستمرة معتبراً أن التشخيص المبكر والعمل الجراحي في حال الحاجة إليه يقي الأطفال ويحميهم من الوصول إلى مرحلة متقدمة يصعب فيها إجراؤه وبالتالي الوصول إلى الغسيل الكلوي الذي سيرافق المريض طيلة حياته.
من جهته الدكتور ياسر جورية مدير عام الهيئة العامة لمشفى الأطفال أكد في تصريح مماثل أن الكوادر الموجودة بالمشفى متميزة على مستوى سورية حيث أجرى العديد من العمليات ومنها عمليات التشوهات الخلقية الداخلية والظاهرة كعملية تضيق كولونات متعددة التي تعتبر من العمليات النادرة.
وأكد جورية أن جميع الخدمات الإسعافية بما فيها العمليات الجراحية مجانية بالكامل أما العمليات الباردة (غير الإسعافية) فهناك نظام مالي في المشفى يضبط ما هو مجاني وما هو مأجور والذي يكون رمزياً وبسيطاً يراعي الوضع المادي لكل الأسر مشيراً إلى أن العمل الجراحي الذي أجري للطفل (ب م) مجاني بالكامل.
فاطمة حسين/ سانا